استأثر النجم الجزائري يوسف بلايلي، مهاجم الترجي التونسي، بالاهتمام في الأوساط الكروية بتونس وذلك بعد استمرار مقاطعته لتدريبات فريقه استعدادا للموسم الجديد.
وصنع البلايلي (33 عاما) الفرحة وسط مشجعي فريقه في كأس العالم للأندية، إذ خاض مباراتين في الدور الأول وكان وراء الفوز الأول للترجي وللأندية العربية في المونديال، عندما هز شباك لوس أنجلوس الأمريكي وقاد فريقه لأول 3 نقاط، قبل غيابه عن مباراة تشيلسي بداعي تراكم البطاقات.
ومنذ آخر مباراة شارك فيها مع الترجي، يوم 20 يونيو 2025، أمام الفريق الأمريكي، لم يظهر بلايلي في محيط الفريق الأحمر والأصفر إلا بالقضايا الصاخبة وسط تكهنات باتخاذه قرار نهائيا بالرحيل عن الترجي قبل عام من نهاية عقده.
ويُعتبر يوسف بلايلي الفتى المدلل للجماهير الترجية ولرئيس النادي، الملياردير التونسي حمدي المدب الذي أغدق على ابن مدينة وهران امتيازات مالية تضاهي حتى ما يحصل عليه بعض اللاعبين في أوروبا، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
مقابل ذلك، منح بلايلي الترجي الكثير من الأوقات السعيدة، وكان حاسما في تتويج الفريق بثلاثة ألقاب في الموسم الماضي، وهي الدوري والكأس وكأس السوبر في تونس، وهو ما لم يحققه الفريق منذ ما يزيد عن 20 عاما.
ورغم أن اللاعب الجزائري كان مطالبا بالعودة إلى تونس السبت الماضي تحسبا للالتحاق بتدريبات فريقه، فإنه تخلف عن الموعد ليثير مزيدا من المخاوف في أوساط مسؤولي الترجي ومشجعيه، ويفجر موجة من الجدل حول إمكانية اتخاذه قرارا حاسما بمغادرة الفريق رغم أن عقده ينتهي في يونيو 2026.
وقالت مصادر قريبة من الترجي إنه لم يتسن التواصل مع يوسف بلايلي من قبل مسؤولي الفريق الأول عند البحث عن أسباب غيابه المفاجئ، لكن النادي سينتظر الأيام المقبلة لاتخاذ موقف رسمي في حال استمر في مقاطعة التدريبات.
يتقاضى يوسف بلايلي، الذي انضم للترجي في يوليو 2024 قادما من مولودية الجزائر، الراتب الأعلى على الإطلاق في الدوري التونسي، بما يقارب 240 ألف دينار (نحو 80 ألف دولار)، ويحظى بمعاملة خاصة من قبل أولي الأمر في الفريق.
كما تبدو علاقته بالجماهير وطيدة جدا، بل يمكن القول إنه اللاعب الأكثر تأثيرا في مشجعي فريقه، وقد وقفت الجماهير في صفه في عدة مناسبات كان آخرها عندما تعرض للاعتقال في فرنسا بعد اشتباك مع طاقم طائرة فرنسية كان عائدا على متنها إلى الجزائر.
لكن ذلك لم يشفع للفريق لدى يوسف بلايلي الذي اختار التمديد في إجازته دون مواقفة ناديه، الذي منحه دون بقية اللاعبين أسبوعا إضافيا ليعود بعد زملائه إلى التدريبات التي انطلقت في السابع من الشهر الجاري.
وظهر يوسف بلايلي باستمرار على حساباته عبر منصات التواصل لينشر مقاطع من إجازته المطولة في العاصمة الجزائر، وذلك بالتوازي مع زخم الأخبار التي تشير إلى اتفاق والده ووكيل أعماله عبد الحفيظ بلايلي مع مسؤولي المولودية على الانضمام للفريق في الفترة المقبلة.
ونشر اللاعب مقطع فيديو عبر خاصية "ستوري" على تطبيق انستغرام أمس الاثنين وهو يردد أغنية شهيرة عادة ما يتغنى بها مشجعو مولدية الجزائر ليزيد في إشعال الجدل وإثارة التكهنات حول مصيرة في فريق الترجي.
وتساءل الكثير من أنصار الفريق التونسي حول ما إذا كان بلايلي قد طوى رسميا صفحة الترجي وفتح صفحة جديدة نحو العودة للدوري الجزائري وصفحة أخرى لبدء نزاعات قانونية مع مجلس إدارة ناديه الحالي باعتباره مرتبطا بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2026.
