ضرب عطل عالمي واسع صناعات رئيسية عملاقة مثل صناعة السيارات وألعاب الفيديو والأجهزة المنزلية، بسبب نقص الرقاقات التي تؤدي لتأخيرات في مرافق التصنيع الرئيسية.
وبدأت شركات عالمية تغلق مصانعها لذلك السبب، حيث أعلنت "كيا" إغلاق مصنعها في جورجيا لمدة يومين، علما أن هذا المصنع ينتج أكثر من 3 ملايين سيارة سنويًا، بما في ذلك النماذج الرئيسية للشركة، مثل: K5 و Sorrento.
وتخطط شركة "هيونداي" أيضًا لإيقاف مصنع سيارات الدفع الرباعي في "أولسان" الذي يصنع سيارة Kona والمركبة الكهربائية IONIQ 5 التي تم إصدارها حديثًا، في الفترة من 7 إلى 14 أبريل.
ويعاكس ذلك ما أعلنت عنه الشركات سابقا من أنها قامت بتخزين ما يكفي من الشرائح للحفاظ على عملياتها العادية في وقت تقوم فيه شركات صناعة السيارات العالمية الأخرى بإيقاف الإنتاج.
وتأثر النقص في الرقاقات بالكوارث الطبيعية، بما في ذلك تساقط الثلوج بغزارة في تكساس الذي أغلق مصنع سامسونج لصناعة أشباه الموصلات هناك وزلزال اليابان الذي أغلق مؤقتًا مصنعًا لأشباه الموصلات في المنطقة.
ومن المتوقع أن يتسبب الإغلاق في خسارة إنتاجية تبلغ 6000 سيارة Kona و 6500 سيارة IONIQ 5.
ويتزامن ذلك مع انتعاش في الطلب على السيارات رغم أزمة فيروس كورونا حيث تفيد التقارير بأن الطلب على السيارات آخذ في الارتفاع، لكن صانعي الرقاقات غير قادرين على تلبية الطلب مما تسبب في نقص.
وذكرت مجموعة Susquehanna المالية، في تقرير لها، أن المهل الزمنية لشهر فبراير، وهي المدة بين وقت تقديم طلب الرقاقة والوقت الفعلي للتعبئة، استغرقت 15 أسبوعًا في المتوسط، مما يمثل أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وبدأ نقص رقاقات قطاع السيارات بالتوسع ليشمل أسواق تكنولوجيا المعلومات والأجهزة المنزلية حيث أدى الإغلاق المؤقت لمصانع أشباه الموصلات إلى تأخير إنتاج رقاقات PMIC و DDI المُستخدمة على نطاق واسع في الأجهزة المنزلية ومنتجات تكنولوجيا المعلومات.
ويعتقد مراقبو الصناعة أن شركات صناعة السيارات العالمية لن يكون أمامها خيار سوى رفع الأسعار حيث يتعين عليها أن تأخذ في الاعتبار ارتفاع أسعار الرقاقات.
ويتوقع بعض الخبراء أنه من غير المرجح أن يتم حل أزمة الشرائح في المستقبل القريب لأنها نتجت عن تزايد حالة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع بعض الشركات إلى مضاعفة الطلبات.
وكانت الصين قد أعلنت نهاية مارس الماضي عن إعفاءات ضريبية لتحفيز نمو صناعة أشباه الموصلات بعد العقوبات الأمريكية التي أثارت قلق الحزب الشيوعي الحاكم عبر منع وصول شركة هواوي العملاقة للتكنولوجيا وبعض الشركات الأخرى إلى رقاقات المعالجات الأمريكية.
وأنفقت بكين بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين لبناء صناعة رقاقات صينية، لكن صانعي الهواتف الذكية وغيرها من التقنيات لا يزالون يعتمدون على الولايات المتحدة وأوروبا وتايوان للحصول على المكونات الأكثر تقدمًا.