الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
في عصر أصبحت فيه البيانات الرقمية عملةً ثمينة، بات من الصعب استخدام تطبيقات يومية دون أن تُعرض خصوصيتك للخطر، وبينما تزعم بعض الشركات أن جمع البيانات ضروري لتحسين الخدمات، تكشف دراسات وتقارير متزايدة أن العديد من التطبيقات تجمع معلومات تتجاوز بكثير ما تحتاجه فعليًا لتقديم خدماتها.
حتى التطبيقات البسيطة مثل تطبيقات الطقس، التي تطلب الوصول إلى موقعك الجغرافي لتقديم توقعات دقيقة، قد تُبقي تتبع الموقع نشطًا طوال الوقت، حتى أثناء عدم استخدامها. الأسوأ من ذلك، أن بعض هذه البيانات تُباع لأطراف ثالثة دون علم المستخدم.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أربعة تطبيقات شائعة الاستخدام، تجمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية، وقد تُسيء استخدام أذونات الجهاز:
يشتهر متصفح غوغل كروم، إلى جانب العديد من خدمات غوغل الأخرى، بتتبع نشاط المستخدمين على الإنترنت. الهدف المعلن من غوغل هو تحسين تجربة الاستخدام عبر تخصيص الإعلانات والتوصيات، باستخدام ملفات تعريف الارتباط (Cookies) وبيانات منصة Google Analytics. لكن هذا التتبع الدقيق يطرح تساؤلات جادة حول الخصوصية.
لمن يرغب بالحد من هذه الممارسات، يُنصح باستخدام متصفحات تركز على الخصوصية مثل DuckDuckGo، والتي لا تجمع بيانات المستخدم ولا تتبع سلوك التصفح.
في تحول مقلق هذا العام، ألغت أمازون إمكانية معالجة تسجيلات أليكسا محليًا، ما يعني أن جميع تسجيلاتك تُرسل مباشرة إلى خوادم الشركة. إلى جانب معرفة موقعك وتتبع بياناتك الشخصية، تُستخدم هذه التسجيلات في تدريب خوارزميات المساعد الرقمي، ما يزيد من المخاوف بشأن من يمكنه الاستماع وما يتم فعليًا تسجيله.
وفي حين لا تُعد الخيارات الأخرى مثل سيري أو مساعد غوغل بدائل مثالية من حيث الخصوصية، يمكن للمستخدمين التوجه نحو حلول مفتوحة المصدر مثل Home Assistant، الذي يوفر تحكمًا محليًا أكبر واحترامًا أعلى للبيانات الشخصية.
تُعد شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، من أبرز الكيانات التي تجمع كميات ضخمة من البيانات الشخصية. حيث تسجّل المنصة كل ما يتعلق بنشاط المستخدم، من المنشورات المعجَب بها، إلى الفعاليات التي تم حضورها، مرورًا بالمجموعات التي انضم إليها وسجل التصفح داخل التطبيق.
ورغم صعوبة التخلي التام عن فيسبوك بسبب طبيعته الاجتماعية، يُنصح المستخدمون بإعادة النظر في طريقة تفاعلهم ومراعاة سياسات ميتا فيما يخص البيانات، إذ تعتمد الشركة على هذه المعلومات لتحقيق أرباح من خلال الإعلانات المستهدفة.
يُعتبر تيك توك أحد أكثر التطبيقات إثارةً للجدل من حيث جمع البيانات. فالتطبيق لا يكتفي بتتبع استخدامك وموقعك، بل يجمع أيضًا معلومات عن جهازك، وجميع تفاعلاتك والمحتوى الذي تنشئه. ورغم أن الشركة المالكة بايت دانس تبرر ذلك بتحسين تجربة الاستخدام، إلا أن مخاوف عدة حكومات من إمكانية وصول السلطات الصينية إلى هذه البيانات دفع بعض الدول لحظر التطبيق أو فرض قيود صارمة عليه.
وفي الولايات المتحدة، خضع تيك توك لضغوط شديدة من أجل بيع نشاطه المحلي، مع تسريبات تفيد بأن الشركة تطور نسخة منفصلة مخصصة للسوق الأمريكي، لتخزين بيانات المستخدمين الأمريكيين بمعزل عن النظام العالمي الحالي.
ومن الجدير بالذكر أن منافسي تيك توك مثل يوتيوب شورتس، إنستغرام ريلز وسناب شات سبوت لايت، يتبعون منهجًا مشابهًا في جمع البيانات لضمان تقديم محتوى مخصص، ما يجعل الخصوصية الرقمية تحديًا مشتركًا عبر مختلف المنصات.
الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أنه من الصعب العثور على تطبيق "نظيف" تمامًا لا يتتبع بياناتك. ومع ذلك، يمكن للمستخدمين اتخاذ خطوات فعلية لحماية خصوصيتهم، من خلال تعديل إعدادات التطبيقات للحد من الأذونات، واستخدام أدوات تركّز على حماية البيانات، والتقليل من الاعتماد على الخدمات التي تجمع بيانات مفرطة.
في زمن تتسارع فيه التقنية وتتشعب فيه استخدامات البيانات، تصبح الخصوصية مسؤولية مشتركة، تبدأ من وعي المستخدم وتنتهي بمحاسبة الشركات.