logo
العالم

سيناريوهات "قاتمة".. ماذا ينتظر إيران بعد الحرب؟

سيناريوهات "قاتمة".. ماذا ينتظر إيران بعد الحرب؟
المرشد الإيراني علي خامنئيالمصدر: أ ف ب
20 يونيو 2025، 4:45 م

تواجه إيران احتمالات عديدة لتغيير النظام الحالي، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن من بينها ثورة داخلية شاملة أو جزئية، وخيار "البلقنة" الذي سيؤدي إلى انقسام البلاد عرقيا.

أخبار ذات علاقة

القبة الحديدية، إسرائيل

"نيويورك تايمز": عاملان يُحددان عمر الحرب الإسرائيلية الإيرانية

 وأشارت الغارديان إلى أن زعماء غربيين رحبوا بفكرة الإطاحة بالمرشد الإيراني علي خامنئي، إلا أنهم حذروا من عدم وضع خطط لما بعد ذلك.

وشهدت قمة مجموعة السبع التي استضافتها كندا مؤخرا، خلافات حول جدوى تغيير النظام في إيران.

وحذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من إسقاط حكومة "عندما لا تعرف ما سيحدث". وقال إن تغيير النظام دون خطة هو خطأ استراتيجي.

في المقابل، قال فريدريش ميرز، المستشار الألماني: "نحن نتعامل مع نظام إرهابي داخليًا وخارجيًا. سيكون من الجيد زوال هذا النظام".

وأشارت الصحيفة إلى ما جرى عام 2002، عندما تعالت أصوات محذرة من التدخل في العراق وإسقاط النظام القائم وقتها دون وجود خطط واضحة لما بعد ذلك، حيث جرى تجاهل هذه التحذيرات.

وقالت إن إزاحة حكومة استبدادية قائمة منذ زمن طويل يطلق العنان لقوى قمعية لا يُمكن التنبؤ بسلوكها.

وذكرت أنه في الفترة التي سبقت حرب العراق، كانت هناك على الأقل خلايا تخطيط لما بعد الحرب في كلٍّ من وزارتي الخارجية الأمريكية والبريطانية، ولكن سرعان ما انتُزعت الخطة من الدبلوماسيين وسُلِّمت إلى البنتاغون.

وفي حالة إيران، وهي دولة ذات تنوع هائل في الأعراق والأديان والسياسات ومستويات الدخل، لم يُخطَّط لها غربيًا في أعقاب انهيار النظام المُحتمل. 

ورأت الصحيفة أن "البلقنة" احتمال وارد جدًّا، في إشارة إلى إمكانية انقسام إيران إلى عدة دول، كما جرى في دول البلقان.

وتابعت بالقول: إيران ليست دولة مصطنعة وضعها مخططو وزارة الخارجية، لكن الخوف من الانفصال يُلاحق قيادة بلد لا يشكِّل فيه الفرس سوى 50% من سكانه. والربع تقريبًا من الأذريين أو الأتراك (بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي)، وهناك بلوش وأكراد وعرب ومجموعات أصغر من اليهود والآشوريين والأرمن.

وأشارت إلى أنه إذا حدث انهيار داخلي، فقد يرى نظام باكو في أذربيجان والحركات الكردية المسلحة العديدة فرصة لاستحداث جيوب عرقية داخل الأراضي الإيرانية.

وأكدت أنه "لا توجد حكومة داخلية منظمة في انتظارنا. الأحزاب السياسية محظورة فعليًا، والعديد من الشخصيات البارزة إما في السجن، أو في سن الشيخوخة، أو في المنفى، أو قيد الإقامة الجبرية، أو يعملون في الهامش كمحامين أو فنانين أو نقابيين. فقد قُمعت الثورات بلا رحمة".

وترى الصحيفة أن تحديد النظام الذي سيخلف النظام الإيراني الحالي يعتمد على ما إذا كانت العملية المقبلة ثورة أم انتقالًا. وسيعتمد ذلك على من سيتحمل مسؤولية الهزيمة العسكرية، ومدى اكتمال أي هزيمة.

ومن المرجح، وفقا للغارديان، أن تؤدي الثورة إلى انهيار النظام الديني في إيران، الذي يرأسه المرشد الأعلى. وإذا واصل المرشد الأعلى رفض أي تنازلات بشأن البرنامج النووي، فقد يُعزل إما من الشارع أو بطريقة أكثر تنظيمًا من قِبل فصائل في الجيش.

