يُقدّم نظام التشغيل iOS 26 من شركة أبل مجموعة من التحسينات الشاملة التي تطال مختلف جوانب الاستخدام، إلا أن أبرز هذه التحسينات تتركز في تطبيق الرسائل، حيث تسعى الشركة إلى الارتقاء بتجربة التراسل النصي إلى مستويات جديدة من التخصيص، الأمان، والذكاء.
ويأتي النظام بتصميم بصري جديد يحمل اسم "الزجاج السائل" (Liquid Glass)، وهو ليس مجرد لمسة جمالية، بل ينعكس على واجهة الاستخدام بأكملها، مما أدى إلى تغييرات واضحة في شكل التطبيقات، ومن ضمنها تطبيق الرسائل.
ومع هذه التحديثات، تقدم Apple حزمة من الميزات التي طال انتظارها، بعضها كان متاحًا في تطبيقات خارجية منذ فترة، مثل الخلفيات المخصصة، استطلاعات الرأي، والنسخ الجزئي للنصوص، بالإضافة إلى أدوات رقابة أبوية أكثر تطورًا وأنظمة محسّنة لتصفية الرسائل المزعجة.
وفيما يلي نظرة مفصلة على 6 ميزات أساسية حسّنت بها أبل تجربة الرسائل النصية في iOS 26:
تصفية الرسائل المزعجة
تم تعزيز تطبيق الرسائل بمجلدات جديدة مزودة بأنظمة تصفية ذكية للرسائل غير المرغوب فيها. عند فتح التطبيق، سيلاحظ المستخدمون وجود زر "تصفية" جديد في الزاوية العلوية اليمنى. ومن بين المجلدات المتوفرة: مجلد "المرسلين المجهولين" و"الرسائل المزعجة".
تعمل هذه المجلدات على تصنيف الرسائل تلقائيًا وفقًا لمصدرها، حيث تنتقل معظم الرسائل من أرقام غير معروفة إلى مجلد المرسلين المجهولين. ويمكن للمستخدم تصحيح أي تصنيف خاطئ عبر خيار "تحديد كمعروف" لإعادة الرسالة إلى البريد الوارد.
أما مجلد الرسائل المزعجة، فقد أصبح أكثر أمانًا، حيث يتم تعطيل جميع الروابط فيه تلقائيًّا، ولن يتلقى المستخدم إشعارات عند وصول رسائل إليه، كما لن يتمكن من الرد أو التفاعل مع تلك الرسائل ما لم يُعد تصنيفها يدويًّا.
إضافة إلى ذلك، تم توسيع نظام التصفية ليشمل تطبيق الهاتف أيضًا، ما يعزز الحماية من المكالمات والرسائل العشوائية.
تخصيص الخلفيات في المحادثات
في تحديث يعد من بين أكثر الميزات المنتظرة، أصبح بإمكان مستخدمي iMessage تخصيص خلفية كل محادثة على حدة، سواء كانت فردية أو جماعية. ولتغيير الخلفية، يكفي النقر على عنوان المحادثة أعلى الشاشة، ثم اختيار خيار "الخلفيات".
ويمكن للمستخدم الاختيار من بين خلفيات معدة مسبقًا مثل "الماء" و"السماء"، أو تعيين لون ثابت، أو استخدام صورة من مكتبة الصور، أو حتى إنشاء خلفية مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وعند تعيين خلفية جديدة، ستظهر لجميع المشاركين في الدردشة الجماعية أو للمستخدم الآخر في المحادثات الفردية، مما يمنح التراسل طابعًا شخصيًّا وفريدًا.
نسخ ولصق أجزاء من النص
بعد سنوات من الانتظار، تقدم أبل أخيرًا ميزة النسخ الجزئي للنصوص داخل الرسائل. بدلاً من نسخ رسالة كاملة إلى تطبيق آخر لاستخلاص معلومة بسيطة، يمكن الآن تحديد الجزء المراد من داخل الرسالة مباشرة.
كل ما على المستخدم فعله هو الضغط مطولًا على الرسالة واختيار خيار "تحديد"، ليظهر وضع تحديد النص، ومن خلاله يمكن اختيار الجزء المطلوب ثم نسخه.
أدوات رقابة أبوية محسّنة
وسّعت Apple إمكانيات الرقابة الأبوية ضمن تطبيق الرسائل لتشمل حظر التراسل مع أرقام غير معروفة. فإذا كان المستخدم يعتمد أدوات مثل "مدة استخدام الشاشة" على هاتف طفله، يمكنه الآن تفعيل ميزة تمنع إرسال أو استقبال رسائل من أرقام غير محفوظة دون إذنه.
عند محاولة الطفل التواصل مع رقم جديد، يتلقى الوالد إشعارًا بذلك، تمامًا كما يحدث عند محاولة شراء تطبيق أو تحميل محتوى جديد، مما يمنحه التحكم الكامل في نوعية التفاعلات التي يقوم بها أبناؤه.
الترجمة المباشرة داخل المحادثات
بدعم من تقنيات ذكاء أبل (Apple Intelligence)، أصبح بإمكان تطبيق الرسائل تقديم ترجمة فورية أثناء المحادثات. إذ يمكن لشخصين التحدث بلغتين مختلفتين، ومع ذلك تصل الرسائل مترجمة بشكل مباشر إلى الطرف الآخر.
لتفعيل هذه الميزة، يمكن تحديد أي رسالة واختيار خيار "الترجمة المباشرة"، ومن ثم تفعيل الترجمة لكامل المحادثة أو لرسالة واحدة فقط، وفق الحاجة.
استطلاعات الرأي في الدردشات
أضافت أبل ميزة جديدة وبسيطة لكنها مفيدة للغاية ضمن تطبيق الرسائل، وهي إمكانية إنشاء استطلاعات للرأي ضمن المجموعات أو المحادثات الثنائية.
تتوفر هذه الخاصية ضمن قائمة "Plus"، حيث يمكن للمستخدم إدخال مجموعة من الخيارات وكتابة سؤال أو سياق معين، ثم مشاركة الاستطلاع. ويستطيع جميع المشاركين التصويت، كما يُتاح لهم إضافة خيارات جديدة.
هذه الميزة مثالية لاتخاذ قرارات جماعية بسهولة، مثل اختيار موعد لقاء أو تحديد مطعم، ضمن مجموعات الأصدقاء أو العائلة.
من خلال هذا التحديث، تسعى Apple إلى تعزيز قدرة المستخدم على تخصيص تجربته، وزيادة الأمان، وتسهيل إدارة الرسائل، لتنافس بذلك تطبيقات التراسل المتخصصة، دون الحاجة للخروج من النظام البيئي لأجهزة أبل.
وبينما يُتوقع أن يجلب iOS 26 العديد من المزايا الأخرى عند إطلاقه رسميًّا، فإن التغييرات التي طرأت على تطبيق الرسائل وحدها كافية لإحداث فارق حقيقي في تجربة المستخدم اليومية.