في خطوة مفاجئة قد تحمل في طياتها مستقبلًا مشرقًا للكرة السعودية، اتخذ المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، المدير الفني للهلال، قرارًا استراتيجيًا بإبعاد الثنائي الأجنبي، المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش وصانع الألعاب البرازيلي ماركوس ليوناردو، عن القائمة المحلية للفريق للموسم الجديد.
هذا القرار، الذي قد يبدو صادمًا للوهلة الأولى نظرًا للقيمة الفنية الكبيرة للاعبين، يفتح الباب على مصراعيه أمام المواهب السعودية الشابة، ويمثل "هدية عظيمة" للمنتخب الوطني الأول قبل خوضه غمار تصفيات كأس العالم 2026 وتحدياته القادمة.
فرصة المحليين
يأتي هذا التوجه ليعزز من فرص مشاركة المهاجمين المحليين عبد الله رديف وعبد الله الحمدان بشكل أساسي ومستمر، مما سيسهم بشكل مباشر في تطوير قدراتهما الفنية والبدنية، ويمنحهما فرصة اكتساب الخبرة اللازمة على أعلى مستوى قبل الاستحقاقات الدولية الحاسمة للمنتخب السعودي في تصفيات المونديال.
فرصة ذهبية للمواهب المحلية
يعكس قرار إنزاغي رؤية فنية ثاقبة تتجاوز حدود النادي لتصب في مصلحة المنتخب الوطني، فبدلًا من الاعتماد الكلي على اللاعبين الأجانب لتحقيق الانتصارات، يراهن المدرب الإيطالي على قدرة المواهب المحلية على صنع الفارق متى ما مُنحت الثقة والفرصة.
سيضع هذا القرار الثنائي عبدالله رديف وعبدالله الحمدان تحت ضغط المنافسة الحقيقية والمشاركة المنتظمة، وهو ما كان يفتقده كلاهما في ظل وجود أسماء عالمية في نفس المركز.
إن الاحتكاك المستمر في دوري روشن القوي، وتحمل مسؤولية قيادة هجوم فريق بحجم الهلال، سيسرّع من نضجهما الكروي ويرفع من جاهزيتهما لتمثيل "الأخضر" بالصورة المأمولة.
طريق المنتخب نحو المونديال الموسع
يأتي هذا التوجه في وقت مثالي، حيث يستعد المنتخب السعودي للمشاركة في المرحلة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2026، والتي ستقام بنسخة استثنائية تضم 48 منتخبًا لأول مرة في التاريخ، ما يزيد من أهمية بناء فريق قوي ومتجانس.
إن الطريق نحو التأهل والمنافسة في هذا المحفل العالمي يبدأ من الأندية المحلية، فالاعتماد على اللاعبين المحليين وتطويرهم لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة لضمان استمرارية تفوق الكرة السعودية.
ولم تقتصر هذه الرؤية على الهلال فقط، بل بدأت أندية أخرى في السير على نفس الدرب، فعلى سبيل المثال، قام النادي الأهلي بضم اللاعب الهام أبو الشامات، الذي أظهر إمكانيات كبيرة.
ومن المؤكد أن مشاركته المستمرة تحت الأضواء مع الأهلي ستصقل موهبته وتجعله إضافة قوية للمنتخب الوطني.
إن خطوة إنزاغي الجريئة، وما يواكبها من تحركات مماثلة في أندية أخرى، تمثل إشارة واضحة لبقية الأندية السعودية بضرورة إعادة النظر في سياساتها ومنح الأولوية للاعب المحلي.
فمصلحة المنتخب السعودي هي مسؤولية مشتركة، والاستثمار في المواهب الشابة اليوم هو الضمان الحقيقي لحصد النجاحات في المستقبل، وتحقيق حلم التألق في النسخة المونديالية الأكبر في التاريخ.