انتهى الكلام. لم تكن صيحات الخائن التي ملأت مدرجات نهائي السوبر مجرد هتافات عابرة. قرار أحمد زيزو بتقديم شكوى رسمية ضد جماهير الزمالك بسبب السباب الجماعي هو إعلان حرب رسمي، وخطوة تنقل الصراع من المدرج إلى ساحات القضاء.
زيزو لا يشتكي لاستعطاف أحد؛ بل يرسل 4 رسائل نارية قانونية، ليؤكد للجميع أنه لن يصمت ولن يتنازل عن حقه. تحليل ما وراء الشكوى يكشف أن القصة أكبر من مجرد سباب، إنها 4 رسائل مباشرة:
تؤكد هذه الشكوى أن زيزو لم يعد وحيدًا. إنه يعي تمامًا أنه بانتقاله إلى الأهلي، أصبح يمتلك ظهيرًا إداريًّا وقانونيًّا قويًّا. لم يعد اللاعب الذي يمكن توجيه السباب له دون عواقب؛ بل هو الآن يستعرض هذه القوة الجديدة، مُرسلًا رسالة بأن زمن الصمت قد ولى، وأن أي تجاوز سيُقابل بإجراءات رادعة.
يُغلق زيزو بهذه الشكوى باب الدراما العاطفية بشكل نهائي. لم يعد الأمر يتعلق بـ الابن الذي غدر، بل تحول إلى خصومة رياضية رسمية. الرسالة واضحة: العلاقة السابقة قد انتهت، وبدأت مرحلة جديدة عنوانها المنافسة وليس العتاب.
هو الآن لاعب محترف في فريق منافس، والتعامل معه يجب أن يكون في الإطار القانوني والاحترافي، بعيدًا عن لغة الخيانة التي لم تعد ذات قيمة.
اعتقدت الجماهير أن السباب الجماعي هو سلاح ضغط فعال لكسر اللاعب نفسيًّا. لكن الشكوى هي رد فعل عكسي تمامًا؛ إنها رسالة بأن هذا السلاح لن يؤثر فيه أو يثنيه عن تقديم أفضل مستوياته.
بل أكثر من ذلك، هو الآن يقلب الطاولة، مؤكدًا أن هذا الضغط لن يمر مرور الكرام، وأن من يستخدمه سيدفع الثمن عبر المساءلة القانونية.
وهي الرسالة الأشد إيلامًا. الشكوى ليست موجهة للجماهير فقط، بل تحمل إحراجًا كبيرًا لإدارة الزمالك الحالية. فبعد أن أحرج زيزو الإدارة برحيله المجاني، ها هو يوجه ضربة جديدة لهم. لسان حال الشكوى يقول: لم تفشلوا فقط في الحفاظ عليّ، بل فشلتم أيضًا في السيطرة على مدرجاتكم، وأصبحتم عاجزين حتى عن حماية اسم النادي من السباب الجماعي الصادر منه.
شكوى زيزو ليست تصرف لاعب ضعيف، بل هي خطوة لاعب قوي يعرف كيف يستخدم أدواته الجديدة.
لقد قرر زيزو أن الانتقام لن يقتصر على صناعة هدف في الملعب، بل سيمتد إلى مكاتب المحامين، معلنًا بداية حرب باردة.