خرج الأهلي السعودي من ملعب الشرطة العراقي بانتصار عريض لم تقتصر قيمته على 3 نقاط فقط، بعدما حسم المواجهة بخماسية نظيفة في إطار منافسات مجموعة الغرب بدوري أبطال آسيا للنخبة.
بدأت مباراة الأمس بإيقاع متوازن، ونجح الشرطة في الظهور بصورة منظمة خلال الدقائق الأولى، حيث هدد مرمى الأهلي عبر محمود المواس بتسديدة من ركلة حرة مرت أعلى العارضة، قبل أن يعود اللاعب نفسه بضربة رأس جاورت القائم خلال أول 9 دقائق.
ورغم البداية النشطة لأصحاب الأرض، فقد تمكّن الأهلي من فرض كلمته تدريجيًّا، مستفيدًا من تحركاته المنظمة في العمق، ليترجم ذلك بتسجيل الهدف الأول في الدقيقة الـ30، بعدما مر إيفان توني من الجهة اليسرى وأرسل تمريرة منخفضة داخل منطقة الجزاء، استقبلها المدافع روجر إيبانيز المتقدم وسددها بسهولة في الشباك.
مع انطلاق الشوط الثاني، بدا أن الشرطة يسعى للعودة بقوة، إلا أن هذا الاندفاع لم يدم طويلًا، بعدما نجح إيفان توني في تسجيل الهدف الثاني للأهلي بعد انفراد بالمرمى ليمنح فريقه أفضلية واضحة.
بعد الهدف الثاني، فرض الأهلي سيطرته الكاملة على مجريات اللعب، وبدأ في استغلال المساحات، ليسجل غالينو الهدف الثالث في الدقيقة الـ72 بعد تمريرة متقنة من صالح أبو الشامات، قبل أن يعود الأخير ويسجل بنفسه الهدف الرابع في الدقيقة الـ81 بتسديدة من داخل منطقة الجزاء.
واختتم زياد الجهني مهرجان الأهداف في الدقيقة الـ86، بعدما تابع كرة مرتدة وأسكنها الشباك، ليؤكد التفوق الأهلاوي في إحدى أبرز مباريات الفريق بالبطولة حتى الآن.
بهذا الفوز، رفع الأهلي رصيده إلى 13 نقطة من ست مباريات، ليتقدم إلى المركز الثالث في ترتيب المجموعة، معززًا حظوظه في المنافسة على صدارة مجموعة الغرب، فيما واصل الشرطة معاناته، متجمدًا عند نقطة واحدة في المركز الـ11 وقبل الأخير، بعد تلقي خسارة قاسية على أرضه، ليحقق الأهلي 4 مكاسب ذهبية من تلك المباراة.
قدَّم الأهلي نموذجًا هجوميًّا متوازنًا، حيث جاءت الخطورة من مختلف المناطق، عبر الجناحين والعمق، دون الاعتماد على جهة واحدة، حيث طبق يايسله مدرب الفريق أسلوب "لا مركزي" للاعبي الهجوم.
هذا التنوع أربك دفاع الشرطة وفتح مساحات متكررة، انعكست بوضوح في تعدد أسماء المسجلين وتنوع طرق الوصول للمرمى.
ظهر إيفان توني بصورة مختلفة، سواء على مستوى الثقة أو الانخراط في اللعب الجماعي.
لم يكتفِ بالتسجيل، بل كان عنصرًا فعالًا في صناعة اللعب وفتح المساحات، وقدم تمريرة حاسمة لإيبانيز، قبل أن يضيف الهدف الثاني الذي قتل طموح المنافس.
أكد الأهلي امتلاكه دكة بدلاء قادرة على صناعة الفارق، حيث قدم صالح أبو الشامات إحدى أفضل مبارياته بعد دخوله في الشوط الثاني، بصناعته للهدف الثالث وتسجيله الرابع، في مؤشر واضح على عمق التشكيلة وقدرتها على الحفاظ على المستوى الفني الجيد حتى الدقائق الأخيرة.
أبرز مكاسب الأهلي تمثلت في نجاحه في تطبيق الضغط العكسي بفاعلية، واستعادة الكرة في مناطق متقدمة من الملعب.
هذا السلاح كان حاضرًا بقوة في الهدف الأول لإيبانيز، وكذلك في تحركات توني، ليمنح الفريق أفضلية مستمرة ويمنع الشرطة من بناء اللعب بأريحية.