الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
في صيفٍ اعتاد فيه نادي النصر السعودي على إبرام صفقات مدوية تخطف عناوين الصحف العالمية، ظهر اسم المدافع الإسباني المخضرم إينيغو مارتينيز على استحياء، قادمًا من برشلونة في صفقة انتقال حر لم تكلف خزائن النادي سوى راتبه.
لم تكن هناك ضجة إعلامية كبرى، ولا ملايين اليوروهات التي صاحبت أسماء أخرى، لكن بعد مرور أسابيع قليلة على انطلاق الموسم، تحول هذا الوافد الهادئ إلى "سلاح" لا يمس وأهم قطعة في منظومة المدرب جورجي جيسوس الدفاعية.

الرجل الذي لا يمسه جيسوس
منذ اليوم الأول، أصبح مارتينيز هو الثابت الوحيد في تشكيلة "العالمي"؛ فالقاعدة لدى جيسوس أصبحت واضحة: الجميع يخضع للمداورة، من كريستيانو رونالدو إلى ساديو ماني، إلا إينيغو مارتينيز.
شارك المدافع البالغ من العمر 34 عامًا في كل دقيقة ممكنة خاضها الفريق في كل المسابقات، سواء في المواجهات الكبرى التي تتطلب خبرته أو حتى في المباريات الأسهل التي كان من المتوقع أن يحصل فيها على قسط من الراحة.
هذه الثقة المطلقة من المدرب البرتغالي لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج ما يقدمه اللاعب على أرض الملعب كافة.
يتحرك مارتينيز في الملعب وكأنه قائد عسكري يدير معركته الأخيرة؛ لا يتوقف عن الصراخ وتوجيه زملائه، وتظهر على وجهه علامات الغضب الشديد مع كل هفوة دفاعية.
لقد جلب معه شخصية القائد الشرس التي كانت مطلوبة بشدة في الخط الخلفي للنصر. ورغم تقدمه في السن، أثبت أنه من أجهز اللاعبين بدنيًا، بقوة وصلابة تفوقان الكثير من اللاعبين الشباب، وهو ما فاجأ الجميع.
الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في قصة مارتينيز هو من يقف خلف جلبه إلى الرياض. لم تكن هذه الصفقة مجرد اختيار عشوائي، بل كانت ثمرة عمل الإدارة الرياضية الجديدة التي بدأت تتشكل في النصر بتأثير مباشر من الأسطورة كريستيانو رونالدو.
فالأسماء التي هندست الصفقة بصمت، ونجحت في إقناع لاعب بخبرة مارتينيز بالانضمام للمشروع السعودي، هي ذاتها العناصر التي وضع رونالدو ثقته فيها لإعادة هيكلة النادي من الداخل.
بهذا المعنى، فإن مارتينيز ليس مجرد صفقة ناجحة، بل هو دليل ملموس على أن "رجال رونالدو" في الإدارة بدأوا في وضع بصمتهم، معتمدين على الخبرة والجودة بدلًا من الأسماء الرنانة فقط.
لقد عثر النصر في إينيغو مارتينيز على ما هو أكثر من مجرد مدافع صلب؛ لقد وجد قائدًا لا يكل، وركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وسلاحًا جديدًا يثبت أن الانتصارات لا تُبنى فقط بالنجوم الذين يسجلون الأهداف، بل بالجنود المجهولين الذين يمنعونها.