السلطات المغربية: ارتفاع عدد قتلى السيول في إقليم آسفي إلى 37
لم يكن أشد المتشائمين في النادي الأهلي السعودي "قلعة الكؤوس" يتخيل أن تنتهي قصة الصفقة الأضخم في انتقالات الفريق بالسنوات الماضية بهذه الصورة المأساوية؛ صورة النجم القادم من الدوري الإنجليزي الممتاز مكبل اليدين في شوارع لندن، بدلاً من أن يرفع الكؤوس في جدة.
إن ما حدث في الساعات الماضية ليس مجرد حادثة عابرة في سجل لاعب كرة قدم، بل هو إعلان صريح عن كارثة استثمارية وفنية ضربت النادي الأهلي السعودي في مقتل.
حينما قرر المفاوض الأهلاوي دفع مبلغ وصل إلى 42 مليون يورو لاستقدام إيفان توني من برينتفورد، كان الهدف واضحًا: شراء "ماكينة أهداف" تضاهي تأثير كبار المهاجمين في الدوري.
كانت الجماهير تمني النفس بقائد هجومي يعيد "الراقي" لمنصات التتويج، لكن الواقع اليوم يشير إلى أن الأهلي اشترى "وهمًا" باهظ الثمن.
لقد تحول الرقم 42 مليون يورو من دليل على القوة الشرائية للنادي إلى رقم يثير الحسرة والندم مع كل دقيقة يغيب فيها اللاعب عن التسجيل، ومع كل خبر سلبي يأتي من خارج الملعب.
جاءت حادثة القبض على توني في لندن لتكون بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير". فنيًا، لم يقدم اللاعب ما يشفع له في الأسابيع الأخيرة؛ أهدافه شحيحة، وتحركاته ثقيلة، وتأثيره في المباريات الكبرى يكاد يكون معدومًا.
ولو كان توني يتصدر قائمة هدافي الدوري، لربما وجدت الإدارة مخرجًا أو تبريرًا، ولكن أن تجتمع ندرة الأهداف مع سوء السلوك، فهنا تكمن المصيبة الكبرى.
لقد تحول اللاعب من حل هجومي إلى عبء ثقيل يثقل كاهل الفريق ويثير الفوضى، ليصبح بمثابة "قنبلة موقوتة" تهدد استقرار غرفة الملابس.
الأخطر من ذلك هو الدمار الذي لحق بالقيمة السوقية للاعب. في عالم كرة القدم الحديث، السمعة هي نصف ثمن اللاعب. اليوم، وبينما قد يفكر الأهلي جديًا في التخلص من هذا "المأزق" وعرض توني للبيع لتقليل الخسائر، سيصطدم النادي بحائط صد منيع.
أي نادٍ أوروبي أو خليجي سيغامر بدفع ملايين الدولارات في لاعب يبلغ من العمر ما يقارب الثلاثين، يواجه تحقيقات شرطية، ولديه تاريخ حافل بالمشاكل الانضباطية (بدءًا من قضايا المراهنات وصولًا إلى حادثة الاعتداء الأخيرة)؟ لقد وجه توني بتصرفه الأرعن "لكمة" قوية لطموحات الأهلي التسويقية قبل أن يوجهها لخصمه، جاعلًا مهمة بيعه شبه مستحيلة.
