في ليلة كروية مثيرة على ملعب "سيوتات دي فالنسيا"، نجح نادي برشلونة في تحقيق فوز درامي على مضيفه ليفانتي بنتيجة 3-2، بعد أن كان متأخرا بهدفين نظيفين في الشوط الأول.
ورغم أن الفريق الكتالوني أظهر شخصية قوية بالعودة في النتيجة، وخطف هدف الفوز في الدقائق الأخيرة بفضل عرضية من لامين يامال أدت إلى هدف عكسي، إلا أن الفرحة بالنقاط الثلاث تخفي خلفها مؤشرات أداء مقلقة، كان بطلها الأبرز هو الشاب لامين يامال نفسه، الذي قدم مباراة للنسيان على المستوى الفردي رغم مساهمته في الهدف الحاسم.
مشاكل لا تظهرها الأرقام.. يامال يهدد موسم برشلونة
بعيدا عن ضجيج الفوز وصناعة الهدف الأخير، تكشف الأرقام الفردية ليامال في المباراة عن وجه آخر للحقيقة، وجه يحمل في طياته خطرا حقيقيا على مستقبل برشلونة في الموسم.
فالنجم الشاب الذي يُعلق عليه الجميع آمالًا كبيرة، كان نقطة الضعف الأبرز في الفريق، وبوابة ليفانتي لتهديد مرمى الكتلان.
رقم صادم يكشف غياب النضج
كانت البداية الكارثية في الشوط الأول مرتبطة بشكل مباشر بأداء يامال، حيث تسببت أخطاؤه في الهدفين اللذين استقبلهما برشلونة. لكن الكارثة لا تتوقف هنا، فالنظر إلى إحصائياته يوضح حجم المعاناة. على مدار المباراة، فقد يامال الكرة 27 مرة، وهو رقم صادم ومبالغ فيه بشكل لا يصدق.
هناك لاعبون في فرق أخرى لا يصلون إلى هذا الرقم في أربع أو خمس مباريات مجتمعة؛ ما يعكس حالة من التسرع وغياب النضج في اتخاذ القرار لدى اللاعب.
عناد هجومي وغياب دفاعي
على الصعيد الهجومي الذي يُنتظر منه أن يكون ساحته للتألق، كانت الأرقام مخيبة للآمال؛ إذ حاول يامال المراوغة في 18 مناسبة، نجح في 8 منها وفشل في 10، وهو معدل فشل مرتفع يعكس الصعوبة التي واجهها أمام دفاع منظم عرف كيف يغلق أمامه المساحات. دفاعيا، كان اللاعب غائبا تماما، ولم يقم بأي مساندة تذكر خلف خط منتصف الملعب؛ ما ترك الظهير الأيمن في مواجهات صعبة.
لم تكن محاولاته على المرمى أفضل حالا، من أصل 8 تسديدات أطلقها، اثنتان فقط كانتا بين القائمين والعارضة، بينما ارتطمت أربع تسديدات بأجساد مدافعي ليفانتي قبل أن تصل حتى إلى منطقة الخطر. هذا الإصرار على التسديد من وضعيات صعبة، والعناد في محاولة الاختراق الفردي رغم الرقابة اللصيقة، كان يجب أن يُترجم إلى رؤية أفضل للملعب والبحث عن صناعة اللعب لزملائه.
جرس إنذار قبل فوات الأوان
صحيح أن يامال لم يكن كارثيا في كل لمسة، ومساهمته العرضية في هدف الفوز تُحسب له، لكن تسببه في هدفين، والتركيز الدفاعي الكبير الذي جذبه والذي شلّ حركته ومنعه حتى من إيصال تسديداته للمرمى، كان يجب أن يدفعه ليكون أكثر إنتاجية كصانع لعب لا كمهاجم أناني يبحث عن المجد الفردي.
هذه المباراة، ورغم نهايتها السعيدة لبرشلونة، يجب أن تكون جرس إنذار؛ إذ لولا "الريمونتادا" البطولية في الشوط الثاني، لكان لامين يامال في عين العاصفة، ولكان قد واجه انتقادات لاذعة.
الموهبة وحدها لا تكفي، وإذا لم يتعلم اللاعب الشاب أن يكون أكثر فاعلية وجماعية في قراراته، فإن هذا العناد قد يهدد مسيرة برشلونة في موسم لا يحتمل فقدان النقاط أو الأداء الفردي السلبي.