بينما ظن العالم أن ليلة الثامن عشر من ديسمبر 2022 في ملعب لوسيل بقطر كانت الفصل الأخير في رواية ليونيل ميسي مع كأس العالم، يبدو أن البرغوث الأرجنتيني يرفض وضع القلم جانبًا.
مع تزايد المؤشرات وتصريحات المقربين، وعلى رأسهم خافيير زانيتي، حول احتمالية مشاركة ميسي في كأس العالم 2026، تتجه الأنظار صوب الأراضي الأمريكية والمكسيكية والكندية، ليس فقط لمشاهدة الملك يدافع عن عرشه، بل لرصد 4 مكاسب تاريخية قد تجعل من هذه المشاركة حدثًا غير مسبوق في تاريخ الساحرة المستديرة.
1. الانفراد بالرقم القياسي: نادي الستة الكبار
المكسب الأول والأبرز هو قهر الزمن، المشاركة في مونديال 2026 ستجعل ليونيل ميسي أول لاعب في تاريخ كرة القدم يشارك في 6 نسخ مختلفة من كأس العالم (2006، 2010، 2014، 2018، 2022، و2026). هذا الإنجاز سيفك شراكته الحالية مع أساطير مثل لوثار ماتيوس، رافا ماركيز، وكريستيانو رونالدو (5 مشاركات لكل منهم).
ورغم أن غريمه الأزلي كريستيانو رونالدو قد يشاركه هذا الإنجاز إذا ما تواجد مع البرتغال، فإن وصول ميسي لهذا الرقم وهو يحمل شارة القيادة ولقب البطل يمنحه نكهة خاصة، ويؤكد أن استمراريته في القمة لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج معجزة بيولوجية وكروية.
2. تعزيز الأسطورة: حلم الثنائية المستحيلة
منذ بيليه والبرازيل في 1958 و1962، لم ينجح أي منتخب أو قائد في الاحتفاظ بلقب المونديال مرتين متتاليتين.
إذا نجح ميسي في قيادة "التانغو" لمنصة التتويج مرة أخرى، فإنه سيحقق إنجازًا عجز عنه مارادونا، وزيدان، والظاهرة رونالدو.
الفوز بكأسين متتاليين سينقل ميسي من خانة الأسطورة الذي حقق حلمه أخيرًا إلى خانة الزعيم الخالد الذي أسس سلالة حاكمة في كرة القدم الدولية، محطمًا بذلك لعنة البطل التي طاردت الكبار في العقود الأخيرة.
3. احتفالية الميلاد.. هدية السماء في الملاعب
المكسب الثالث يحمل طابعًا عاطفيًّا فريدًا، ميسي، المولود في 24 يونيو، سيحتفل بعيد ميلاده الـ39 في قلب منافسات المونديال.
أن تبلغ الـ39 وأنت ما زلت رقم واحد أو حتى قائدًا مؤثرًا في منتخب بلادك، هو سيناريو لم يكتبه أفضل مؤلفي الدراما.
الاحتفال بعيد الميلاد بقميص المنتخب وفي محفل عالمي سيكون بمثابة مكافأة نهاية الخدمة من كرة القدم لابنها المدلل، ولحظة توثيقية ستخلدها العدسات لرجل يطفئ شمعته الـ39 وهو يركض خلف الكرة بالشغف ذاته الذي بدأ به وهو طفل.
4. تأكيد التفوق: ختم الشمع الأحمر على كتاب التاريخ
أخيرًا، تأتي المعركة الأزلية حول الأفضل في التاريخ، رغم أن لقب 2022 حسم الجدل بنسبة كبيرة لصالح ميسي، فإن هناك دائمًا أصواتًا تشكك أو تقارن.
العودة في 2026، وتقديم أداء قوي أو حتى الفوز باللقب، سيكون بمثابة رصاصة الرحمة على أي مقارنة متبقية.
لن يجرؤ أحد بعد ذلك على وضع أي اسم في كفة موازية لميسي، سواء من الجيل القديم أو الحديث، المشاركة والتألق في هذا العمر ستكونان الدليل القاطع على أن ميسي ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو ظاهرة لن تتكرر، منهيًا الجدل للأبد ومغلقًا كتاب التاريخ باسمه.
ختامًا، مونديال 2026 بالنسبة لميسي ليس مجرد بطولة وداع، بل هو فرصة لكتابة هوامش إضافية في صفحة المجد، وتحقيق مكاسب تتجاوز حدود الملعب لتلامس حدود الخلود الرياضي.