أسدل ليلة أمس الستار على فصل جديد من فصول الأزمات الفنية داخل نادي الزمالك، بخسارة الفريق لنهائي السوبر المصري أمام غريمه التقليدي الأهلي بهدفين دون رد، هذه الخسارة لم تكن مجرد خسارة لبطولة، بل كانت بمثابة الرصاصة التي أصابت مشروع الرجل القوي في ملف الكرة، المدير الرياضي جون إدوارد، في مقتل، لتتصاعد الأصوات المطالبة بإنهاء تجربته فوراً.
خمسة أشهر فقط هي عمر تجربة جون إدوارد في القلعة البيضاء، فمنذ تعيينه في يونيو 2025، مُنح إدوارد صلاحيات مطلقة كأول مدير رياضي حقيقي بهذا الحجم في تاريخ النادي، ليدير ملف الكرة بفكر أوروبي يعتمد على البيانات والإدارة الحديثة. السؤال الآن، بعد الانتكاسة الأخيرة، ماذا في كفة ما له وماذا في كفة ما عليه؟
ما له: ثورة إدارية وميركاتو واعد
لا يمكن لأشد منتقدي جون إدوارد أن ينكر النجاحات الإدارية والمالية التي حققها في أسابيعه الأولى، يُحسب له قيادة سوق انتقالات صيفية قوية، أبرم خلالها صفقات متنوعة شملت 10 لاعبين من 5 جنسيات مختلفة، كان أبرزها التعاقد مع المهاجم الفلسطيني عدي الدباغ، والبرازيلي خوان ألفينا، والأنغولي شيكو بانزا، وهو ما اعتبره الجمهور ميركاتو للتاريخ بعد فترة من إيقاف القيد.
والأهم من ذلك، أنه نجح في تنفيذ هيكلة مالية حقيقية؛ إذ تشير التقارير إلى تخفيض ميزانية فريق الكرة بنسبة قيل إنها وصلت إلى 25%، ولم يتوقف الأمر عند خفض النفقات، بل نجح في تسويق لاعبين خارج الحسابات مثل مصطفى شلبي وسيد نيمار بمبالغ ضخمة موفراً سيولة لخزينة النادي، كان هذا جزءاً من ميزة كبرى: فرض نظام الرجل الأوحد في ملف الكرة، وإبعاد مجلس الإدارة عن القرارات الفنية، وتحمل هو المسؤولية كاملة.
ما عليه: العناد الفني وفقدان السلطة
سقطة جون إدوارد كانت مدوية وسريعة، وتتركز ما عليه في ملف واحد تسبب في انهيار كل شيء.. كان الرهان الأكبر لجون إدوارد هو المدرب البلجيكي يانيك فيريرا. ومع تراجع النتائج (بما في ذلك خسارة القمة بالدوري)، أصر إدوارد بعناد على استمرار المدرب، رافضاً الأصوات الداخلية التي طالبت بالتغيير.
هذا الدفاع المستميت عن فيريرا أدخله في صدام مباشر مع مجلس الإدارة، وعندما أجبرته الإدارة أخيراً على إقالة المدرب كان ذلك بمثابة سحب ثقة علني ونزع لأهم صلاحياته، وهو ما أثبت فشل مشروعه الفني.
خسارة السوبر بالأمس جاءت كتحصيل حاصل، فالجهاز الفني المؤقت الذي قاد المباراة ما هو إلا نتاج مباشر لفشل إدوارد في ملف المدير الفني.
والآن، حتى صفقاته الصيفية التي كانت نقطة قوته أصبحت محل تشكيك، واتهمه نقاد بارزون منهم أبناء النادي مثل ميدو وبشير التابعي وحازم إمام بأنه السبب في الأزمة الحالية.
الخلاصة: الإنهاء أم الصبر؟
أصبح جون إدوارد بين ليلة وضحاها من المُنقذ إلى المُتّهم، السؤال الآن ليس عن كفاءة إدوارد بل عن قدرته على إدارة نادي جماهيري بحجم الزمالك لا يقبل الصبر على النتائج.
رحيله يعني العودة إلى لجان الكرة والإدارة العشوائية التي هرب منها النادي، وبقاؤه يعني استمرار مشروع فقد مصداقيته وسلطته.