فجّر بيان جون إدوارد، المدير الرياضي لنادي الزمالك المصري، حالة من الجدل والغضب داخل أروقة القلعة البيضاء، بعدما كشف تفاصيل مالية وإدارية، عكست حجم الأزمة التي يعيشها النادي.
ووضع جون إدوارد، مجلس الإدارة برئاسة حسين لبيب في مرمى "النيران والتساؤلات"، خاصة أن البيان جاء عقب إلغاء تدريب الفريق أمس الاثنين، بسبب عدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم المالية، وما تبعه من اجتماع عاجل جمع رئيس النادي بالمدير الرياضي.
أخطر ما لفت الانتباه في بيان جون إدوارد، ليس فقط محتواه، بل لغته نفسها، إذ امتلأ البيان بتعابير من المفترض أن تصدر عن مجلس إدارة نادٍ جماهيري عريق، لا عن مدير رياضي.
استخدم إدوارد عبارات مثل "من منطلق المسؤولية والاحترام لجماهير النادي كان لزامًا مصارحتهم بالحقيقة الكاملة"، و"ومن باب الشفافية مع الجماهير العظيمة"، و"احترامًا لوعيكم وإيمانًا راسخًا بحقكم في المعرفة".
ظهور هذه اللغة على لسان المدير الرياضي، وليس مجلس الإدارة، يعكس فراغًا واضحًا في خطاب الإدارة الرسمية، ويطرح تساؤلًا حول من يتحمل مسؤولية مخاطبة جماهير بالملايين، ومن يملك حق كشف الحقائق للرأي العام.

كشف البيان أن ما توفر فعليًّا للإدارة الرياضية لم يتجاوز 135 مليون جنيه، موزعة كالتالي: (40 مليون جنيه سلفة من أحد المطورين)، (30 مليون جنيه من رجل أعمال)، (15 مليون جنيه من إعارات اللاعبين)، وأخيرًا (50 مليون جنيه فقط من خزينة النادي).
هذه الأرقام تصطدم بشكل مباشر مع تصريحات سابقة لأمين الصندوق حسام المندوه، الذي أعلن قبل شهرين فقط دخول 800 مليون جنيه إلى خزينة النادي، إضافة إلى ما ورد في الميزانية الرسمية بشأن قروض بقيمة 556 مليون جنيه، وهو ما يثير تساؤلات كثيرة.
استخدم جون إدوارد تعبير "سياسة دبر نفسك" لوصف الواقع العملي الذي وُضع فيه منذ اليوم الأول، في إشارة إلى تحميله مسؤولية تدبير مستحقات اللاعبين ومصاريف الفريق دون توفير موارد حقيقية.
هذا الاعتراف يضع مجلس الإدارة أمام مأزق إداري واضح، إذ يتحول المدير الرياضي من صاحب صلاحيات تنفيذية مدعومة بميزانية، إلى موظف مطالب بالحلول الفردية، وهو ما يعيق عمله.
من أخطر ما ورد في البيان حديثه الصريح عن "الرضا بوقف القيد والتفريط في أعمدة الفريق".
هذا التصريح يحمل دلالة خطيرة، إذ يعني ضمنيًا أن هناك قبولًا داخل منظومة الإدارة باستمرار إيقاف القيد، وهو ما يهدد بتفعيل عقوبة الوقف لـ3 فترات قيد متتالية، بما يعني عمليًا تدمير الموسم الحالي والموسم المقبل حتى نهاية مدة مجلس الإدارة.
الأخطر أن هذا السيناريو يفتح الباب أمام بيع لاعبين أساسيين، كان من المفترض تجديد عقودهم وتحسينها، وهو ما يضع جماهير النادي أمام واقع مظلم بلا رؤية.
تزامن صدور البيان بعد اجتماع جمع حسين لبيب وجون إدوارد، لكن مضمون البيان يوحي بأن الاجتماع لم يسفر عن حلول حقيقية أو التزامات واضحة، وأن المستقبل كارثي.
البيان رسم صورة قاتمة، محذرًا من انهيار كامل خلال أيام قليلة في ظل تضخم الديون وملاحقة الالتزامات المالية من كل اتجاه، دون الإشارة إلى أي حل فعلي للأزمة.