مرة أخرى، يجد كريستيانو رونالدو نفسه يسحب عربة المنتخب البرتغالي بمفرده تقريبا، ليس فقط بتسجيل الأهداف الحاسمة، ولكن بمحاولة بث الروح في فريق مدجج بالنجوم يبدو أنه يفقد تركيزه في أسهل المنعطفات.
فترة التوقف الدولي في أكتوبر 2025، والتي كان من المفترض أن تكون محطة احتفالية لحسم التأهل المبكر إلى كأس العالم 2026، تحولت إلى جرس إنذار صاخب، وباتت تطرح سؤالاً مقلقاً، هل يتجه الجيل الذهبي للبرتغال لخذلان قائده الأسطوري في فرصته الأخيرة لتحقيق المجد العالمي؟
فوز باهت وتعادل بطعم الهزيمة
كانت كل الظروف مهيأة لكي تحسم البرتغال تأهلها بسهولة، وتتفرغ للاستعداد بهدوء للمونديال، لكن الأداء الذي ظهر به الفريق كان باهتاً ومخيباً للآمال. البداية كانت ضد منتخب أيرلندا الشمالية، حيث عانى الفريق الأمرين وانتظر حتى الدقائق الأخيرة ليخطف فوزاً صعباً بهدف وحيد. كان الأداء يفتقر للإبداع والسرعة، وبدا وكأن اللاعبين يلعبون بثقة زائدة تحولت إلى استهتار، معتمدين على أن الحل سيأتي لا محالة، وهو ما كاد ألا يحدث.
لكن الصدمة الكبرى جاءت أمام المجر، في مباراة كانت كفيلة بإعلان التأهل الرسمي، سقط الفريق في فخ التعادل 2-2، ورغم أن رونالدو سجل هدفي فريقه كعادته، إلا أن الأداء الدفاعي كان مهتزاً، وظهر تراخٍ واضح في وسط الملعب، وغابت الرغبة في "قتل المباراة" مبكراً. هذا التعادل لم يكن مجرد نقطتين ضائعتين، بل كان مؤشراً خطيراً على عقلية الفريق. لقد أضاع اللاعبون فرصة ذهبية لإراحة قائدهم وبقية زملائهم من ضغوط الحسابات في الجولات الأخيرة.
سيناريو مكرر يهدد الحلم
هذا التراخي ليس بجديد على منتخبات البرتغال المتعاقبة، فلطالما عانى رونالدو من غياب الدعم الحقيقي في البطولات الكبرى. ففي مونديال 2014، خرج الفريق من الدور الأول بأداء كارثي.
وفي 2018، لم يكن الفريق قادراً على مجاراة أوروغواي، وحتى في 2022، ورغم قوة الأسماء، انتهى الحلم على يد المغرب في مباراة فشل فيها الهجوم البرتغالي في إيجاد أي حلول، يتكرر السيناريو ذاته: فريق يمتلك مواهب فردية استثنائية في أكبر أندية أوروبا والعالم، لكنه يفشل في تقديم أداء جماعي يتناسب مع حجم هذه الأسماء.
الرقصة الأخيرة: لا مجال للأخطاء
إن كأس العالم 2026 لا يمثل مجرد بطولة أخرى لكريستيانو رونالدو، بل هو الرقصة الأخيرة، الفرصة النهائية لإكمال مسيرته الأسطورية باللقب الأغلى الذي استعصى عليه. لن يكون هناك مجال لتصحيح الأخطاء، أو للتعويض في مباراة قادمة، في أدوار خروج المغلوب، أي تراخٍ أو غياب للتركيز لمدة دقائق قليلة يعني الخروج المباشر وتبخر الحلم.
ما حدث في فترة التوقف الدولي الحالية يجب أن يكون درساً قاسياً، فإذا لم يستوعب نجوم البرتغال أن حمل الأسطورة رونالدو على أكتافهم نحو منصة التتويج يتطلب قتالاً وجدية في كل ثانية، فإنهم لن يخذلوا أنفسهم وبلادهم فحسب، بل سيخذلون قائدهم في أهم لحظة في تاريخه.