لا يقف تشابي ألونسو، المدير الفني لريال مدريد، اليوم الأربعاء، على خط التماس كمدرب عادي يبحث عن 3 نقاط أو تأهل عابر، بل كرجل يحمل رأسه على كفه، يدرك تمامًا أن المسافة بين "العبقري" و"المفلس" في عرف كرة القدم هي 90 دقيقة فقط.
في مواجهة يمكن وصفها بـ"أم المعارك" ضد مانشستر سيتي يجد المدرب الباسكي نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تحقيق انتصار مدوٍ يُخرس به كل الألسنة التي شككت في قدراته مؤخرًا، أو السقوط في فخ الهزيمة التي قد تكون بمثابة رصاصة الرحمة على مشروعه الحالي.
"الهروب من المقصلة" ليس مجرد عنوان براق، بل هو توصيف دقيق لحالة الضغط الرهيب الذي يعيشه ألونسو، الذي قرر ألا يستسلم للمصير، بل أعد "خطة نجاة" تعتمد على 5 ركائز أساسية للخروج من عنق الزجاجة، في محاولة لتحويل الغضب إلى طاقة، واليأس إلى مجد.
1. سلاح "الغضب المقدس".. تحويل الانكسار إلى انفجار
أول ما عمل عليه ألونسو داخل الغرف المغلقة هو الجانب النفسي "العكسي"، فبدلًا من محاولة نسيان الهزيمة الأخيرة وتداعياتها المؤلمة، قرر ألونسو نبش الجراح، المدرب قد يكون استخدم حالة "الغضب" التي تملكت اللاعبين كوقود للمعركة القادمة.
رسالته ربما كانت واضحة: "لا تهدؤوا، بل استخدموا هذا الحنق في الملعب". ألونسو يدرك أن الفريق الجريح هو الأكثر خطورة، ويريد تحويل طاقة الإحباط إلى رغبة انتقامية جارفة تكتسح الخصم منذ الدقيقة الأولى.
2. الرهان على "الكتلة الواحدة".. أنا ومِن بعدي الطوفان
في مؤتمره الصحفي الأخير، رمى ألونسو الكرة في ملعب "المجموعة"، ابتعد عن تمجيد الأفراد أو الحديث عن الحلول الفردية، وركز بشكل مكثف على مصطلح "وحدة الفريق".
هذا الرهان ليس تكتيكيًّا فحسب، بل هو محاولة لتوحيد الصفوف ضد "العدو الخارجي" المتمثل في النقد الإعلامي والجماهيري، ألونسو يحاول بناء حصن منيع حول لاعبيه، مذكرًا إياهم بأن نجاة أحدهم تعني نجاة الجميع، وسقوطهم يعني غرق المركب بمن فيه.
3. استدعاء "جينات الملوك".. كبرياء الأبطال
لا يمكن خوض معركة في دوري أبطال أوروبا بقميص ريال مدريد دون استحضار التاريخ، الورقة الثالثة التي يلعب بها ألونسو هي "الكبرياء". هو يعلم جيدًا أن هذا الفريق قد يمرض محليًّا، لكنه يتحول إلى وحش كاسر بمجرد سماع نشيد الأبطال.
ألونسو يلعب على وتر "الشخصية"، مذكرًا نجومه بأنهم ملوك هذه البطولة، وأن الخصم مهما كانت قوته، يظل مرعوبًا من تاريخ هذا الشعار.
4. تفكيك شفرة "الفيلسوف".. التلميذ يواجه الأستاذ
لعل الميزة الكبرى التي يتسلح بها ألونسو في هذه المعركة هي معرفته العميقة ببيب غوارديولا، ألونسو، الذي لعب تحت قيادة بيب وتشرب أفكاره، لا يواجه مدربًا مجهولًا. هو يعرف "هوس" غوارديولا بالتفاصيل، ويعرف أيضًا أين تكمن نقاط الضعف القاتلة في منظومته التي تبدو مثالية.
ألونسو يخطط لاستغلال هذه المعرفة لضرب غوارديولا بسلاحه، عبر نصب فخاخ تكتيكية في المساحات التي يتركها بيب عادة خلفه، مستغلًا اندفاع "السيتي" للهجوم.
5. عنصر المباغتة.. الخروج عن النص
أما السلاح الخامس والأخير، فهو "المفاجأة"، يدرك ألونسو أن اللعب التقليدي أمام خصم متمرس يعني الانتحار، لذا من المتوقع أن يجري تعديلًا غير متوقع في التشكيل أو أسلوب اللعب يربك حسابات الخصم في الدقائق الأولى؛ ما يمنحه الأفضلية النفسية والبدنية.
إنها ليلة "تكون أو لا تكون" لتشابي ألونسو.. فهل ينجح في الهروب من المقصلة وكتابة سطر جديد في تاريخه، أو تكون النهاية التراجيدية لمشروع كان واعدًا؟ الإجابة في أقدام اللاعبين فقط.