لطالما اعتُبرت العقلية الفولاذية لكريستيانو رونالدو حصناً منيعاً لا يُمس في عالم الرياضة، لكن ماذا لو جاءت الشهادة التي تهز هذا اليقين من أحد أقرب المقربين إليه؟ هذا ما حدث بالضبط عندما ألقى الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، صديق "الدون" ومدافعه الأول، بقنبلة مدوية، معلناً أن هناك شخصية أخرى تتفوق على رونالدو في "الهيمنة الذهنية".
لم تكن هذه الشخصية من عالم كرة القدم، بل هي أسطورة الكريكيت الأسترالي الراحل شين وورن. هذه الشهادة الصادمة لم تفتح الباب لمقارنة غير متوقعة فحسب، بل طرحت سؤالاً أكبر: من هو هذا النجم الغامض لقطاع كبير من عشاق كرة القدم الذي استطاع التفوق على رونالدو حتى من قبره، وكيف يمكن لتاريخ مدجج بالفضائح أن يصنع مثل هذه القوة العقلية الجبارة؟
ساحر الكريكيت.. وهيمنة ذهنية فريدة
شين وورن لم يكن مجرد لاعب كريكيت، بل كان ساحراً، فناناً، وشخصية كاريزمية طاغية لا يمكن تجاهلها، في رياضته، كان وورن بمثابة مارادونا أو رونالدينيو؛ عبقري فذ لا يمكن التنبؤ بما سيفعله بالكرة.
امتلك قدرة فريدة على قراءة خصومه والسيطرة على عقولهم قبل أن يسيطر على المباراة، وصفه مورغان بأنه كان "يهيمن عليك بعينيه، بحضوره، وبثقته المطلقة بنفسه". هذه الهيمنة الذهنية هي السلاح الذي يرى مورغان أن وورن تفوق به على الجميع، بمن فيهم رونالدو.
الوجه الآخر للأسطورة: فضائح وبراثن الإدمان
لكن عظمة وورن داخل الملعب كانت تقابلها حياة صاخبة خارجه، تاريخ مدجج بالفضائح التي جعلت منه شخصية جدلية بامتياز، ففي عام 2003، تعرض للإيقاف لمدة عام كامل بسبب تناوله منشطات محظورة، وهي فضيحة كادت تنهي مسيرته.
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فحياته الشخصية كانت مرتعاً للصحف الصفراء؛ فقد انتشر له شريط جنسي مع ممرضة بريطانية، وتسببت فضائح خيانته المتكررة في انهيار زواجه وطلاقه.
لم يكن وورن ملاكاً قط، طاردته اتهامات بتنظيم حفلات صاخبة، وكان معروفاً بإدمانه الشديد للقمار، حيث خسر ملايين الدولارات على طاولات البوكر، كان رجلاً يعيش على الحافة، يجسد التناقض المطلق بين العبقرية الرياضية والفوضى الشخصية.
الشبح الذي لم يهزمه رونالدو
وهنا تكمن المفارقة؛ فرونالدو، رمز الانضباط والكمال، يجد نفسه في مقارنة مع نقيضه التام، ربما تفوق رونالدو في كل شيء تقريباً، لكنه لم يواجه قط ذلك النوع من الانهيار الشخصي والعودة من حافة الهاوية كما فعل وورن.
لقد أصبح شين وورن، بعبقريته وفضائحه، الخصم الذي لم يتمكن رونالدو من مواجهته، والتحدي الذي تفوق عليه حتى من قبره.
ختاما، يبقى وورن هو الظل الذي يطارد أسطورة رونالدو، ليثبت أن هناك أشكالاً من القوة لا تُقاس بالأهداف أو الألقاب، بل بالقدرة على السقوط في أحلك الظلمات والنهوض من جديد.
