في خطوة تثير الكثير من الجدل، أسند الاتحاد المصري لكرة القدم إدارة قمة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك إلى الحكم التركي، خليل أوموت ميلر.
هذا الاختيار يفتح الباب أمام تساؤلات لا حصر لها، ليس فقط بشأن مستوى الحكم، ولكن حول البيئة السامة التي قَدِمَ منها، والتي تضع ضغوطا هائلة على مباراة لا تحتمل بطبيعتها أي أخطاء.
المشكلة لا تكمن في استقدام حكم أجنبي، بل في هوية هذا الحكم تحديدا، فميلر قادم من الدوري التركي، وهو دوري أصبح في السنوات الأخيرة مرادفا للفوضى التحكيمية، وضغط رؤساء الأندية الذي وصل إلى حد ما يمكن وصفه بـ"البلطجة"، والقرارات التي تُشعل الرأي العام بشكل أسبوعي.
هذه السمعة ليست مجرد حبر على ورق، بل هي واقع دموي كان ميلر نفسه ضحيته الأبرز.
الأخطر أن هذه الخلفية تؤثر بشكل مباشر على ذهنية اللاعبين في أرض الملعب؛ فلاعبو الأهلي والزمالك يدخلون المباراة وهم يعلمون جيدا أن الحكم الذي أمامهم ليس مجرد "قاضٍ" محايد، بل هو شخصية عالمية مثيرة للجدل.
إنهم يدركون أنه الحكم الذي تم الاعتداء عليه باللكم في حادثة شهيرة، وهو الحكم الذي طُرد من التحكيم في دوري آخر، وهو الحكم الذي ألغى أهدافا حاسمة في بطولات كبرى، وهو نفسه صاحب الجدل في مباراة الأهلي المصري والعين الإماراتي قبل أشهر في الإنتركونتنتال، عندما تجاهل طرد ياسر إبراهيم في الدقيقة الثانية.
هذا الإرث يعني أن "مبدأ حسن النية" مفقود مسبقًا، أي قرار جدلي الليلة لن يُفسر على أنه "خطأ بشري" وارد، بل سيتم التعامل معه فورا على أنه "فضيحة جديدة" تضاف إلى سجل ميلر والتحكيم التركي الحافل. اللاعبون لن يتقبلوا أخطاءه بسهولة، والجماهير ستكون جاهزة للانفجار عند أول صافرة غامضة.
ناقوس الخطر
الفضيحة الكبرى: في ديسمبر 2023، تعرض ميلر لواقعة هي الأكثر عنفا في تاريخ التحكيم الحديث؛ إذ عقب مباراة في الدوري التركي، اقتحم رئيس نادي أنقرة جوجو الملعب ولكمه في وجهه، ثم تعرض للركل وهو ساقط على الأرض. الحادثة أدت لإيقاف الدوري التركي بالكامل وأثبتت حجم الفوضى التي يعمل بها.
بطل يورو 2024 السلبي: اكتسب شهرة عالمية سلبية في يورو 2024؛ إذ أصبح في مباراة بلجيكا وسلوفاكيا"العدو الأول" للنجم روميلو لوكاكو، بعد أن ألغى له هدفين أحدهما بلمسة يد مجهرية صعبة للغاية؛ ما كلف بلجيكا المباراة وأثار سخط الإعلام العالمي.
مطرود من الدوري السعودي: أزماته وصلت للمنطقة العربية؛ إذ بعد إدارته مباراة للشباب، هاجمه المدرب البرتغالي الشهير فيتور بيريرا، متهما إياه بتغيير مسار اللقاء. الضجة التي أحدثها دفعت لجنة الحكام السعودية لاتخاذ قرار بعدم الاستعانة بخدماته مجددا.
فشل في اختبار اللياقة: حتى على المستوى المهني، واجه ميلر أزمة هذا الموسم بعد فشله في اجتياز اختبار اللياقة البدنية الأول للحكام الأتراك، قبل أن ينجح في المحاولة الثانية.
إن جلب حكم بتاريخ كهذا لإدارة ديربي نهائي السوبر هو مغامرة غير محسوبة. فقمة الأهلي والزمالك هي برميل بارود، والاستعانة بحكم تحيط به الفضائح من كل جانب هو بمثابة اللعب بالنار. الخطأ الليلة قد لا يكلف مباراة فقط، بل قد يجلب كارثة تحكيمية تضاف لسجل الحكم، وتاريخ القمة.
