ألقت صحيفة "سبورت" الإسبانية، الضوء على النجاحات والمسيرة المميزة التي يحققها فريق باريس سان جيرمان تحت قيادة مدربه لويس إنريكي، وأيضاً دون نجمه الأول كيليان مبابي، والذي انضم، مع بداية الموسم، إلى ريال مدريد، وسط توقعات بتراجع مستوى الفريق الفرنسي بقوة.
وبالتزامن مع خروج ريال مدريد من ربع النهائي أمام آرسنال بخسارة عريضة قوامها (5-1) بمجموع المباراتين، خطف باريس سان جيرمان بطاقة العبور إلى المربع الذهبي على حساب أستون فيلا.
ويلتقي سان جيرمان مع آرسنال في إطار منافسات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، على أن يواجه المتأهل منهما الفريق المتأهل من صدام برشلونة وإنتر ميلان، في المباراة النهائية.
وواجه باريس سان جيرمان نظيره آرسنال في مرحلة الدوري، قبل أن يواجه ليفربول في دور الـ16، ثم أستون فيلا في ربع النهائي.
وعاش النادي صراعاً بين مبابي وناصر الخليفي، رئيس سان جيرمان، بسبب مستحقات يطالب بها النجم الفرنسي، ويرفض النادي منحها له لتصل الأمور بينهما إلى ساحات القضاء.
وقالت الصحيفة في تقريرها: "من كان ليتوقع في بداية الموسم أن رحيل مبابي عن باريس سان جيرمان سيكون أمراً إيجابياً للنادي؟ إذا حكمنا على هذا الموسم فقط، يبدو أن فريق لويس إنريكي، مدرب سان جيرمان، قد حقق نتائج أفضل حتى من دون نجمه الكبير السابق، فقد انضم الفرنسي إلى ريال مدريد هذا الصيف، وكل التوقعات كانت تشير إلى أن الفريق الأبيض لن يُقهَر بوجود هجوم يضم: مبابي، وفينيسيوس جونيور، وجود بيلينغهام ورودريغو، لكن الواقع كان مختلفاً تماماً، مدريد خرج بالفعل من دوري الأبطال، بينما الباريسيون، من جهتهم، على بُعد مباراتين فقط من الوصول إلى النهائي الكبير في ملعب أليانز آرينا".
وأضاف: "خروج ريال مدريد من ربع النهائي على يد آرسنال كان من أكبر الصدمات في هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى ذلك، قدَّم الفرنسي أداءً أقل بكثير من المتوقع في تلك المواجهة، وانتهى به الأمر بأن تعرض لصافرات الاستهجان في سانتياغو برنابيو، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل بضعة أشهر فقط، المهاجم، الذي كان من المفترض أن يصنع حقبة جديدة في النادي الملكي، لم يتمكن بعد من تحقيق التأثير الحاسم المنتظر منه في الليالي الأوروبية الكبرى".
وتابع: "لقد تحسن أداء باريس سان جيرمان بشكل ملحوظ على الصعيد الكروي، حيث أصبح الفريق يقدم أداءً جماعياً ومتوازناً أكثر بكثير مما كان عليه في السنوات الماضية، لاعبون مثل عثمان ديمبلي، الذي يقدم مستوى عالياً للغاية وبإيقاع ينافس على الكرة الذهبية، أضافوا نقلة نوعية للفريق، كما كانت ثنائية كفاراتسخيليا ودووي حاسمة، حيث يضيفان السرعة والجرأة والجودة في الثلث الأخير من الملعب. وفي وسط الميدان، برز فيتينيا كالمحرك الحقيقي للفريق، جامعاً بين العمل الدفاعي والقدرة على التقدم والمساهمة الهجومية".
وشددت الصحيفة: "باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي هو فريق سريع الإيقاع وممتع جداً للمشاهدة، قادر على السيطرة على خصومه من خلال الاستحواذ، وكذلك على ضربهم بهجمات مرتدة قاتلة، وإذا تمكن من تجاوز آرسنال في نصف النهائي، سيخوض ثاني نهائي في تاريخه بدوري أبطال أوروبا، وهو إنجاز يؤكد على صلابة المشروع الجديد للفريق".
دور مبابي المفقود
وأوضحت "سبورت": "رغم أن مبابي كان إحدى أهم ركائز باريس سان جيرمان خلال العقد الأخير، إلا أنه لم ينجح في قيادة الفريق نحو المجد الأوروبي المنشود، ففي البداية، لعب دور المساند لنيمار بعد انضمامه في 2017، ثم أصبح النجم الأبرز في المشروع، لكن المهاجم لم يتمكن سوى من بلوغ نصف نهائي دوري الأبطال 3 مرات فقط مع فرق مليئة بالنجوم والملايين، في العام 2020، عندما خسر باريس النهائي أمام بايرن ميونخ في موسم كورونا، وفي 2021، عندما سقطوا في نصف النهائي أمام مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا، وفي الموسم الماضي، عندما تم إقصاؤهم من نفس الدور على يد بروسيا دورتموند المفاجئ".
واختتم التقرير: "لطالما كانت دوري أبطال أوروبا الحلم الأكبر لباريس سان جيرمان ورئيسه ناصر الخليفي، 14 عاماً من الطموح، والاستثمارات الضخمة، وخيبات الأمل الأوروبية، في سعيٍ لا يتوقف لرفع أول كأس أوروبية في تاريخ النادي، ومن المفارقة أن هذا الحلم قد يتحقق تحديداً في أول موسم دون كيليان مبابي، النجم الذي كان من المفترض أن يقود المشروع منذ العام 2017، منعطف غير متوقع في مسار الأحداث يؤكد أن الخليفي، في هذه الحرب الصامتة بين النادي ونجمه، خرج منتصراً، حتى الآن".