مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
ارتبط اسم المدافع الباراغوياني عمر الديريتي، لاعب خيتافي الإسباني، بقوة بالانتقال إلى دوري روشن السعودي من بوابة نادي النصر، في صفقة من شأنها أن تدعم الخط الخلفي لـ"العالمي" الذي يستعد لتعويض الرحيل المحتمل لمدافعه الإسباني إيميريك لابورت.
ويأتي هذا الاهتمام في وقت يقدم فيه الديريتي مستويات لافتة في "الليغا"، جعلته محط أنظار العديد من الأندية، لكن ارتباطه بالنصر يفتح باب التساؤلات حول مدى ملاءمة خصائصه الفنية لطريقة لعب الفريق الذي يقوده المدرب جورجي جيسوس.
صخرة دفاعية في مواجهة عمالقة "الليغا"
يُعرف عن الديريتي، البالغ من العمر 28 عامًا، قوته وصلابته الدفاعية، وهي سمات تجلت بوضوح في مواجهاته مع كبار نجوم الدوري الإسباني.
ولعل أبرز تلك المواجهات كانت ضد جوهرة برشلونة الصاعدة، لامين يامال، ففي مباراة الدور الثاني من الموسم الماضي التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، قدم الديريتي أداءً استثنائيًا وكان أحد الأسباب الرئيسية في الحد من خطورة يامال، حيث نجح في إغلاق المساحات أمامه والتدخل في الوقت المناسب لقطع كراته، مما أظهر قدرته على التعامل مع اللاعبين المهاريين وسريعي الحركة.
وعلى صعيد المواجهات المباشرة، تشير السجلات إلى أن الديريتي واجه البرازيلي رافينيا، نجم برشلونة، في عدة مناسبات وصلت إلى سبع بين النادي والمنتخب، وجاءت محصلة النجم البرازيلي فيها بهدف وحيد.
موقف أخلاقي يُضاف إلى رصيده
خارج الملعب، برز اسم الديريتي في لفتة أخلاقية عالية، حينما تقدم باعتذار رسمي للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد حادثة إلقاء زجاجة على "البرغوث" من المدرجات خلال مباراة منتخبي باراغواي والأرجنتين في تصفيات كأس العالم في نوفمبر 2024، وقد لاقت مبادرة الديريتي استحسانًا واسعًا، وأظهرت الجانب القيادي في شخصيته.
الخصائص الفنية.. قوة ضاربة ونقطة ضعف
فنيًا، يعتبر الديريتي صخرة دفاعية حقيقية، وأبرز مزاياه تتجلى في الفوز بالالتحامات الهوائية بفضل طوله الفارع (1.88 متر) وقوته البدنية، مما يجعله سلاحًا مهمًا في الكرات الثابتة دفاعيًا وهجوميًا.
كما يمتلك الجرأة في الخروج بالكرة ويحب المراوغة، وهي ميزة غير معتادة في قلب الدفاع، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الديريتي بمرونة تكتيكية، حيث سبق له اللعب في مركز خط الوسط الدفاعي عندما كان يعاني فريقه خيتافي من نقص في هذا المركز، مما يدل على فهمه الجيد لأدوار تكتيكية مختلفة.
معضلة جيسوس المنتظرة
على الرغم من هذه المزايا، تبرز نقطة ضعف واضحة في أسلوب لعب الديريتي، وهي دقة التمرير، فإحصائياته تظهر ضعفًا في بناء اللعب من الخلف، وهو ما قد يمثل تحديًا كبيرًا للمدرب جورجي جيسوس، الذي يفضل المدافعين القادرين على بدء الهجمة بشكل سليم وتمرير الكرة بدقة تحت الضغط.
يميل الديريتي إلى لعب الكرات الطويلة بشكل متكرر، وهو أسلوب قد لا يتناسب دائمًا مع فلسفة كاسترو التي تعتمد على التدرج بالكرة.
في حال إتمام الصفقة، سيكون النصر قد ضم مدافعًا ذا خصائص متناقضة؛ فهو مقاتل شرس ومميز في الواجبات الدفاعية التقليدية، لكنه في المقابل يفتقر إلى السلاسة في بناء اللعب التي أصبحت مطلبًا أساسيًا في كرة القدم الحديثة.
وسيبقى التحدي الأكبر أمام جيسوس هو كيفية دمج الديريتي في منظومته وتطوير جانبه الفني المتعلق بالتمرير، للاستفادة القصوى من قوته وصلابته التي لا يختلف عليها اثنان.
