في خطوة أشعلت جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية الإسبانية، وافق الاتحاد الإسباني لكرة القدم بشكل مبدئي على إقامة مباراة فياريال وبرشلونة، المقررة في ديسمبر المقبل ضمن منافسات الدوري، في مدينة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
هذا القرار، الذي يهدف إلى التوسع عالمياً وزيادة العوائد المالية، قوبل بمعارضة شرسة من نادي ريال مدريد الذي أصدر بياناً رسمياً يعرب فيه عن رفضه القاطع لهذه الخطوة، معتبراً إياها خرقاً لمبدأ تكافؤ الفرص وعدالة المنافسة، ومهدداً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على نزاهة البطولة.
الأزمة المشتعلة تضع الليغا أمام تحدٍ كبير، وتطرح تساؤلات بشأن مستقبل المسابقة، وفيما يلي 3 حلول مقترحة قد تسهم في نزع فتيل هذه الأزمة.
الحل الأول: جولات دولية متكاملة وعادلة
يقوم هذا الحل على فكرة توسيع التجربة بدلاً من قصرها على مباراة واحدة، وذلك من خلال إقامة جولتين كاملتين من الليغا خارج إسبانيا في دول مختلفة.
لضمان العدالة التامة، يتم اختيار جولة من الدور الأول والجولة المقابلة لها في الدور الثاني، على سبيل المثال، إذا كانت مباراة برشلونة وفياريال تُلعب في الجولة الـ17، فإن مباراة الدور الثاني بينهما في الجولة الـ36 ستُلعب أيضاً خارج إسبانيا.
يمكن تنظيم هاتين الجولتين بشكل متتالٍ في الدولة المستضيفة نفسها، كأن تقام مباريات الجولة 17 في ولاية أمريكية ومباريات الجولة 36 في ولاية أخرى؛ ما يخلق حدثاً رياضياً ضخماً يجذب الجماهير والرعاة.
هذا المقترح يضمن أن جميع الفرق المشاركة في هاتين الجولتين ستخوض التجربة نفسها بالظروف ذاتها؛ ما يلغي حجة الإخلال بتكافؤ الفرص، حيث لن يتأثر فريق على حساب آخر، وستكون جميع الأندية على قدم المساواة سواء تلك التي تلعب في الخارج أو التي تخوض جولاتها بشكل طبيعي في إسبانيا.
الحل الثاني: جولة "الموسم الجديد" التحضيرية
لتجنب المساس بجدول وترتيب الليغا الرسمي، يمكن إضافة جولة استعراضية غير مرتبطة بالنقاط، أشبه بمباريات إعدادية للموسم الجديد ولكن بعوائد مالية ضخمة.
هذه الجولة، التي يمكن تسميتها "جولة نجوم الليغا" أو "تحدي الليغا العالمي"، تقام في الصيف في أسواق كروية واعدة مثل الولايات المتحدة، آسيا، أو الشرق الأوسط.
المشاركة في هذه الجولة تكون اختيارية للأندية؛ ما يمنحها حرية القبول أو الرفض بناءً على خططها التحضيرية.
العوائد المالية الكبيرة الناتجة عن حقوق البث والرعاية ستكون الحافز الأكبر للأندية للمشاركة، على غرار الجولات الصيفية الناجحة التي ينظمها الدوري الإنجليزي الممتاز.
بهذه الطريقة، تحقق رابطة الليغا أهدافها الترويجية والتجارية دون المساس بقدسية ونزاهة المباريات الرسمية للدوري.
الحل الثالث: مقايضة مالية وإرضاء الخصم
يركز هذا الحل على معالجة الضرر المباشر الذي قد يلحق بالأطراف المعنية، إذا كان ريال مدريد هو المعترض الأبرز، يمكن اقتراح إقامة إحدى مبارياته، ولتكن أمام فياريال أيضاً، خارج الديار.
في هذه الحالة، سيكون فياريال هو المتضرر الأكبر من الناحية الفنية كونه سيلعب مباراتين "على أرضه" بعيداً عن جماهيره.
لكن يمكن تعويض "الغواصات الصفراء" بشكل مجزٍ للغاية، كأن يحصل النادي على مبلغ يتراوح بين 12 و14 مليون يورو من عائدات المباراتين، وهو رقم يفوق كثيرا ما كان سيجنيه من ملعبه "لا سيراميكا".
هذا العرض المالي الضخم قد يدفع فياريال للموافقة الفورية، ومع ذلك، يظل هذا الحل محفوفاً بالمخاطر؛ إذ من الممكن أن تثير هذه "المعاملة الخاصة" حفيظة أندية أخرى قوية مثل أتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو، التي قد ترى في ذلك تمييزاً صارخاً يهدد عدالة المنافسة بشكل عام.