لا صوت يعلو في الشارع الرياضي السعودي فوق صوت الكلاسيكو المنتظر في بطولة أغلى الكؤوس؛ إذ يستعد نادي الاتحاد لمواجهة مصيرية أمام الشباب في كأس خادم الحرمين الشريفين.
ورغم أن المباراة تحمل طابع خروج المغلوب وتنافسية تاريخية بين الفريقين، فإن الأنظار كلها تتجه نحو رجل واحد، يقف اليوم في الضفة المقابلة بعد أن كان بالأمس القريب البطل الأول في مدرج الذهب.
إنه عبد الرزاق حمد الله، الجلاد الذي لا يرحم، والذي يبدو أنه أعد العدة لجعل ليلة الكأس كابوساً طويلاً على زملائه السابقين.
المباراة بالنسبة للمهاجم المغربي ليست مجرد 90 دقيقة للمرور إلى الدور التالي، بل هي معركة شخصية وفنية يوجه فيها 4 رسائل مرعبة لدفاع العميد، مفادها أن الخطر قادم لا محالة.
وفيما يلي نستعرض الرسائل الأربع التي يهدد بها حمد الله حصون الاتحاد:
1- رسالة الإنذار المبكر (هدف الأخدود): الوحش استيقظ
لعل أخطر ما يمكن أن يواجهه أي دفاع هو مهاجم استعاد شهيته التهديفية للتو، جاء هدف حمد الله في شباك الأخدود خلال المباراة الماضية بمثابة فك النحس وإعلان صريح عن العودة للفورمة العالية، هذا الهدف لم يكن مجرد رقم في سجلات الدوري، بل رسالة مشفرة لدفاع الاتحاد تقول: أنا جاهز، وحاستي التهديفية في أوجها.
دخول حمد الله للمباراة بمعنويات مرتفعة وثقة استعادها في التوقيت المثالي يجعل منه خطراً مضاعفاً، فهو لن يدخل اللقاء باحثاً عن نفسه، بل سيدخله وهو مستعد لاصطياد أنصاف الفرص ومعاقبة المدافعين على أصغر الهفوات.
2- سلاح الخبرة (أنا أحفظ كل تحركاتكم): العميل المزدوج
لا يوجد أصعب من أن تواجه خصماً يعرف أدق تفاصيلك، وهذا بالضبط ما يملكه حمد الله ضد دفاع الاتحاد. لقد عاشر هذا الخط الخلفي في التدريبات والمباريات، يعرف جيداً من يسهل استفزازه، ومن يفقد تركيزه تحت الضغط، ومن يعاني من البطء في الارتداد.
حمد الله سيؤدي دور الخبير الذي يعرف أين يضع قدمه، وكيف يتحرك في المساحات العمياء التي يغفل عنها زملاء الأمس. إنه يمتلك الكتالوج الكامل لتحركات دفاع العميد، وسيعمل بذكاء شديد لاستغلال الثغرات التي لا يراها غيره، مما يضع المدافعين تحت ضغط نفسي هائل خوفاً من الانكشاف أمام من يحفظهم عن ظهر قلب.
3- دافع إثبات الذات (لن أرحم): تصفية الحسابات
الجانب النفسي هو المحرك الأقوى في كرة القدم، وحمد الله يدخل هذه المواجهة بوقود إثبات الذات. الرسالة هنا واضحة ولا تحتاج لتصريحات: المهاجم المغربي يريد أن يكسر عين الظروف والقرارات التي أبعدته عن أسوار العميد.
هذا الدافع يحول حمد الله من مجرد مهاجم هداف إلى مقاتل شرس لن يفوت أي فرصة لإثبات أن الاتحاد خسر خدماته. الرغبة في الانتقام الرياضي ستجعله أكثر عنفاً وشراسة على المرمى، وسيحاول بشتى الطرق تسجيل هدف يكون بمثابة الرد القاسي في الملعب، مما يفرض على دفاع الاتحاد التعامل مع مهاجم يلعب بروح قتالية كبيرة.
4- الجاهزية البدنية (أنا مرتاح وأنتم لا): صراع النفَس الطويل
بينما يعاني الاتحاد ضغط المباريات المتتالي في مختلف البطولات والإصابات التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، يقف حمد الله في حالة بدنية ممتازة. مشاركات الشباب وجدول مبارياته أتاحا للمهاجم المغربي فترات استشفاء كافية جعلته يقف على قدميه بقوة.
هذا الفارق البدني هو الرسالة الرابعة والأخيرة؛ فحمد الله قادر على ممارسة الضغط العالي ومشاكسة المدافعين طوال الـ 90 دقيقة دون ملل أو تعب. وبينما قد يتسلل الإرهاق لأقدام مدافعي الاتحاد في الأشواط الثانية أو الأوقات الإضافية، سيكون الجلاد في قمة نشاطه، جاهزاً لاستغلال لحظة شرود ذهني أو تعب بدني لتوجيه الضربة القاضية.