في خطوة بعض الجدل وصدمة في الأوساط الكروية العالمية، خلت القائمة الأولية للمرشحين الثلاثين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2025 من اسم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
هذا الاستبعاد، الذي يأتي منذ ما يقرب من عقدين من الهيمنة على الجوائز الفردية، لم يمر مرور الكرام، لا سيما أن اللاعب كان يعيش فترة من التألق الفردي اللافت مع ناديه النصر السعودي ومنتخب بلاده.
وبينما التزم رونالدو الصمت إعلامياً، جاء رده مدوياً وصاخباً كعادته، ولكن هذه المرة كان الملعب هو ساحة الرد.
صدمة مبررة وتجاهل غير مفهوم
شكل غياب رونالدو عن القائمة مفاجأة للكثير من المتابعين والنقاد. فعلى الرغم من انتقاله للدوري السعودي، إلا أن أرقامه الفردية ظلت تتحدث عن نفسها بلغة لا تقبل الجدل.
فقد تمكن من حسم لقب هداف الدوري السعودي لموسمين متتاليين، محطماً الأرقام القياسية ومثبتاً أن غريزته التهديفية لا تزال في أوجها حتى مع تقدمه في العمر.
لم تكن أرقامه مع النصر هي فقط ما يدعم موقفه؛ فتاريخه الحافل وإنجازاته السابقة، بما في ذلك فوزه بلقب دوري الأمم الأوروبية مع البرتغال، يمنحه ثقلاً تاريخياً كان من المتوقع أن يضمن له على الأقل مكاناً بين المرشحين الثلاثين.
تجاهل هذه الأرقام والإنجازات اعتبره الكثيرون تقليلاً من قيمة مسيرته الحالية ومن قوة المنافسة في الدوري الذي اختار أن يكمل فيه مسيرته الأسطورية.
الرد في الميدان.. لغة رونالدو المفضلة
كما عودنا دائماً، يحول كريستيانو رونالدو كل استفزاز أو تشكيك إلى وقود يشعل به نيرانه في الملعب. لم تكن هناك حاجة لتصريحات رنانة أو منشورات غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
فبعد ساعات قليلة من الإعلان عن القائمة، كان رونالدو على موعد مع مباراة إعدادية لفريقه النصر، والتي تحولت إلى مسرح خاص استعرض فيه الدون كامل إمكانياته.
بأداء استثنائي ينم عن تركيز ورغبة جامحة في إثبات الذات، انفجر رونالدو في وجه خصومه مسجلاً "هاتريك" رائعاً. كل هدف كان بمثابة رسالة مباشرة لمنتقديه وللقائمين على الجائزة، رسالة مفادها أن الذهب الحقيقي لا يزال يلمع في قدميه، وأن قيمته لا تحددها قائمة أو تصويت، بل يحددها أداؤه على العشب الأخضر.
كان أداءً يصرخ "أنا ما أزال هنا، في القمة"، وهو الرد الناري الذي انتظره عشاقه، والذي جاء أبلغ وأقوى من أي كلمة كان يمكن أن تُقال.
خاتمة:
قد يكون كريستيانو رونالدو قد استُبعد من سباق الكرة الذهبية على الورق، لكنه أثبت بشكل قاطع أنه لا يزال ينافس على أعلى مستوى في الملعب.
رده لم يكن بالكلمات، بل بالأهداف، وهي اللغة التي يتقنها أكثر من أي شخص آخر، مؤكداً أن الأساطير تكتب تاريخها بنفسها، بعيداً عن حسابات الجوائز التي قد تتجاهل أحياناً بريقهم المستمر.