وأوضحت الصحيفة أن الكثير من قادة الحرس الثوري الرئيسيين قد قُتلوا. لكن قد يكون هناك ضباط صغار، ينتقدون فساد النظام واختراق الموساد، وقد يقودون انقلابًا داخليًا جزئيًا، لمنع ثورة كاملة. 

وأضافت أنهم قد يقدمون نظامًا أكثر علمانية، غير أيديولوجي، وانعزاليًا، لكن ليس أكثر ليبرالية. 

وبحسب الصحيفة، سيقبل مثل هذا النظام بأن استراتيجية إيران الأمنية لم تعد تعتمد على جيوش بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقد يكون صحيحًا أيضًا، بحسب الصحيفة، أن بعض الضباط داخل الجيش، حيث توجد أكبر معرفة بتوازن القوى العسكري الحقيقي، يدركون أن إطالة أمد الحرب ستؤدي إلى دمار يمكن تجنبه.

وقالت: إذا حدث انهيار داخلي، فإن الشخص الأكثر رغبة في العودة منتصرًا هو رضا بهلوي، الابن المنفي لآخر ملوك إيران، محمد رضا بهلوي، الذي أُطيح به خلال ثورة 1979.

أخبار ذات علاقة

رضا بهلوي

رضا بهلوي: النظام الإيراني "على وشك الانهيار" وهناك من يتواصل معنا

 وأكدت أن بهلوي يتمتع بشهرة واسعة، وأن بعض "الملكيين" الأكبر سنًا في إيران يتذكرون حكم الشاه بنظرة وردية.

وبدا بهلوي واثقًا هذا الأسبوع، قائلًا إن "عناصر من النظام يتحدثون بالفعل عن الانشقاق. لقد تدخلت لقيادة هذه الحملة بناءً على طلب مواطنيّ. لديّ خطة لمستقبل إيران وتعافيها".

وفي حال الانهيار السياسي الكامل، قد تبرز قيادة إيرانية جديدة من بين السجناء السياسيين في سجن إيفين. 

وفي تصريحات من السجن، هاجم مصطفى تاج زاده، النائب السياسي لوزارة الداخلية في إدارة الرئيس الأسبق محمد خاتمي (١٩٩٧-٢٠٠٥)، المرشد الأعلى مرارًا "لغض الطرف عن الوضع الكارثي" في البلاد.

وكتب في الأيام القليلة الماضية: "أعلم أن بعض شرائح الشعب سعيدة بالهجمات الإسرائيلية، لأنها تعتبرها السبيل الوحيد لتغيير حكومة رجال الدين الفاشلة".

وأضاف: "ولكن حتى لو افترضنا أن الحرب ستؤدي إلى مثل هذه النتيجة، فإن إيران ستُترك في حالة خراب، حيث من المرجح أن تسود حالة من انعدام الدولة والفوضى، هذا إذا لم تُمزّق البلاد".

وتابع تاج زاده: "أعتقد أنه من أجل انتقال سلمي إلى الديمقراطية، يمكننا الإصرار على تشكيل جمعية تأسيسية لتعديل/تغيير الدستور وإجبار الحكومة على ذلك".

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

نتنياهو عن اغتيال خامنئي: "لا حصانة لأحد"

 وقال المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، وهو مصدر محتمل آخر للسلطة البديلة: "نحن نرفض أي سياسة حربية، سواء من جانب الحكومة الإيرانية أو من جانب حكومات إقليمية أخرى، ونعلن أن الحرب ليست نعمة ولا فرصة، بل هي كارثة".

وترى الصحيفة أنه في نهاية المطاف، إذا انهارت "هياكل القمع"، فسيعتمد ذلك على الإيرانيين أنفسهم، مؤكدة: "يكره العديد من الإيرانيين النظام لأسباب متنوعة، لكنهم يكرهون بنفس القدر ما تفعله إسرائيل".

ويقول الإيرانيون إنهم يشعرون بأنهم عالقون في حرب ليست حربهم، ينتظرون موت من لم يجلبوا لهم سوى الصمت والتعذيب والفقر، لكن الإيرانيين يقولون أيضًا إنهم رأوا ما فعلته إسرائيل بغزة، ولا يريدون أن تصبح طهران غزة أخرى.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC