لم يكن قرار إحالة مصطفى يونس، نجم الأهلي المصري السابق، إلى التحقيق من جانب مجلس إدارة القلعة الحمراء برئاسة محمود الخطيب "محض صدفة" بل نتيجة عداء تاريخي بين الثنائي على مدار سنوات طويلة.
وأعلن الأهلي في بيان رسمي، مساء الاثنين، أن مجلس الإدارة استعرض المذكرة المقدمة من جانب الشؤون القانونية بخصوص مجموعة من مقاطع الفيديو ظهر خلالها مصطفى يونس عضو الجمعية العمومية بالنادي على بعض المنصات الإعلامية وتضمنت إساءات للنادي ومجلس إدارته بعبارات وألفاظ يعاقب عليها القانون.
وقرر مجلس الأهلي إحالة مصطفى يونس إلى التحقيق بمعرفة الشؤون القانونية بشأن ما جاء على لسانه من وقائع واتهامات طالت الذمم المالية مع إيقافه لحين انتهاء التحقيق وفقاً للائحة النظام الأساسي للنادي.
وأقر المجلس أيضاً التحرك في المسار القانوني بكافة الإجراءات ضد مصطفى يونس بخصوص ما سرده من وقائع مسيئة للنادي وتكليف محمد عثمان المستشار القانوني للقلعة الحمراء بإنجاز هذا الملف.
ما سر العداء التاريخي بين محمود الخطيب ومصطفى يونس؟ هذا السؤال يحاول "إرم نيوز" الإجابة عنه في السطور القادمة:
أزمة الشارة
لعب مصطفى يونس صاحب الـ 71 عاماً في صفوف النادي الأهلي منذ 1969، وخاض أول مباراة رسمية مع الفريق الأول موسم 1972-1973 تحت قيادة المدرب المجري الراحل هيديكوتي.
واعتزل مصطفى يونس يوم 24 يناير عام 1985 بعد مسيرة حافلة كواحد من أشهر مدافعي الأهلي ومنتخب مصر.
ولعب مصطفى يونس بجوار محمود الخطيب في صفوف الأهلي ومنتخب مصر حيث بدأ الخطيب مشواره مع القلعة الحمراء كلاعب في الفترة بين 1972 وحتى اعتزاله يوم 1 ديسمبر 1988.
وخلال تلك الرحلة المثيرة، نشب صدام بين الخطيب ومصطفى يونس بحسب تصريحات الأخيرة لقناة MBC MASR مؤكداً أن بعض اللاعبين السابقين في جيله تحدثوا معه بشأن منح شارة قيادة الفريق إلى الخطيب.
وأكد يونس أن هذه الواقعة تعود إلى العام 1978 ووقتها أعلن رفضه لحصول الخطيب على شارة قيادة الأهلي وهو ما فجر غضب الأخير وتحدث معه وقتها، ولكنه لم يتراجع عن موقفه.
وتحدث مدافع الأهلي الأسبق أن الخطيب حصل على شارة قيادة الأهلي بظلم كبير ولم يستحقها وهو ما رفضه بشكل معلن أمام جميع اللاعبين.
شن مصطفى يونس هجوماً متواصلاً ضد الخطيب منذ أن كان نائباً لرئيس الأهلي وهاجمه بشدة بسبب امتلاك الخطيب شركة تسويق لاكتشاف المواهب خاصة به.
وتحدث الخطيب في وقت سابق عن علاقته بمصطفى يونس في لقاء تليفزيوني قديم منذ 13 عاماً مؤكداً أنهما لعبا لسنوات منذ قطاع الناشئين وقضيا سوياً أفضل سنواتهما الكروية.
وأضاف:" حزنت من هجوم مصطفى يونس لأنه يسئ إلى الأهلي وقياداته، ولكنه لا ينكر أن علاقته بيونس جيدة".
تقارب لافت.. والإقصاء يجدد الخلاف
ومع ابتعاد الخطيب عن الأهلي مع رحيل مجلس إدارة حسن حمدي وانتخاب محمود طاهر رئيساً عام 2014، هدأت نغمة الخلاف بين الثنائي قبل أن يحدث تقارب لافت مع انتخابات النادي عام 2017.
مصطفى يونس ظهر في أروقة القلعة الحمراء بجانب الخطيب في دعايته الانتخابية للترشح لرئاسة النادي وهو الأمر الذي لفت الأنظار خاصة أن الثنائي دخلا في خلاف حاد لسنوات.
وبعد تنصيب الخطيب رئيساً للأهلي يوم 1 ديسمبر 2017، توقع الكثيرون عودة مصطفى يونس للعمل داخل القلعة الحمراء بعد غياب.
ولكن الخطيب واصل إبعاد يونس وإقصائه عن المناصب القيادية داخل الأهلي وهو الأمر الذي فجر غضب الأخير وجدد هجومه ضد رئيس النادي بشكل لافت.
ووصل الخلاف إلى ذروته مع ظهور مصطفى يونس في قناة الزمالك باتفاق مع مرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء في أوج خلاف الأخير مع الخطيب.
أطلق مصطفى يونس تصريحات مثيرة للجدل بهجوم مستمر ضد الخطيب وآخرها انتقاده لصفقة التعاقد مع أحمد مصطفى "زيزو" نجم الزمالك.
وهاجم يونس أيضاً إدارة الأهلي بسبب صفقات سابقة مثل إمام عاشور وبعض القرارات الإدارية وهو ما أثار ردود فعل واسعة بين قدامى القلعة الحمراء لدرجة أن مصطفى محمود "عفروتو" لاعب الفريق الأسبق وصف يونس بأنه "ليس أهلاوياً".