في ظل السعي المستمر لنادي الهلال السعودي لتعزيز صفوفه بأفضل العناصر العالمية، تطفو على السطح رغبة ملحة من المدير الفني سيموني إنزاغي لجلب "قطعة الشطرنج" المفضلة لديه؛ المدافع الإيطالي المخضرم فرانشيسكو أتشيربي، هذه الرغبة ليست مجرد عاطفة تجاه لاعب سابق، بل هي قراءة فنية دقيقة لمدرب يعلم يقيناً أن الدفاع هو أساس البطولات.
وبتحليل المشهد، نجد أن إصرار إنزاغي على ضم الصخرة أتشيربي يستند إلى 4 مكاسب إستراتيجية تجعل من هذه الصفقة، إن تمت، ضربة معلم لإدارة "الزعيم"، تتجاوز مجرد التعاقد مع اسم كبير.
1. صفقة ذكية بامتياز (المكسب الاقتصادي)
في عالم انتقالات اللاعبين الذي تحكمه أرقام فلكية، يبرز أتشيربي كخيار اقتصادي ذكي، عقد اللاعب مع إنتر يشارف على الانتهاء؛ ما يعني أنه متاح كصفقة انتقال حر.
بالنسبة للهلال، هذا يعني توفير عشرات الملايين التي كانت ستُصرف على شراء عقد مدافع أصغر سناً، وتوجيه هذه الميزانية لتدعيم مراكز هجومية أخرى أو الاستثمار في البنية التحتية، الهلال لن يدفع دم قلبه في قيمة العقد، بل سيدفع رواتب فقط للاعب أثبتت الأيام أن قيمته الفنية تفوق سعره السوقي بمراحل.
2. مدرب في الملعب (الجاهزية الفورية)
أحد أكبر التحديات التي تواجه المحترفين في الدوري السعودي هي فترة التأقلم، لكن مع أتشيربي، هذا العائق يتلاشى تماماً. اللاعب يُعتبر بمثابة الذاكرة التخزينية لتكتيكات إنزاغي؛ فقد تشرب أسلوبه في لاتسيو ثم إنتر. دخوله لمنظومة الهلال لن يحتاج لوقت؛ فهو يحفظ تحركات طريقة (3-5-2) أو مشتقاتها عن ظهر قلب، ويعرف متى يتقدم لبناء اللعب ومتى يلتزم بالرقابة اللصيقة، إنزاغي لا يشتري لاعباً هنا، بل يشتري وقتاً واستقراراً فنياً فورياً للمنظومة الدفاعية.
3. شخصية البطل (الخبرة الدولية)
الهلال فريق ينافس على كل الجبهات، ومواعيده الكبرى في دوري أبطال آسيا للنخبة والدوري السعودي تتطلب نوعية خاصة من اللاعبين. أتشيربي ليس مجرد مدافع صلب، بل هو لاعب مواعيد كبرى.
يكفي أن نتذكر أداءه الملحمي في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي، وكيف استطاع تحجيم إيرلينغ هالاند طوال المباراة. كما أن ذاكرة الجماهير لا تنسى هدفه الحاسم في شباك برشلونة. وجود لاعب بهذه الشخصية القيادية يمنح دفاع الهلال ثقلاً وهيبة أمام أعتى الخصوم العالميين.
4. حكمة المخضرمين (الاستقرار الإداري)
قد يتخوف البعض من عامل السن، لكن في حالة أتشيربي، العمر هو ميزة إضافية في سياق إدارة المجموعة. اللاعب في هذا العمر يدرك تماماً حدود طاقته البدنية، ولن يثير المشاكل أو الاعتراضات الصبيانية إذا جلس على مقاعد البدلاء لسياسة التدوير أو الراحة. إنه يعلم دوره جيداً كقائد موجه داخل الملعب وخارجه، ومستعد لتقديم الإضافة سواء لعب 90 دقيقة أو شارك في الربع ساعة الأخير لإغلاق المنافذ. هذا النضج هو ما يبحث عنه المدربون للحفاظ على استقرار غرفة الملابس.
