أشعل تصريح رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، الأجواء الرياضية، حينما أعلن بثقة لافتة أن "14 أكتوبر سيكون يوم التأهل إلى كأس العالم".
هذا التصريح الناري يأتي في سياق المواجهة المرتقبة بين العراق والسعودية ضمن المرحلة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2026 لقارة آسيا، حيث يتنافس المنتخبان إلى جانب إندونيسيا على بطاقة التأهل الوحيدة عن المجموعة.
وستقام مباريات الملحق في الفترة ما بين 8 و14 أكتوبر المقبل، على أن يستضيف ملعب الثمامة بقطر مباريات المجموعة الأولى، في حين تُجرى مباريات المجموعة الثانية بملعب جامعة الملك سعود بالسعودية.
وحسب نظام التصفيات فإن متصدر كل مجموعة يتأهل مباشرة إلى كأس العالم، في حين يتواجه صاحبا المركز الثاني في كل مجموعة، ذهابا وإيابا ليتأهل الفائز منهما إلى ملحق ما بين القارات الذي سيلعب في مارس المقبل، لتحديد آخر منتخبين متأهلين إلى كأس العالم.
وسط هذا التحدي الكبير، يبرز السؤال، ما هي الأوراق التي يراهن عليها المنتخب العراقي لتحقيق هذا الهدف الطموح والتفوق على خصمه التقليدي، المنتخب السعودي؟
1. الروح القتالية والعزيمة الجماعية
لطالما عرف المنتخب العراقي بـروحه القتالية العالية وعزيمته التي لا تلين، خاصة في المباريات الكبرى والمصيرية، هذه السمة المتأصلة في اللاعب العراقي تظهر جليًا في قدرته على تجاوز الظروف الصعبة والقتال حتى اللحظة الأخيرة.
في مواجهة بحجم تصفيات كأس العالم، حيث يكون الضغط هائلًا، فإن هذه الروح الجماعية والعزيمة ستكون السلاح الأبرز للعراق، وقد تدفعهم لتقديم أداء يفوق التوقعات والتعويض عن أي نقص فني محتمل.
2. الدعم الجماهيري الهائل
يمتلك المنتخب العراقي قاعدة جماهيرية غفيرة وعاشقة، لا تتردد في تقديم دعم جماهيري هائل في كل مباراة، سواء داخل العراق أم خارجه.
من المتوقع أن تشهد مباراة 14 أكتوبر في جدة حضورًا جماهيريًا كبيرًا لأسود الرافدين، مما سيشكل دافعًا معنويًا كبيرًا للاعبين ويضع ضغطًا إضافيًا على المنتخب السعودي.
صوت الجماهير الصارخ والتشجيع المتواصل يمكن أن يكون بمثابة اللاعب رقم 12، يرفع معنويات الفريق ويقوده لتحقيق المستحيل.
3. التطور التكتيكي تحت قيادة المدرب
شهد المنتخب العراقي في السنوات الأخيرة تطورًا تكتيكيًا ملحوظًا تحت قيادة مدربيه، مما عكس رؤية فنية واضحة ورغبة في بناء فريق حديث قادر على مجاراة أفضل المنتخبات الآسيوية.
من المتوقع أن يعتمد الجهاز الفني على استراتيجية محكمة تستغل نقاط قوة اللاعبين العراقيين وتستغل نقاط الضعف المحتملة لدى المنتخب السعودي، مع التركيز على الانضباط الدفاعي والفعالية الهجومية من خلال التحولات السريعة.
4. جيل جديد من المواهب الشابة
يراهن المنتخب العراقي على جيل جديد من المواهب الشابة التي بدأت تفرض نفسها بقوة على الساحة الآسيوية، أسماء مثل علي جاسم الذي يتميز بمهاراته الهجومية وقدرته على التسجيل، وزيدان إقبال لاعب خط الوسط صاحب الرؤية المميزة، إضافة إلى يوسف الأمين الذي يتمتع بلمسة فنية وقدرة على الاختراق، تمثل جزءًا من هذا الجيل الواعد.
هؤلاء اللاعبون، الذين يتمتعون بالسرعة والمهارة والطموح، يمثلون مستقبل الكرة العراقية، دمج الخبرة مع هذه المواهب الشابة يخلق توازنًا مثاليًا في التشكيلة، ويمنح الفريق حيوية وطاقة يمكن أن تفاجئ الخصوم، وتحديدًا في مباراة بهذا الحجم.
5. الرغبة في رد الاعتبار وتأكيد الذات
لطالما كانت مواجهات العراق والسعودية تحمل طابعًا خاصًا من الندية والرغبة في رد الاعتبار وتأكيد الذات، هذه المباراة ليست مواجهة عادية، بل هي صراع على الهوية والتفوق.
المنتخب العراقي، الذي لم يتأهل لكأس العالم منذ فترة طويلة، سيخوض هذه المواجهة برغبة جارفة في كتابة التاريخ وتحقيق إنجاز طال انتظاره، وهو ما قد يدفع اللاعبين لتقديم أقصى ما لديهم في سبيل تحقيق هذا الحلم.
ختاما، يبدو أن تصريح عدنان درجال لم يأتِ من فراغ، بل يستند إلى إيمان عميق بقدرات المنتخب العراقي والعوامل التي يمكن أن تصنع الفارق في هذه المواجهة الحاسمة.
ومع اقتراب 14 أكتوبر، تتجه أنظار عشاق كرة القدم نحو هذه القمة المرتقبة التي قد تحدد مصير أحد المقعدين المباشرين المؤهلين المتبقين لكأس العالم من قارة آسيا.