استأثر النجم الجزائري يوسف بلايلي صانع ألعاب الترجي التونسي بالاهتمام في الأوساط الكروية في الجزائر وتونس، وتصدرت صوره وأخباره منصات التواصل الاجتماعي بعد حادثة اعتقاله في مطار رواسي في باريس ظهر اليوم الأربعاء.
وتعرض بلايلي (33 عاما) الذي قاد الترجي لتحقيق انتصاره الوحيد في كأس العالم للأندية 2025 أمام غالاكسي الأمريكي (1 ـ0) للاعتقال من قبل الشرطة الفرنسية بعد الدخول في اشتباك مع طاقم الطائرة التي كان اللاعب على متنها عائدا من نيويورك إلى باريس، في طريقه إلى تونس.
لكن النجم الجزائري الذي يقدم بالفعل أداء كرويا مذهلا، ويعد واحدا من أفضل لاعبي الدوري التونسي على الإطلاق، بدا وكأنه يمضي نحو إتمام مسيرة صاخبة ومليئة بالمشاكل والأزمات خارج المستطيل الأخضر.
خلافات وأزمات
كانت "إرم نيوز" أعلنت عن اعتقال بلايلي اليوم بسبب خلاف داخل الطائرة انتهى باقتياده إلى غرفة الإيقاف والتحقيق معه لمدة ساعات قبل إطلاق سراحه فيما خضع شقيقه فريد بلايلي أيضا للتحقيق.
واحتُجز إبن الـ 33 عاما من قبل الشرطة الفرنسية الاربعاء عند نزوله من الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية القادمة من نيويورك بعد اتهامه بالاعتداء على طاقم الطائرة.
ولا تبدو حادثة إيقاف بلايلي والتحقيق معه الأولى في مسيرة النجم الدولي الجزائري، المتوج بطلا لإفريقيا 2019، والذي راكم المشاكل والخلافات وأشعل الجدل حتى بين مشجعي الترجي أنفسهم.
وقبل حادثة مطار "رواسي" في فرنسا، التي قالت مصادر فرنسية إنها نتجت عن مشادة كلامية بين اللاعب وطاقم الطائرة، كان بلايلي اختار تمديد إقامته في الولايات المتحدة عقب مشاركة الترجي في المونديال ولم يعد ضمن بعثة الفريق، ما أثار الجدل حول أسباب بقائه في وقت انتظر الكثيرون أن يكون ضمن الوفد الرسمي.
وقبل السفر إلى فيلاديلفيا للمشاركة في كأس العالم، تغيب بلايلي عن حفل الصورة الرسمية للترجي بمناسبة المونديال، واعتبر كثيرون أن ذلك كان خطأ فادحا وتقصيرا من اللاعب في أداء واجبه تجاه ناديه.
مشاكل بلايلي لم تقتصر على تلك الأخطاء التي انقسمت الآراء حول تداعياتها، ولكنها اللاعب السابق لمولودية الجزائر صنع الحدث في الدوري التونسي لا بمهاراته الكروية المذهلة وإنما بسلوكه الذي لم يرق حتى لفئة من مشجعي الترجي.
14 بطاقة صفراء في موسم واحد
وأبدى يوسف بلايلي مزاجا حادا مع الحكام والمنافسين، وتلقى 14 بطاقة صفراء في موسم واحد، من بينها بطاقتين صفراوين كانتا في الدور الأول في كأس العالم للأندية أمام فلامنغو وغالاكسي الأمريكي وهو ما تسبب في غيابه عن المباراة الحاسمة ضد تشيلسي.
ولم تكن تلك البطاقات الصفراء سوى علامة على أن النجم الجزائري يملك طباعا خاصة دفعت كثيرا من الملاحظين إلى توجيه انتقادات لاذعة ضده، خصوصا أنه يجد حظوة كبيرة من قبل المشجعين ومسؤولي الترجي على حد سواء.
سوء تأطير أم طباع راسخة؟
ويكاد الكثير من المتابعين يجمعون على كون يوسف بلايلي كان يمكن أن يذهب بغيدا في نحت مسيرة كروية تليق بالنجوم الكبار، بل أن ما يقدمه أسبوعيا في ملاعب الدوري التونسي، وأحيانا مع المنتخب الجزائري كفيلة بأن تمنحه الفرصة للعب مع أندية كبرى في أوروبا.
ويعتقد كثير من المقربين من بلايلي أن اللاعب يملك طباعا حادة راسخة منذ بداياته وحتى قبل انتقاله إلى الترجي، إذ تورط نجم مولودية الجزائر في أبريل 2024 في التهجم على الحكم غادة محاط في مباراة لفريقه في الدوري الجزائري للمحترفين ما تسبب في عقوبته بالإيقاف لست مباريات.
وقدم بلايلي اعتذاره للحكمة غادة محاط فيما بعد، لكن الحادثة ظلت محل جدل في الأوساط الكروية بالجزائر.
وفي 2022، ورغم تألقه اللافت مع نادي بريست الفرنسي، واجه بلايلي الكثير من الانتقادات بسبب سلوكه الغريب مع ناديه وتكرر غياباته وإجازاته حتى أن النادي فسخ تعاقده معه في نهاية موسم 2021 ـ 2022 فيما أشارت بعض التقارير إلى أن النادي رفع شكوى ضد لاعبه (السابق) بسبب تخريب بعض محتويات الشقة التي كان يسكنها.
وفي فبراير الماضي تورط بلايلي في قضية أخرى بعد رواج مقطع فيديو لاشتباك وتبادل للعنف مع فنان راب تونسي، في وقت قالت بعض المصادر إن اللاعب الذي كان مرفوقا بزميله محمد أمين توغاي حاول ضرب المغني التونسي.
وفي مارس "صنع" نجم الترجي الحدث من جديد ولكن بحركة غير أخلاقية توجه بها بعد إحرازه هدفا لفريقه في مباراة ضد شبيبة العمران في الدوري التونسي للمحترفين ما تسبب في عقوبة بالإيقاف لمباراتين.
وقالت مصادر قريبة من الترجي إن إدارة النادي ستوجه مساءلة للاعبها بسبب ما حدث في مطار رواسي الأربعاء، وأسباب الخلاف مع طاقم الطائرة.
وكان بلايلي قاد الترجي بالفعل للتتويج بثلاثة ألقاب في موسمه الأول مع الفريق الأحمر والأصفر وهي الدوري والكأس وكأس السوبر، بجانب مساهمته في الفوز الوحيد للفريق في كأس العالم للأندية 2025 ضد غالاكسي الأمريكي وهي المواجهة التي أحرز فيها جائزة أفضل لاعب في المباراة.
