في خطوة مفاجئة وغير محسوبة، ألقى النجم الفرنسي كريم بنزيما، قائد فريق الاتحاد السعودي، بنفسه في قلب عاصفة انتخابية قد تهز استقراره ومستقبله مع "العميد".
ففي إعلان صريح قدم بنزيما دعمه الكامل لأنمار الحائلي، في سباق الانتخابات الرئاسية الحالية، وهي خطوة تحمل في طياتها من المخاطر ما يفوق أي فائدة مرجوة، وتضعه في مواجهة مباشرة مع شريحة واسعة من الجماهير وشخصيات اتحادية مؤثرة.
لم يكن تصرف بنزيما مجرد رأي عابر، بل اعتبره الكثيرون تدخلاً سافراً في شأن إداري لا يعنيه، وتجاوزاً لحدود دوره كلاعب وقائد للفريق.
فقصة دعمه للحائلي لن تمر مرور الكرام، فالهجوم الذي تعرض له فور إعلانه كان متوقعاً وله ما يبرره.
لقد وضع بنزيما نفسه في موقف "المتهم" الذي عليه أن يبرر انحيازه، وهو ما يطرح تساؤلات حتمية حول مستقبل علاقته بالنادي ومكوناته.
مستقبل على المحك
تكمن المشكلة الكبرى في أن بنزيما ربط مصيره بمصير مرشح في انتخابات متقلبة، فماذا لو لم يكن الحائلي على قدر المسؤولية في حال فوزه؟ من سيتحمل حينها مسؤولية هذا الاختيار أمام الجماهير الغاضبة؟ بكل تأكيد، سيكون بنزيما هو من سيُلام، وسيُنظر إليه على أنه شريك في أي إخفاق قادم، وسيتحول من قائد ملهم إلى سبب في الأزمة.
السيناريو الآخر لا يقل خطورة، فماذا لو لم ينجح الحائلي في الانتخابات؟ كيف سيكون موقف الإدارة الجديدة، التي لم تحظ بدعمه، من اللاعب الذي أعلن ولاءه لمنافسها؟ هل سيظل استمراره أمراً محبباً ومطلوباً؟ الأرجح أن العلاقة ستشوبها التوترات، وقد يجد بنزيما نفسه على قائمة المغادرين، أو على الأقل سيعيش أجواءً من عدم الارتياح قد تؤثر حتماً على أدائه في الملعب.
شرخ في غرفة الملابس
الخطر لا يتوقف عند علاقة بنزيما بالإدارة أو الجماهير، بل يمتد إلى أقدس الأماكن في عالم كرة القدم، غرفة الملابس.
بنزيما بدعمه للحائلي، عارض بشكل غير مباشر شخصيات اتحادية وازنة تدعم المرشح الآخر، فهد سندي، فماذا لو خرج لاعب آخر في الفريق وأعلن دعمه لسندي؟ كيف ستكون العلاقة بين "القائد" بنزيما وهذا اللاعب؟
إن هذا التصرف يفتح الباب أمام انقسامات حادة داخل الفريق، ويخلق بيئة من التحزبات والتكتلات التي هي أبعد ما يكون عن الروح الرياضية ووحدة الفريق.
سيتحول النقاش في غرفة الملابس من خطط اللعب والتكتيكات الفنية إلى همسات عن الانتخابات والانتماءات، وهو ما قد يدمر أي فريق مهما بلغت قوة نجومه.
في النهاية، يبدو أن كريم بنزيما قد ارتكب خطأً فادحاً بتقييمه لتأثير خطوته، لقد ورط نفسه في معركة لم يكن طرفاً فيها، ووضع شعبيته ومستقبله المهني على طاولة القمار الانتخابي.
وسواء فاز الحائلي أم خسر، فإن بنزيما قد خسر بالفعل جزءاً من صورته كقائد محنك يركز على مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، وهي خسارة قد تكون تبعاتها أخطر مما يتصور.