نجح الفرنسي كيليان مبابي، نجم نادي ريال مدريد، في "سحب البساط" تدريجيًا، من تحت أقدام زميله فينيسيوس جونيور، وأصبح نجم الفريق الأول بسرعة كبيرة.
اللاعب الفرنسي تألق، بشكل لافت، مع فريقه، حيث سجل أول "هاتريك" له مع النادي الملكي خلال الفوز الكبير 3-0 على بلد الوليد أمس السبت.
هذا الانتصار عزز صدارة ريال مدريد للدوري الإسباني برصيد 49 نقطة، مبتعدًا بفارق 4 نقاط عن أتلتيكو مدريد الذي تعادل مع فياريال.
بعد انضمامه من باريس سان جيرمان، في الصيف الماضي، بدا مبابي متأثرًا بضغوط الانتقال إلى أحد أكبر أندية العالم، في وقت تألق فيه زميله فينيسيوس جونيور.
أداؤه في الأشهر الأولى كان دون التوقعات، مما أثار تساؤلات حول قدرته على التأقلم مع أسلوب اللعب مع الفريق الإسباني.
ولكن منذ شهرين فقط، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، حيث سجل مبابي 15 هدفًا في الدوري الإسباني، و21 هدفًا في جميع المسابقات، ليحتل المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري بفارق هدف وحيد خلف روبرت ليفاندوفسكي نجم برشلونة.
التألق اللافت لمبابي لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد هدوئه في فترة البداية، وتفاديه للصراعات الشخصية داخل الفريق.
في المقابل، شهد فينيسيوس، الذي كان يُعتبر نجم الفريق الأول في الموسم الماضي، تراجعًا في مستواه الفني.
تألق مبابي وتراجع أداء فيني يوحي بأن الفارق الأساس بين اللاعبين كان في العقلية.
مبابي لم يسعَ للدخول في منافسة مباشرة مع فينيسيوس، بل ركز على تقديم أفضل ما لديه في الملعب تدريجيًا، ونجح بكسب ثقة الجماهير، والجهاز الفني.
ما يُميز مبابي عن كثير من اللاعبين الكبار هو ذكاؤه في التعامل مع المواقف الحساسة.
في باريس سان جيرمان، شهد مبابي تجربة مشابهة حين كان نيمار، أغلى لاعب في العالم حينها، هو النجم الأول للفريق، ويريد تسديد ركلات الجزاء والضربات الحرة، وساعده زملاؤه البرازيليون في الفريق الباريسي على أفعاله.
ولم يتألق نيمار الذي دفع فيه باريس مبلغًا كبيرًا، وفشل في التتويج مع الفريق بدوري أبطال أوروبا، ليتعرض إلى هجوم جماهيري كبير، ولكن نجح مبابي في تفادي خطأ نيمار.
بدلاً من الدخول في صراعات مباشرة مع نيمار أو زملائه، ركز مبابي على تقديم أداء قوي على أرض الملعب، مما جعل الجماهير تُدرك قيمته تدريجيًا.
نفس السيناريو تكرر في ريال مدريد، حيث أظهر مبابي احترافية كبيرة جعلته يتفوق على فينيسيوس دون إثارة أي مشاكل داخل الفريق.
@eremsports مبابي في مواجهة شقيقه إيثان #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
مع استمرار تألق مبابي، يبدو أن ريال مدريد قد وجد القائد الجديد لهجومه لسنوات مقبلة.
هاتريك، يوم أمس، كان رسالة واضحة بأن مبابي ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو قائد حقيقي قادر على قيادة الفريق لتحقيق المزيد من الألقاب.
ومع دخول الفريق في النصف الثاني من الموسم، سيكون مبابي السلاح الأهم للمدرب كارلو أنشيلوتي في المنافسة على البطولات المحلية والأوروبية.
بالنسبة لفينيسيوس، التحدي، الآن، يتمثل في استعادة مستواه المعهود والعودة للمنافسة على لقب النجم الأول للفريق. اللاعب البرازيلي يمتلك الموهبة، ولكن عليه أن يُظهر نفس الالتزام والتركيز الذي جعل مبابي يتألق.
وبينما يُثبت مبابي، يومًا بعد يوم، أن "العقل هز العضلات" في ريال مدريد، يبقى السؤال: هل سيستطيع فينيسيوس استعادة عرشه أم أن مبابي سيظل متربعًا عليه لفترة طويلة؟
