حماس تبث شريط فيديو يظهر رهينتين إسرائيليين محتجزين في غزة
أكدت تجربة مركبة كوريوزيتي غير المأهولة مدى صعوبة الظروف البيئية على سطح كوكب المريخ، إذ سرعان ما ظهرت آثار هذه القسوة على أدائها؛ فبعد عام واحد فقط من هبوطها في عام 2012، بدأت الإطارات الستة للمركبة في التمزق بشكل واضح، نتيجة التعرض المستمر لبيئة المريخ الصعبة.
أما فيما يتعلق بالقمر، فتسعى بعثات أرتميس الأمريكية إلى إعادة إرسال رواد الفضاء إلى سطحه، وربما يتحقق ذلك بحلول عام 2027، وابتداءً من مهمة أرتميس 5 المقرّر إطلاقها عام 2030، ستعتمد هذه البعثات على مركبة قمرية متخصصة لاستكشاف منطقة القطب الجنوبي للقمر.
ومن المتوقع أن يقطع رواد أرتميس مسافات تفوق بكثير تلك التي قطعها رواد برنامج أبولو، الذين لم تتجاوز رحلاتهم مجتمعة ضمن ست عمليات هبوط بين عامي 1969 و1972 مسافة 40 كيلومترًا على سطح القمر.
ولتحقيق هذا التوسع في نطاق الاستكشاف، لا بد من تزويد المركبة القمرية بعجلات قادرة على تحمّل الاستخدام الطويل والتضاريس الوعرة. وينطبق الأمر ذاته على المركبات المزمع إرسالها إلى المريخ، حيث تُوضع أمام تحدٍ أكبر يتمثل في قطع مسافة 10 آلاف كيلومتر خلال عشر سنوات.
تحديات مناخية وتقنية معقّدة
يُعد التفاوت الحاد في درجات الحرارة من أبرز التحديات التي تواجه تطوير تكنولوجيا مناسبة للمهمات على كلٍّ من القمر والمريخ. فعند قطبي القمر، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون 230 درجة مئوية تحت الصفر، وهو مستوى تنعدم فيه حركة الذرات، مما يشكّل عائقًا جوهريًا أمام أداء الإطارات.
وفي هذه الحالة، تُصبح المواد غير قادرة على التشوه والعودة إلى شكلها الأصلي، وهو ما يفقد الإطار مرونته، ويحد من قدرته على المرور فوق الصخور والعوائق، وعندما تتشوه الإطارات بشكل دائم، تقلّ كفاءتها في الدوران، ويزداد فقدان الطاقة، مما يؤثر سلبًا على أداء المركبة بأكملها.
ويزداد هذا التحدي تعقيدًا حين نُقارن بين حمولة المركبات المستقبلية وتلك التي استخدمت في برنامج أبولو، إذ ستكون المركبات الجديدة أثقل بكثير، مما يضاعف الضغط الواقع على العجلات. وإن كانت هذه المشكلة كبيرة على القمر، فإنها أشدّ وطأة على المريخ، الذي يمتلك جاذبية تقارب ضعف جاذبية القمر.
خيارات مبتكرة لإطارات المستقبل
في برنامج أبولو، استُخدمت إطارات مصنوعة من شبكة من الأسلاك المعدنية المطلية بالزنك، وكان مدى حركتها لا يتجاوز 30 كيلومترًا. وجاء اختيار المعدن بديلًا للمطاط، نظرًا لقدرة المعدن على تحمّل درجات الحرارة القصوى والأشعة الكونية، التي من شأنها تحليل المطاط وتحويله إلى مادة زجاجية هشّة. ومع استمرار التحديات، تبرز اليوم العديد من الخيارات الجديدة الواعدة.
وإحدى الشركات الرائدة في هذا المجال هي ميشلان، التي توصّلت إلى أن أفضل المواد لإطارات الفضاء الخالية من الهواء هي مزيج من السبائك المعدنية والبلاستيك عالي الأداء.
ومن أبرز المواد المرشحة، تبرز سبيكة النيتينول، وهي مزيج من النيكل والتيتانيوم. فعند دمج هذين العنصرين، يتم الحصول على معدن يتميز بمرونة فريدة، قادر على الانحناء والتشوّه بطرق متعددة، ثم العودة إلى شكله الأصلي دون فقدان في الكفاءة.
في المقابل، اعتمدت شركة بريدجستون على نهج مختلف تمامًا، مستوحى من طبيعة أقدام الجمال، التي تمتاز ببطانات ناعمة ودهنيّة توزع الوزن على مساحة واسعة، مما يحول دون غوصها في الرمال.
وانطلاقًا من هذه الفكرة، قامت بريدجستون بتصميم إطارات تحتوي على مادة شبيهة باللباد في المداس، مع عجلات مصنوعة من أسلاك معدنية رفيعة قابلة للانثناء. ويوزع هذا التصميم الوزن على مساحة أكبر من سطح القمر، مما يساعد المركبة على السير فوق الصخور والغبار دون أن تعلق أو تفقد التوازن.
ولضمان كفاءة هذا النموذج، تُجري بريدجستون تجارب ميدانية على كثبان توتوري الرملية في غرب اليابان، التي تُحاكي الظروف القمرية.
ومن المنتظر أن تتخذ وكالة ناسا قرارًا نهائيًا في وقت لاحق من هذا العام بشأن نوع الإطارات التي ستُعتمد لمهام أرتميس المستقبلية، حيث يُحتمل أن تختار نوعًا واحدًا أو تدمج بين تقنيتي ميشلان وبريدجستون لتحقيق الأداء الأمثل.