في تصعيد جديد لأزمة انتقال نجله إلى الغريم التقليدي النادي الأهلي، أعلن والد اللاعب أحمد مصطفى "زيزو"، في الساعات الأولى من صباح اليوم، الثلاثاء عن اتخاذه إجراءات قانونية صارمة ضد جماهير نادي الزمالك.
وأكد والد اللاعب في تصريحات نارية أن "وقت الحساب قد حان"، مشيرًا إلى أنه تقدم ببلاغ رسمي للنائب العام ضد هتافات مسيئة صدرت من بعض جماهير القلعة البيضاء بحق نجله وأسرته خلال مباراة الزمالك الأخيرة في الدوري.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اتهم والد زيزو أعضاءً من مجلس إدارة الزمالك بالتحريض المباشر على هذه الإساءات، معتبرًا أن الأمور تجاوزت حدود كرة القدم ووصلت إلى الخوض في الأعراض، وهو ما لن يتم السكوت عنه بعد الآن. ليفتح الباب مجددًا على مصراعيه حول ظاهرة تدخل "أولياء الأمور" التي طالما ألقت بظلالها على مسيرة العديد من نجوم الساحرة المستديرة.
لا تعد أزمة والد "زيزو" مع جماهير الزمالك حدثًا فريدًا في عالم كرة القدم، بل هي حلقة جديدة في مسلسل طويل عنوانه "سيطرة أولياء الأمور"، وهي ظاهرة لها وجهان؛ فبقدر ما يمكن أن تكون داعمة لمسيرة اللاعب في بداياته، بقدر ما قد تتحول إلى عبء ثقيل وأزمات متلاحقة عندما تتجاوز الحدود.
لاعبون كبار، من شرق العالم إلى غربه، وجدوا أنفسهم في قلب عواصف إعلامية وجماهيرية، لم يكن سببها الأداء الباهت في الملعب، بل تصريح من أب أو قرار من أم.
تُعتبر فايزة العماري، والدة النجم الفرنسي كيليان مبابي، النموذج الأبرز لهذه الظاهرة في العصر الحديث. لم تكتفِ بدور الأم، بل نصّبت نفسها وكيلة أعمال، ومفاوضًا شرسًا، وصاحبة الكلمة العليا في كل ما يخص مسيرة نجلها.
من مفاوضاتها المعقدة مع باريس سان جيرمان التي منحت مبابي عقدًا تاريخيًّا، إلى شد الحبل الطويل مع ريال مدريد، أثبتت العماري أنها شخصية لا يستهان بها.
ورغم نجاحها في تحقيق مكاسب مالية هائلة لنجلها، فإن سيطرتها المطلقة وتصريحاتها المستمرة وضعته في مواجهات مباشرة مع إدارات الأندية وعرضته لانتقادات واسعة تتهمه بالجشع والافتقار للاستقلالية في اتخاذ قراراته.
منذ بزوغ نجمه في سانتوس، كان والد نيمار هو العقل المدبر لكل شيء. لم يكن مجرد وكيل أعمال، بل شريك أساسي في كل صفقة، وحصل على عمولات ضخمة أثارت الجدل، خاصة عند انتقاله إلى برشلونة ثم إلى باريس سان جيرمان في الصفقة الأغلى في التاريخ.
هذه الشراكة لم تجلب الأموال فقط، بل جلبت معها اتهامات بالفساد والاحتيال الضريبي؛ ما أدى إلى ملاحقات قضائية طالت اللاعب ووالده في إسبانيا والبرازيل، وألقت بظلال قاتمة على صورة النجم البرازيلي.
لعب خورخي ميسي دورًا محوريًّا في مسيرة أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، حيث أشرف على كل تفاصيل حياته المهنية منذ كان طفلًا.
لكن هذا الدور لم يخلُ من المتاعب، حيث وُجّهت لهما تهمة التهرب الضريبي في إسبانيا، وهي القضية التي أثرت سلبًا في صورة "ليو" الذهنية لسنوات وأدت إلى حكم قضائي بحقهما؛ ما أثبت أن الإدارة العائلية للشؤون المالية يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر.
فيرونيك رابيو، والدة لاعب خط الوسط الفرنسي، اشتهرت بكونها مفاوضًا صعب المراس ومصدرًا دائمًا للمشاكل. تسببت مطالبها المتكررة وتدخلاتها في مفاوضات تجديد عقد ابنها مع باريس سان جيرمان في تجميده لفترة طويلة، ودخلت في صدامات علنية مع إدارة النادي والمدربين وحتى عائلات الزملاء مثل كيليان مبابي؛ ما أثر في مسيرة ابنها الدولية وأكسبه سمعة سيئة.
رغم أنها ليست من "أولياء الأمر" بالمعنى التقليدي، فإن زوجته ووكيلة أعماله السابقة واندا نارا لعبت دورًا مشابهًا وأكثر إثارة للجدل.
تصريحاتها الإعلامية المستمرة ومطالبها المالية الصارمة كانت سببًا مباشرًا في تجريد إيكاردي من شارة قيادة إنتر ميلان ووضعه على قائمة البيع، لتنتهي علاقته بالنادي بشكل سيئ بعد أن كان معشوق الجماهير الأول.
على خطى كثيرين، يدير آلف إينج هالاند، لاعب مانشستر سيتي السابق، مسيرة نجله المهاجم الفتاك. ورغم أن تدخلاته أقل صخبًا، فإنه كان واضحًا أنّ له تأثيرًا كبيرًا في رسم خريطة طريق هالاند، بما في ذلك اختيار الانتقال إلى مانشستر سيتي، حيث وضع نظام نقاط لتقييم الأندية، وهو ما يوضح مدى التحكم في قرارات اللاعب المصيرية.