لا يزال صدى احتفالات الكريسماس يتردد في أرجاء آنفيلد، ولكن ليس ببهجة الأعياد، بل بوقع تعثرات متتالية هزت عرش ليفربول، متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.
فبعد بداية موسم قوية، شهد الريدز تراجعًا ملحوظًا في الأداء عقب فترة الأعياد؛ ما أثار تساؤلات حول "لعنة الكريسماس" التي يبدو أنها تطارد النجم المصري محمد صلاح وفريقه. فما سر هذا التراجع المفاجئ؟ وهل هي مجرد كبوة جواد أو بداية النهاية لحلم اللقب؟
يُعتبر تراجع مستوى محمد صلاح أحد أبرز الأسباب وراء هذا التذبذب، فبعد أن كان هداف الفريق وصانع ألعابه الأول، تراجعت مساهماته الهجومية بشكل ملحوظ في المباريات الأخيرة.
فهل يعاني "الملك المصري" الإرهاق بعد بداية موسم قوية، أو أنّ "لعنة الكريسماس" التي تلاحقه منذ سنوات قد عادت لتؤثر في أدائه؟
يُذكر أن صلاح غالبًا ما يشهد تراجعًا في مستواه بعد فترة الأعياد، وهو ما يثير قلق جماهير ليفربول التي تعوّل عليه كثيرًا في حسم المباريات.
أو لربما كانت أمور تجديد التعاقد ومستقبل النجم المصري سواء بالبقاء أو بالرحيل عن النادي الإنجليزي مؤثرة بشكل أو بآخر على اللاعب والفريق.
ولا يقتصر الأمر على صلاح، فخط دفاع ليفربول يعاني هو الآخر مشاكلَ واضحة، فقد تراجع مستوى ترينت ألكسندر أرنولد بشكل كبير؛ ما أثار تساؤلات حول مستقبله مع الفريق، خاصة مع ورود تقارير عن اهتمام أندية أخرى بخدماته وعلى رأسها ريال مدريد.
فقد تلقى اللاعب عرضًا رسميًّا من الملكي؛ ما قد يؤثر في تركيزه وأدائه مع ليفربول، كما يعاني كلٌّ من إبراهيما كوناتي وأندرو روبرتسون من تذبذب في المستوى؛ ما أدى إلى اهتزاز المنظومة الدفاعية للفريق ككل، ففي السابق، كان ليفربول يعتمد على صلابة دفاعه وقدرته على التصدي لهجمات الخصوم، لكن هذا التماسك الدفاعي قد تبدَّد في الآونة الأخيرة.
أزمة دفاعية في المقام الأول
ورغم تراجع مستوى بعض اللاعبين، فإن المشكلة الأساسية التي يعانيها ليفربول تكمن في خط الدفاع، فالفريق يستقبل أهدافًا سهلة، ويفشل في الحفاظ على نظافة شباكه؛ ما يضع ضغطًا كبيرًا على خط الهجوم لتعويض هذه الأخطاء.
فقد ارتفعت نسبة الأهداف التي يستقبلها الفريق في المباراة الواحدة منذ بداية العام الجديد؛ ما يؤكد وجود ثغرات دفاعية واضحة، يجب على سلوت معالجتها في أقرب وقت.
عوامل أخرى
بالإضافة إلى المشاكل الدفاعية وتراجع مستوى بعض اللاعبين، هناك عوامل أخرى قد تسهم في تراجع مستوى ليفربول، مثل:
الإصابات والإيقافات: يعاني الفريق بعض الإصابات التي أثرت في التشكيلة الأساسية، مثل: إصابة جو غوميز، وإيقاف داروين نونيز؛ ما أجبر سلوت على الاعتماد على بعض اللاعبين الاحتياطيين الذين لم يظهروا بالمستوى المطلوب.
الضغط النفسي: قد يكون الضغط النفسي الناتج عن المنافسة على لقب الدوري، أحد أسباب تراجع الأداء، خاصة مع اقتراب مرحلة حسم اللقب.
غياب الحلول البديلة: يفتقد الفريق إلى دكة بدلاء قوية قادرة على تعويض غياب اللاعبين الأساسيين أو تقديم الإضافة عند الحاجة؛ ما يجعل الفريق يعتمد بشكل أساسي على التشكيلة الأساسية دون وجود بدائل فعالة.
تراجع اللياقة البدنية: قد يكون الإرهاق وتراجع اللياقة البدنية أحد أسباب تراجع مستوى الفريق، خاصة بعد ضغط مباريات الكريسماس وبداية العام الجديد.
الحلول الممكنة
للتغلب على هذه الأزمة، يحتاج ليفربول إلى الآتي:
معالجة المشاكل الدفاعية: يجب على المدرب آرني سلوت إيجاد حلول سريعة للمشاكل الدفاعية، سواء بتغيير طريقة اللعب أو بتدعيم خط الدفاع بلاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الشتوية.
استعادة مستوى اللاعبين: يجب على اللاعبين استعادة مستواهم المعهود، والتركيز على تقديم أفضل ما لديهم في المباريات المقبلة، والعمل على تطوير أدائهم الفردي والجماعي.
التعامل مع الضغط النفسي: يجب على اللاعبين تعلم كيفية التعامل مع الضغط النفسي، والتحلي بالثقة بالنفس، وعدم الاستسلام للانتقادات والضغوطات الخارجية.
الاستفادة من دكة البدلاء: يجب على المدرب إعطاء الفرصة للاعبين البدلاء، وتوظيفهم بالشكل الأمثل، ومنحهم الثقة لإثبات قدراتهم.
إدارة مجهود اللاعبين: يجب على سلوت إدارة مجهود اللاعبين بشكل أفضل، ومنحهم قسطًا كافيًا من الراحة؛ لتجنب الإرهاق والحفاظ على لياقتهم البدنية.
ختامًا
لا يزال ليفربول في صدارة الدوري الإنجليزي، ولكن تراجع الأداء في الفترة الأخيرة يثير القلق، فهل ينجح الفريق في التغلب على هذه الأزمة، واستعادة مستواه المعهود؟ أو أن "لعنة الكريسماس" ستواصل مطاردة محمد صلاح ورفاقه؟ يبقى السؤال مطروحًا، والإجابة ستكون على أرض الملعب في المباريات المقبلة.