مع تطور التكنولوجيا بوتيرة أسرع من قدرة المجتمع الأكاديمي على دراستها ونشر دراسات قائمة على الأدلة حولها، لا تزال هناك مجموعة متزايدة من تعليقات الخبراء حول نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية الكبيرة وقدرتها على استبدال علماء النفس البشريين المدربين.
إن سرعة استجابة روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تجعلها بديلاً جذابًا للعلاج النفسي التقليدي، الذي يعد علاجًا مكلفًا وغير مريح في كثير من الأحيان.
ولكن على الرغم من أنها قد تقدم نصائح حكيمة، فإنها ليست معصومة من الخطأ.
ومع ذلك، يُوفّر روبوت الدردشة للكثيرين منفذًا للنقاش والتأمل الصريح والصادق، الذي قد يكون بنظرهم في الوقت الحالي أكثر فائدة من لا شيء.
بالإضافة إلى ذلك، توفر روبوتات الدردشة شعورًا بالخصوصية والسرية، ما يعزز الثقة بين الأفراد الذين قد يترددون في طلب المساعدة الشخصية لمشكلاتهم المتعلقة بالصحة النفسية.
علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد هذه الروبوتات في الحد من قلق البعض عند زيارة المعالجين النفسيين.
وبالنسبة لبعض البالغين الأصحاء، قد يكون وجود رفيق ذكاء اصطناعي للدعم مفيدًا وربما يُحدث تحولًا جذريًا، لكن بالنسبة للشبان أو أولئك الذين يعانون من الاكتئاب أو مشكلات الصحة النفسية الأخرى، قد تطمس روبوتات الدردشة الخط الفاصل بين الخيال والواقع، وتؤثر في العلاقات الإنسانية السليمة.
وبينما تُحقق الروبوتات نتائج جيدة في الأساليب العلاجية مثل العلاج السلوكي المعرفي، فإن هذه الاستراتيجية ليست إلا واحدة من مجموعة علاجات الصحة النفسية التي يستخدمها المعالجون النفسيون.
لذا، يشعر منتقدو هذه التقنية وخاصةً العاملون في مجالات علم النفس بالإحباط من صعود مستشاري روبوتات الدردشة.
ويقولون إن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه استبدال البشر الحقيقيين، ويجب اعتبارهم دعمًا تكميليًا وليس رئيسًا، مشيرين أن التواصل الإنساني مهم جدًا للكثير من الناس، ويمكن لأطباء الصحة النفسية المدربين تدريبًا جيدًا بناء تواصل إنساني وتعزيز التعاطف.
ويمكنهم أيضًا المساعدة في طرح أسئلة يمكن أن تصل إلى جوهر مخاوف الشخص بدلاً من استخدام قائمة من الاستراتيجيات التي تميل نماذج الذكاء الاصطناعي إلى اتباعها.
وفي الوقت نفسه، يعتقد كثيرون أننا على وشك تحول جذري في طريقة تفاعلنا مع شخصيات الذكاء الاصطناعي والطريقة التي يتسللون بها إلى حياتنا، خاصة دون وجود حواجز أو أبحاث كافية حول آثارها طويلة المدى.
