دخل السباق بين منتجي التزييف العميق وكاشفيه مرحلة جديدة، لتظهر أخيرا تقنية تقرأ نبضات قلب الإنسان من خلال تحليل الفيديوهات.
ويتطلب كشف التزييف العميق مناهج متعددة تعمل بتناغم، بدءًا من تحليل بصمات الكاميرات وترددات الشبكة الكهربائية، وصولًا إلى فحص أنماط الكلام وتناقضات الوجه.
لكن لا توجد طريقة واحدة تقدم دليلًا قاطعًا، فالجمع بين تقنيات الفحص التقليدية وتحليلات الذكاء الاصطناعي المتطورة ينشئ دفاعًا قويًا ضد الوسائط المصنّعة.
وفي هذا السياق، طور باحثون في المعهد الهولندي للطب الشرعي طريقة جديدة تضيف المصادقة البيولوجية إلى هذه الترسانة، كاشفةً عن مقاطع التزييف العميق من خلال تحليل أنماط تدفق الدم في الوجوه البشرية.
وهي أنماط لا تستطيع أدوات توليد مقاطع التزييف العميق الحالية محاكاتها حتى الآن.
وتعتمد هذه التقنية على التصوير الضوئي عن بعد، والتي تقيس معدلات النبض من خلال التغيرات الطفيفة في لون الجلد الناتجة عن الدورة الدموية.
وعند تطبيقها على تحليل الفيديو، يستطيع الباحثون رصد التغيرات اللونية الإيقاعية حول العينين والجبهة والفك، حيث تقع الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد.
وبمعنى آخر، هناك شرايين صغيرة في وجهك تتمدد قليلاً مع كل نبضة قلب.
ويمكن رؤية ذلك إذا كانت لديك صور وفيديوهات عالية الجودة.

وبالنسبة للمحققين والأنظمة القانونية، يزداد التحدي مع كل تقدم تكنولوجي. لذلك، تعتبر كل طريقة تساعد في تقديم أدلة حاسمة مهمة.
لكن للأسف لا توجد أي طريقة قائمة بذاتها، بل جميع الطرق تكمل بعضها البعض.
لذلك، لا تزال طرق الفحص التقليدية قيمة، بما في ذلك الكشف عن تشوهات الكلام، أو الرمش غير المنتظم، أو حواف الوجه ذات الرسومات الرديئة.
وفي الإطار عينه، يمكن لبرمجيات الذكاء الاصطناعي المدربة على المحتوى الأصلي مقابل المحتوى المزيف أحيانًا تحديد أداة التوليد المستخدمة لإنشاء مقطع تزييف عميق معين.
لكن بحسب الخبراء، يمكن للطريقة الجديدة لكشف التزييف العميق، والتي تعتمد على نبضات القلب وتدفق الدم في الشرايين أن تسهل عمليات الكشف وتجعلها أسرع، الأمر الذي قد يشكل نقلة نوعية في طرق مكافحة التزييف.