لا شك أن كرة القدم لعبة تُثير الشغف والحماس، وغالبًا ما تتخللها منافسات شرسة بين اللاعبين. لكن في بعض الأحيان، يتجاوز هذا التنافس الحدود المقبولة، ليتحول إلى عداء شخصي يتخلله التراشق اللفظي والتدخلات العنيفة.
ومن أبرز أمثلة ذلك في الدوري الإسباني، الصراع المُتصاعد بين النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد، والمدافع الأرجنتيني بابلو مافيو، لاعب ريال مايوركا.
كيف بدأ الصراع؟
تعود بداية هذا العداء إلى العام 2021، خلال مباراة جمعت بين ريال مدريد وريال مايوركا، شهدت تلك المباراة تدخلًا عنيفًا من مافيو على فينيسيوس؛ ما أثار غضب النجم البرازيلي وأدّى إلى تبادل الشتائم بين اللاعبين، وتم طرد لاعب مايوركا.
ومنذ تلك الحادثة، تحولت المواجهات بين الفريقين إلى "مبارزة" خاصة بين فينيسيوس ومافيو، تتخللها الالتحامات العنيفة والاستفزازات المتبادلة.
تصريحاتٌ "نارية" تُؤجّج العداء
لم يقتصر الصراع على أرض الملعب، بل امتدّ إلى خارج الخطوط أيضًا، حيث تبادل اللاعبان التصريحات الاستفزازية عبر وسائل الإعلام.
ففي إحدى مقابلاته، سخر مافيو من فينيسيوس، وهدّده بالضرب في حال مواجهته في نزال ملاكمة، قائلًا: "سأُطيحه في 10 ثوانٍ".
كما أشار مافيو إلى أنه يتعمّد استفزاز فينيسيوس خلال المباريات من أجل التأثير على أدائه. ومن جانبه، اكتفى فينيسيوس بالرد على هذه التصريحات بابتسامة ساخرة خلال إحدى المباريات.
ذروة الصراع: "ضرب وسب" في كأس السوبر الإسباني
وصل الصراع بين فينيسيوس ومافيو إلى ذروته في مباراة نصف نهائي كأس السوبر الإسباني التي أقيمت في جدة في يناير 2025. فخلال المباراة، حاول مافيو استفزاز فينيسيوس من خلال التدخلات العنيفة والمشادات الكلامية.
وفي إحدى اللقطات، تعمد مافيو دهس قدم فينيسيوس؛ ما أدى إلى احتجاج الأخير. وفي الشوط الثاني، دخل اللاعبان في مشادة كلامية تطورت إلى اشتباك بالأيدي، قبل أن يتدخل زملائهما في الفريقين لفضّ الاشتباك.
وبعد تسجيل ريال مدريد الهدف الثالث، قام راؤول أسينسيو بإرسال قبلة ساخرة تجاه مافيو؛ ما زاد من حدة التوتر بين اللاعبين في وقت كان فينيسيوس فيه قد غادر الملعب، لكن هذا لم يمنعه من السخرية من لاعب مايوركا.
ما هي أسباب هذا العداء؟
تُشير التحليلات إلى عدة أسباب مُحتملة لهذا العداء الشديد بين فينيسيوس ومافيو، منها الاحتكاكات العنيفة والاستفزازات المتبادلة داخل الملعب بجانب شخصية كلّ لاعب، حيث يُعرف فينيسيوس بأنه لاعب انفعالي، بينما يُعرف مافيو بأنه لاعب صلب ومُقاتل.
إستراتيجية مافيو في استفزاز فينيسيوس لإخراجه عن تركيزه والتأثير على أدائه من ضمن الأسباب بجانب احتمالية وجود دوافع عنصرية وراء هذا العداء، حيث تعرض فينيسيوس لإساءاتٍ عنصرية من قبل بعض جماهير مايوركا في أكثر من مناسبة.
لا شك أن هذا العداء يُلقي بظلاله السلبية على صورة كرة القدم، حيث يُشجّع على العنف ويُسيء إلى الروح الرياضية. كما يُمكن أن يُعطي هذا الصراع صورة سلبية عن الدوري الإسباني، ويُظهره كبيئة مُشجعة على العنف والعدائية.
وبالإضافة إلى ذلك، يُؤثّر هذا العداء سلبًا على أداء الفريقين، حيث يُشتّت تركيز اللاعبين ويُؤدّي إلى توتر الأجواء داخل الملعب.
ولعب الإعلام دورًا في تأجيج الصراع بين فينيسيوس ومافيو، من خلال تسليط الضوء على الاشتباكات بينهما، ونشر التصريحات النارية المتبادلة. فبدلًا من تهدئة الأجواء، ساهم الإعلام في زيادة حدة التوتر بين اللاعبين، وجعل من هذا الصراع مادة دسمة للإثارة وجذب الانتباه.