في خضم السباق المثير والممتد لعقدين من الزمان بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو نحو قمة الهدافين التاريخيين، وبينما كانت الآلات الحاسبة والتحليلات الذكية تتوقع وصول الأسطورة الأرجنتينية إلى هدفه الألف بحلول مطلع عام 2028، جاءت ضربة غير متوقعة من أقرب الأصدقاء، قد تعيد خلط الأوراق وتمنح كريستيانو رونالدو أفضلية لم تكن في الحسبان.
إعلان الظهير الأيسر التاريخي جوردي ألبا اعتزاله كرة القدم لا يمثل نهاية مسيرة لاعب عظيم فحسب، بل يُعد بمثابة "ضربة موجعة" لمشروع ميسي التهديفي، ويفقده أحد أهم أسلحته وأكثرها فتكًا.
أكثر من مجرد زميل.. السلاح السري لميسي
لم تكن الشراكة بين ميسي وألبا مجرد علاقة زمالة عادية، بل كانت كيمياء عمياء وتفاهمًا أسطوريًّا داخل الملعب، على مدار سنوات طويلة في برشلونة ثم في إنتر ميامي، كانت حركة ألبا المنطلق من الرواق الأيسر وتمريرته العرضية الأرضية للخلف نحو ميسي القادم من العمق، علامة مسجلة أنتجت عشرات الأهداف الحاسمة. هذا التناغم لم يكن مجرد انطباع بصري، بل هو حقيقة تدعمها الأرقام بشكل قاطع.
لغة الأرقام تكشف حجم الخسارة
وبالعودة إلى الإحصائيات، ووفقًا لشبكة ESPN، قدم جوردي ألبا لصديقه ليونيل ميسي 33 تمريرة حاسمة (أسيست) على مدار فترة زمالتهما التي امتدت لنحو 10 مواسم ونصف الموسم، ورقميًا لا يتفوق عليه إلا داني ألفيس الذي كان يلعب على نفس رواق ميسي وأندرياس إنييستا رفيقه على مدار سنوات وأخيرًا لويس سواريز.
بحسبة بسيطة، نجد أن ألبا كان يضمن لميسي معدل 3.14 هدف في الموسم الواحد. هذا الرقم قد يبدو ضئيلًا للوهلة الأولى، لكن في سباق ماراثوني نحو الهدف رقم 1000، كل هدف له وزنه وثمنه.
بالنظر إلى التحليل السابق الذي أشار إلى حاجة ميسي لثلاثة مواسم تقريبًا للوصول إلى الألفية التهديفية، فإن غياب جوردي ألبا يعني أن ميسي سيدخل هذه المرحلة الحاسمة من مسيرته بـ"عجز تهديفي" متوقع. إذا ضربنا معدل صناعة ألبا السنوي (3.14 هدف) في عدد المواسم المتبقية في السباق (3 مواسم تقريبًا)، نجد أن اعتزال الظهير الإسباني قد يكلف ميسي ما يقرب من 9 إلى 10 أهداف كان من الممكن تسجيلها بشكل شبه مؤكد.
رونالدو.. المستفيد الأكبر
هذا العجز يعني أن المهمة أصبحت أكثر صعوبة، فبدلًا من الوصول للهدف المنشود في أوائل 2028، قد يتأخر ميسي حتى نهاية العام نفسه أو حتى مطلع 2029، وهو ما يصب مباشرة في مصلحة الأسطورة كريستيانو رونالدو، الذي يغرد حاليًّا في الصدارة بفارق مريح.
كل شهر إضافي يحتاجه ميسي، هو فرصة ذهبية لرونالدو لزيادة غلته التهديفية وتوسيع الفارق، وربما حسم السباق لصالحه بشكل نهائي قبل أن يعتزل الثنائي.
في النهاية، لا يمكن لأحد أن يشكك في قدرة ميسي على إيجاد الحلول، لكن فقدان الشريك الأكثر فهمًا لطريقة لعبه في توقيت حاسم كهذا، يجعل جبل الألف هدف الذي يسعى لتسلقه أكثر ارتفاعًا ووعورة.
