يواجه نجم ليفربول، محمد صلاح، استقبالًا قد لا يخلو من البرود عند عودته من كأس الأمم الإفريقية، وسط غياب وجهٍ مألوف من غرفة ملابس "الريدز" كان من الممكن أن يسهّل عملية اندماجه مجددًا مع الفريق.
ذلك الغائب هو كوستاس تسيميكاس، الذي يقضي حاليًّا فترة إعارة مع روما، فقد انتقل الظهير الأيسر إلى العاصمة الإيطالية بعد أن تعاقد المدرب آرني سلوت مع ميلوس كيركيز خلال الصيف، وهو القرار الذي أنهى شراكة استمرت خمس سنوات بين صلاح وتسيميكاس داخل آنفيلد.
وبالانتقال إلى الوقت الحاضر، يجد صلاح نفسه أمام موقف حساس عند عودته إلى واجباته مع النادي في وقت لاحق من هذا الشهر.
وكان النجم البالغ من العمر 33 عامًا فجّر غضبه في وقت سابق من ديسمبر، بعدما تم استبعاده من التشكيلة الأساسية لبضع مباريات خلال الفترة الصعبة التي مر بها ليفربول على مستوى النتائج.
وأدّت تلك الانتفاضة الغاضبة، بشكل شبه حتمي، إلى انتشار شائعات تفيد بأن مسيرة محمد صلاح مع ليفربول قد تكون شارفت على نهايتها، بل وذهب البعض إلى حدّ ترجيح بيعه خلال سوق الانتقالات الشتوية.
وعادت الأندية السعودية للظهور مجددًا كوجهة محتملة في يناير، في ظل توتر العلاقة بين اللاعب وناديه، رغم أن ليفربول لا يُعتقد أنه يسعى فعليًّا لبيعه في الوقت الحالي.
وكان منتخب مصر أول فريق يضمن التأهل إلى الأدوار الإقصائية في كأس الأمم الإفريقية بعد فوزه في أول مباراتين بدور المجموعات، وهو ما يعني بقاء صلاح في المغرب حتى الخامس من يناير على الأقل، مع احتمال تمديد غيابه لأسبوعين إضافيين في حال وصول مصر إلى المباراة النهائية.
كل ذلك يمهّد لعودة غير واضحة المعالم إلى آنفيلد، خصوصًا في ضوء الطابع الحاد لتصريحاته عقب التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد.
وفي هذا السياق، كان وجود كوستاس تسيميكاس، الذي يعيش فترة صعبة مع روما بعد ستة أشهر متذبذبة في إيطاليا، ليشكّل سندًا مهمًّا لصلاح، خاصة بعد ما كشفه تقرير The Athletic عن قوة العلاقة التي جمعت بين الثنائي داخل ليفربول.
تصريحات تسيميكاس
وكشف كوستاس تسيميكاس، الذي تُوّج بأربعة ألقاب كبرى إلى جانب محمد صلاح، تفاصيل جديدة حول الشائعات التي ربطت صديقه بالرحيل في الصيف الماضي، حين كان النجم المصري مطلوبًا بقوة من أندية سعودية، وجاءت تصريحاته لتؤكد متانة العلاقة بينهما، إذ أوحت معرفته الدقيقة بنوايا صلاح آنذاك.
وقال تسيميكاس في تصريحات لصحيفة Sport 24 في يونيو: "عندما قال صلاح إنه شعر بأنه أصبح خارج الفريق أكثر من كونه داخله، كان ذلك صحيحًا، فرص بقائه كانت بين 10 و20%، ولم تكن أكثر من ذلك. إذا لم يحصل على ما يريده، فلن يجلس مكتوف الأيدي، بل كان سيرحل، لكنه أراد البقاء، لأنه يحب الفريق ويحب الأشخاص هنا".
وأضاف: "هو مرتاح جدًّا هنا، عائلته موجودة منذ سنوات طويلة، والرحيل خطوة صعبة، ومع الموسم الذي قدمه، كان مجرد مسألة وقت قبل أن يحصل على ما يريده ويبقى".
وتحدّث تسيميكاس أيضًا عن عمق علاقته بمحمد صلاح في وقت مبكر من مسيرته داخل ليفربول، بل وصف الجناح المصري بأنه أحد "أقرب أصدقائه" في النادي بعد عام واحد فقط من وجوده في آنفيلد.
وقال تسيميكاس للصحفيين في ديسمبر 2021: "مو واحد من أقرب أصدقائي هنا، كلما احتجت شيئًا، كان حاضرًا دائمًا لمساعدتي. لا أريد الحديث عن اللاعب، فهو رائع".
وأردف: "أما على المستوى الإنساني، فهو من أفضل الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي. كان موجودًا عندما احتجته، وعندما كنت بحاجة إلى أن يشرح لي ما يريده المدرب، كان دائمًا مستعدًا للمساعدة. نحن أصدقاء مقرّبون جدًّا، نقضي وقتًا طويلًا معًا في ملعب التدريب، ونجري الكثير من الأحاديث".
