كان المشهد صادمًا ومزلزلًا لجماهير ليفربول، محمد صلاح، الملك المصري والأسطورة التي لا تُمَس، يجلس على مقاعد البدلاء في مباراة أوروبية مهمّة أمام آينتراخت فرانكفورت.
في تلك الليلة، وبينما كان الفريق يسحق منافسه بخماسية، كان صلاح يغلي غضبًا على الخط، حتى أنه غادر الملعب فورًا دون مصافحة زملائه، اعتبرها الكثيرون بداية النهاية، وصدامًا علنيًّا مع المدرب آرني سلوت، لكن ماذا لو كانت هذه الإهانة الظاهرية هي في الواقع خطة علاجية عبقرية؟ ماذا لو كان سلوت يستخدم العلاج بالصدمة لإنقاذ موسم نجمه الأول؟
الاستفزاز المتعمد.. قتل الغرور لإحياء الوحش
ما فعله آرني سلوت لم يكن قرارًا فنيًّا عاديًّا، بل كان لعبة نفسية خطيرة ومحسوبة. سلوت، الذي واجه انتقادات حادة بسبب تراجع نتائج الفريق وخسارة أربع مباريات متتالية، كان يرى ما لا يراه الجمهور: صلاح، بعد أسابيع من الصيام التهديفي (7 مباريات دون هدف من لعب مفتوح) وخيبة أمل الكرة الذهبية، تحول إلى لاعب باهت فاقد للشغف، كان يحتاج إلى صدمة كهربائية تعيد ضبط مصنعه.
بإجلاسه على الدكة، لم يكن سلوت يعاقبه بقدر ما كان يستفزه. لقد وجّه له رسالة قاسية وواضحة: ليفربول يمكنه الفوز 5-1 من دونك. هذه اللقطة، التي أغضبت صلاح ودفعته لحذف صوره بقميص النادي، كانت هي الشرارة المطلوبة لإيقاظ الوحش النائم. سلوت كان يراهن على عقلية صلاح التي لا تقبل الإهانة أو التهميش.
النتيجة الفورية.. الانفجار في آنفيلد
النتيجة جاءت أسرع مما يتخيل الجميع. بعد أيام قليلة، وفي المباراة التالية ضد أستون فيلا، عاد صلاح للتشكيلة الأساسية بروح مختلفة تمامًا. لم يعد ذلك اللاعب الشبح الذي وصفه النقاد، بل عاد القاتل الجائع. استغل خطأ الحارس إيمليانو مارتينيز بذكاء، وسجل الهدف الأول، ليقود فريقه لإنهاء سلسلة الهزائم الكارثية، ثم عاد ليقود الريدز لتحقيق انتصار مهم على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، حتى دون أن يسجل أو يصنع.
هذا التألق لم يكن صدفة، بل كان ردًّا مباشرًا على صدمة الدكة، سلوت نجح في تحويل غضب صلاح من غضب سلبي مدمر إلى غضب إيجابي ووقود للانفجار في الملعب، لقد أثبت المدرب الهولندي أنه لا يفهم فقط في التكتيك، بل يفهم أيضًا في علم النفس، وعرف كيف يضغط على الزر الصحيح لإعادة تشغيل الملك المصري.
في النهاية، ما حدث لم يكن أزمة كما صورها الإعلام، بل كان خطة علاجية قاسية وضرورية، سلوت، الذي تعرض هو نفسه لانتقادات، أثبت أنه يملك الجرأة لاتخاذ القرارات الصعبة حتى لو كانت ضد النجم الأول. لقد أهان صلاح علنًا لـينقذه سرًّ ا. وبفضل هذا الاستفزاز العبقري، لم ينقذ سلوت محمد صلاح فقط، بل أنقذ موسم ليفربول بأكمله.