ترامب: ستكون هناك عمليات مصادرة إضافية لناقلات نفط فنزويلية
لطالما كانت مسيرة إبراهيم سعيد، الملقب بـ "هيما"، مزيجاً فريداً بين العبقرية الكروية والتمرد الفطري، وهو ما جعله أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الكرة المصرية.
"هيما" ليس مجرد مدافع سابق، بل هو اللاعب الذي يصر حتى يومنا هذا، وفي أحدث تصريحاته عام 2025، على أنه يمتلك مهارات فنية تتخطى بمراحل ما يمتلكه أساطير مثل فيرجيل فان دايك وسيرجيو راموس، مستنداً إلى تاريخه المليء بالبطولات والمواقف التي لا تُنسى.
مسيرة "المشاغب" الفنية: أرقام وبطولات
رغم أن مسيرته انتهت فعلياً في الملاعب قبل سن الثلاثين نتيجة كثرة الأزمات، إلا أن إبراهيم سعيد ترك إرثاً رقمياً قوياً. فمع النادي الأهلي، حقق حوالي 7 بطولات، منها: الدوري المصري، وكأس مصر، ودوري أبطال أفريقيا، والسوبر الأفريقي.
أما مع المنتخب المصري، فقد كان ركيزة أساسية في "العصر الذهبي" تحت قيادة حسن شحاتة، مساهماً في التتويج بكأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين (2006 و2008).
وما يميزه فعلياً هو تسجيله لأكثر من 28 هدفاً بقميص القطبين، وهو رقم استثنائي لمدافع، يدعم وجهة نظره بأنه كان "لاعباً شاملاً" يجيد اللعب في كل مراكز الملعب.
مواقف جدلية لم تسقط من الذاكرة
لم تكن الموهبة وحدها هي ما ميز إبراهيم سعيد، بل كانت "الشغب" هو العلامة المسجلة باسمه، ومن أبرز هذه المواقف:
1. "هروب المايونيز" والأزمة الشهيرة:
تعد قصة "المايونيز" واحدة من أطرف وأغرب القصص التي تعكس عقلية إبراهيم سعيد المتمردة. ففي أحد معسكرات المنتخب الوطني الصارمة، حيث يُمنع اللاعبون من تناول أطعمة خارج النظام الغذائي المحدد، اشتهى "هيما" إضافة المايونيز إلى وجبته.
وعندما لم يجده على الطاولة، لم يتردد في كسر القواعد وترك فندق الإقامة سراً في وقت متأخر من الليل، ليقطع مسافة طويلة بحثاً عن مايونيز على حد وصفه.
هذه الواقعة لم تكن مجرد رغبة في الطعام، بل تحولت إلى صدام عنيف مع الجهاز الفني الذي اعتبر خروجه دون إذن استهتاراً بالمنظومة، بينما كان هو يرى الأمر بسيطاً ولا يستدعي كل هذا التعقيد، وهي القصة التي يرويها زملاؤه حتى الآن كدليل على أنه كان يدير مسيرته بمزاجه الشخصي فوق أي اعتبار احترافي.
2. ديربي "الشعر الأحمر" في إيفرتون:
في رحلته القصيرة مع إيفرتون الإنجليزي، قام إبراهيم بتصرف غريب صدم الجميع؛ فقبل مباراة "ديربي الميرسيسايد" أمام ليفربول، قرر صبغ شعره باللون الأحمر (لون غريم فريقه التقليدي).
هذا التصرف أثار جنون المدرب ديفيد مويس وجماهير إيفرتون، مما أدى لاستبعاده نهائياً من المباراة وإنهاء تجربته الإنجليزية قبل أن يبدأها فعلياً، في واحدة من أغرب نهايات الاحتراف للاعب مصري.

3. الهروب من ركلات الجزاء واختباء "الشنطة":
لم يتوقف جدله عند الطعام والشعر، بل امتد لداخل الملعب؛ حيث اعترف، لاحقاً، بأنه ادعى الإصابة في نهائي أمم أفريقيا 2006 أمام ساحل العاج هرباً من تسديد ركلات الترجيح خوفاً من ضياع نجوميته.
كما يُذكر له واقعة اختبائه في "شنطة سيارة" زميله للهرب من مواجهة الراحل محمود الجوهري بعد ليلة سهر خارج المعسكر، وهي الحوادث التي جعلت منه مادة خصبة للإعلام الرياضي لسنوات طويلة.
الخلاصة
إبراهيم سعيد يمثل حالة "الموهبة التي لم تكتمل"؛ فمن الناحية الفنية، يتفق الكثيرون على أنه كان مدافعاً عصرياً يسبق عصره بمهاراته في بناء اللعب، لكن صراعاته الجانبية وقصصاً، مثل "المايونيز"، والصبغات جعلت مسيرته تنتهي سريعاً.
واليوم، حين يقارن نفسه براموس وفان دايك، فهو يتحدث عن "الموهبة الخام" التي يرى أنها لم تُستغل، تاركاً الجمهور في حيرة بين الاعتراف بعبقريته الكروية أو انتقاد عقليته التي أضاعت عليه مكانة عالمية محققة.