وقع جون إدوارد المدير الرياضي لنادي الزمالك المصري في عدة أخطاء أسهمت في تدمير مشروعه مع الفريق الأبيض قبل أن يبدأ فعليًا، رغم الصلاحيات الواسعة التي حصل عليها منذ تعيينه، والدعم الكامل الذي وفره له مجلس إدارة النادي.
وتعاقد مجلس إدارة الزمالك، برئاسة حسين لبيب، مع جون إدوارد في صيف 2025 لتولي منصب المدير الرياضي، مع منحه المسؤولية الكاملة عن ملف كرة القدم داخل النادي.
نص العقد مع الزمالك على امتلاك إدوارد كافة الصلاحيات الخاصة بإدارة فريق الكرة، بما في ذلك التعاقد مع اللاعبين والمدربين دون أي تدخل إداري.
كما تضمن العقد تنظيم آلية التواصل بين المدير الرياضي ومجلس الإدارة، وهو أن يكون محصورًا في رئيس النادي حسين لبيب أو نائبه هشام نصر فقط، مع منع أي مسؤول آخر من التدخل في القرارات الفنية.
وبدأ جون إدوارد مهامه بالتعاقد مع المدرب البلجيكي يانيك فيريرا لقيادة الفريق الأول لكرة القدم قبل انطلاق الموسم، ثم أبرم عددًا كبيرًا من الصفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية.
تعاقد الزمالك مع كل من المهدي سليمان، والأنغولي شيكو بانزا، والفلسطينيين عدي الدباغ وآدم كايد، والمغربي عبدالحميد معالي، إلى جانب ثلاثي فاركو عمرو ناصر وأحمد شريف وأحمد ربيع، والمدافع محمد إسماعيل من زد، وأخيرًا الظهير الكيني بارون أوشينج.
ورغم هذا النشاط الكبير في سوق الانتقالات، لم تنعكس الصفقات على نتائج الفريق بالشكل المنتظر، حيث يحتل الزمالك حاليًا المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري المصري برصيد 22 نقطة، جمعها من 12 مباراة، بعد تحقيق 6 انتصارات و4 تعادلات وتلقي هزيمتين.
ومع اقتراب الميركاتو الشتوي، برزت 3 خطايا رئيسة ارتبطت بإدارة جون إدوارد لملف الكرة بالزمالك، وأسهمت في اهتزاز مشروعه داخل القلعة البيضاء:
تمثلت الخطيئة الأولى في التعاقد مع البلجيكي يانيك فيريرا، وهو اسم غير معروف على مستوى الأندية الكبرى، لقيادة مشروع فني طموح بحجم نادي الزمالك.
ورغم الرهان الذي وضعه جون إدوارد على المدرب البلجيكي لبناء فريق قوي وقادر على المنافسة، فإن النتائج جاءت مخيبة للآمال.
فقد الفريق عددًا كبيرًا من النقاط، وظهر بأداء فني غير مقنع، ما أدى في النهاية إلى إقالة فيريرا، وتعيين المدرب الشاب أحمد عبدالرؤوف مديرًا فنيًا، في خطوة تعد تراجعًا عن فكرة المشروع طويل المدى.
الخطيئة الثانية تمثلت في طريقة إنفاق ميزانية الانتقالات الصيفية، حيث تعاقد النادي مع مجموعة من اللاعبين الذين لم يقدموا الإضافة الفنية المطلوبة.
وضمت هذه الصفقات أسماء مثل آدم كايد، وعبدالحميد معالي، وبارون أوشينج، وعمرو ناصر، وأحمد شريف.
وظهرت تلك الأسماء بمستويات متواضعة، وفشلوا في فرض أنفسهم على التشكيل، وقدموا مستويات لا ترتقي لطموحات فريق بحجم الزمالك.
وتلقى جون إدوارد نقدًا لاذعًا بعد مستويات اللاعبين الذين تعاقد معهم، خاصة في ظل وجود بدائل أفضل في السوق كان من الممكن التعاقد معها.
الخطيئة الثالثة والأكثر تأثيرًا جاءت خلال فترة التوقف الدولي الطويلة، التي توقفت خلالها منافسات الدوري المصري بسبب مشاركة منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الإفريقية.
ورغم إتاحة الوقت الكافي للتعاقد مع مدير فني أجنبي صاحب خبرات، استقر جون إدوارد على استمرار أحمد عبدالرؤوف في منصبه.
وتصاعدت حالة الغضب بعد خسارة الزمالك أمام سموحة بهدف نظيف، في الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس عاصمة مصر، في المباراة التي أقيمت يوم الخميس الماضي، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة للجهاز الفني.
وباتت خطيئة الإبقاء على عبدالرؤوف وعدم استغلال فترة التوقف للتعاقد مع مدرب أجنبي قوي، واحدة من أبرز الأسباب التي وضعت مشروع جون إدوارد مع الزمالك على المحك.
