مع تزايد الأنباء حول اقتراب سيموني إنزاغي من تدريب الهلال السعودي، تتصاعد مخاوف كبيرة لدى جماهير "الزعيم" ومتابعي الدوري السعودي من تكرار أخطاء تكتيكية ونفسية قد تكلف النادي طموحاته الكبيرة.
فبعد الأداء الكارثي للإنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا، وتحديدا في الدقائق الأولى، بات من الضروري تسليط الضوء على 5 عيوب خطيرة في أسلوب إنزاغي قد ترعب الهلال من تكرارها في بيئة تنافسية ومختلفة.
1. الجمود التكتيكي: نهج "ركن الحافلة" لا يناسب الهلال
أولى وأبرز العيوب التي ظهرت جلية في أداء إنزاغي هي التمسك بأسلوب لعب واحد، حتى في مواجهة خصوم يتطلبون مرونة تكتيكية أكبر، لقد اعتمد إنزاغي على التكتل الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة والكرات الثابتة، وهو نهج "ركن الحافلة" الذي استخدمه ضد برشلونة وحاول تكراره ضد باريس في نهائي دوري أبطال أوروبا.
هذا الأسلوب قد ينجح في بعض الأحيان، لكنه فشل فشلا ذريعا أمام فرق تمتلك جودة هجومية عالية وقدرة على تفكيك الدفاعات المنظمة مثل باريس.
الهلال، كفريق يطمح للهيمنة محليا وقاريا، يحتاج لمدرب قادر على التنوع في الخطط وتكييفها مع ظروف كل مباراة، بدلاً من التمسك بنهج واحد قد يصبح مكشوفًا للخصوم بسهولة، ولا يتماشى مع فلسفة النادي الهجومية.
2. مدرب غير مبادر.. ينتظر خطأ الخصم
في اللحظات الحاسمة والمباريات الكبرى، يميل إنزاغي إلى التحفظ بشكل مبالغ فيه؛ ما يكبل لاعبي فريقه ويجعلهم يفقدون المبادرة.
هذا ما حدث في نهائي دوري الأبطال، حيث بدا الإنتر ينتظر رد فعل الخصم بدلاً من فرض أسلوبه.
الهلال، بتاريخه الحافل بالألقاب، معتاد على المبادرة والضغط الهجومي في المباريات الكبرى، وهذا التحفظ قد يتسبب في خسارة نقاط حاسمة أو حتى بطولات كانت في المتناول، خاصة في الأدوار الإقصائية الآسيوية التي تتطلب روحًا هجومية وشجاعة تكتيكية.
3. الخطأ الفادح في التمسك بالنجوم خارج الفورمة
عيب آخر خطير في أسلوب إنزاغي هو إصراره على الإبقاء على النجوم في التشكيلة الأساسية حتى لو كانوا في أسوأ حالاتهم الفنية أو البدنية.
هذا الولاء الزائد قد يأتي على حساب أداء الفريق ككل، ويحرم لاعبين آخرين يستحقون فرصة المشاركة، الهلال يمتلك كوكبة من النجوم، وتجربة إنزاغي هذه تثير القلق من إمكانية عدم استغلاله الأمثل لعمق التشكيلة، أو إغفال حاجة الفريق للتغيير والتجديد في الأوقات التي يتراجع فيها مستوى أحد اللاعبين، بغض النظر عن اسمه أو مكانته.
4. نظام 5 مدافعين: عقيدة تكتيكية قد لا تتغير
يعتمد إنزاغي بشكل شبه دائم على خطة 3-5-2، أو ما يعرف باللعب بخمسة مدافعين في الخط الخلفي، وهي عقيدة تكتيكية لا يغيرها كثيرا بغض النظر عن هوية الخصم أو ظروف المباراة.
تطبيق هذا النظام في الهلال قد يكون تحديا كبيرا وغير مناسب، فالدوري السعودي، وكذلك دوري أبطال آسيا للنخبة، يتطلبان أحيانا مرونة أكبر ونهجا هجوميا أكثر صراحة.
هذا التمسك بنظام واحد قد يجعل الفريق متوقعا للخصوم، ويحد من قدرته على السيطرة على المباريات أو تفكيك دفاعات الفرق المتراجعة.
5. تاريخ من الانهيار في الأمتار الأخيرة
الجانب الأكثر رعبا في مسيرة إنزاغي هو نمط الانهيار في الأمتار الأخيرة من المواسم الحاسمة، لقد خسر إنزاغي كل شيء في ظرف شهر بعدما كان ينافس على ثلاثية تاريخية، حيث خسر دوري الأبطال، وفقد الدوري الإيطالي بفارق نقطة.
هذه ليست المرة الأولى؛ فقد تكرر هذا السيناريو من قبل، حيث خسر نهائيات أخرى أو بطولات بفارق ضئيل، هذا التاريخ من الفشل في الحسم يثير قلقا عميقا حول قدرته على إدارة الضغوط في اللحظات الحاسمة، وهي مشكلة قد تكلف الهلال بطولات كانت قريبة المنال، خاصة وأن النادي دائما ما يقاتل على كل الألقاب حتى الرمق الأخير.
ختاما، بينما قد يكون إنزاغي مدربا جيدا في ظروف معينة، فإن العيوب الخمسة المذكورة، والتي تجلت بوضوح في أهم مباراة في مسيرته، تثير قلقا حقيقيا لدى جماهير الهلال.
إن طموحات "الزعيم" الكبرى لا تحتمل المغامرة بمدرب قد لا يكون قادرًا على تلبية متطلبات بيئة كروية تنافسية تضع الفوز بالألقاب كأولوية قصوى، خاصة وأن هذه العيوب تبدو جزءًا متأصلًا من فلسفته الكروية.