مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
في معرض الدفاع الدولي MSPO 2025 بمدينة كيلسي البولندية، برزت شركة بوينغ الأمريكية بإعلانها عن عرض جديد لبولندا يجمع بين مقاتلة F-15EX إيغل 2 والطائرة القتالية المسيرة MQ-28 Ghost Bat.
وُصفت الخطوة بأنها تحول استراتيجي في سباق بولندا نحو تعزيز تفوقها الجوي، وطرح سؤالًا جوهريًا: هل ينجح هذا العرض في التفوق على مقاتلات يوروفايتر تايفون الأوروبية؟
تقوم الرؤية البولندية منذ سنوات على بناء "كتلة جوية معقولة التكلفة" قادرة على ردع روسيا في بيئة أمنية متوترة بفعل الحرب في أوكرانيا.
بإدخال المسيّرة MQ-28 Ghost Bat، تهدف بوينغ إلى ترسيخ مفهوم الدمج بين المأهول وغير المأهول (MUM-T)، وهو ما يمنح بولندا فرصة لتعزيز قدراتها القتالية بشكل كبير، مع تجنّب تحمل أعباء تشغيلية مرتفعة التكلفة.
سجلت المسيّرة الأسترالية الأصل، المطورة بالشراكة بين بوينغ ووزارة الدفاع الأسترالية، مئات الرحلات وتستعد لاختبارات تسليح جو-جو في 2026، وهو ما يجعل إدخالها ضمن الحزمة البولندية خطوة متقدمة تسويقيًا وتقنيًا.
تُوصف المقاتلة F-15EX بأنها "شاحنة صواريخ" جوية، إذ يمكنها حمل ما يصل إلى 12 صاروخ AMRAAM إلى جانب ترسانة متنوعة من الأسلحة الهجومية، مع قدرة استثنائية على حمل حمولة قتالية تصل إلى 30 ألف رطل.
ورغم عدم امتلاكها تقنيات التخفي المتقدمة التي تميز مقاتلات الجيل الخامس مثل F-35 وF-22، إلا أن سجلها القتالي الموثوق ومرونتها التشغيلية يضفيان عليها جاذبية مميزة.
تتميز المسيّرة MQ-28 بقدرتها على أداء مهام الاستطلاع والحرب الإلكترونية وتنفيذ ضربات دقيقة، مع مدى تشغيلي يبلغ نحو 3700 كيلومتر وزمن طيران متواصل يصل إلى 10 ساعات. غير أن أهم ما يميزها هو كلفتها المنخفضة وقابليتها للاستخدام كمنصة يمكن التضحية بها في البيئات عالية الخطورة، ما يمنحها دور "الجناح الوفي" الذي يعزز بقاء وكفاءة المقاتلات المأهولة.
حددت بولندا هدفًا بامتلاك نحو 160 مقاتلة موزعة على عشرة أسراب، لتعويض الفجوة في قدراتها الجوية.
ورغم أن بولندا اقتنت بالفعل مقاتلات F-35، إلا أن هذه الطائرات لا توفر حمولة كافية لتنفيذ الضربات المكثفة. وهنا يبرز دور F-15EX كشريك مثالي، يُكمل القدرات الشبحية من خلال التفوق الكمي والناري.
في المقابل، يظل خيار يوروفايتر تايفون مطروحًا. المقاتلة الأوروبية تتميز بالرشاقة والاندماج السلس ضمن البنية الدفاعية الأوروبية، لكنها تفتقر إلى القدرة على التعاون مع الطائرات المسيرة القتالية مثل MQ-28، فضلًا عن تكاليف تشغيلية أعلى مقارنة بالعرض الأمريكي.
ورغم جاذبية الحزمة الأمريكية، فإن الطريق أمام بوينغ ليس ممهدًا؛ حيث كشف اللواء سيزاري ويسنيفسكي، نائب القائد العام للقوات المسلحة البولندية، أن خطط شراء 32 مقاتلة جديدة ما زالت معلقة بانتظار إقرار خطة قدرات طويلة الأمد تمتد لـ15 عامًا.
وأضاف سيزاري أن أي قرار قد يستغرق عامين أو أكثر، ما يترك بوينغ في حالة ترقب.
إلا أن وارسو تُظهر اهتمامًا متزايدًا ببرنامج CCA (الطائرات القتالية التعاونية)، خاصة مع انخفاض أعداد المقاتلات الأوروبية. وهذا يجعل دمج MQ-28 مع F-15EX بمثابة ورقة ضغط أمريكية قوية لإقناع بولندا بالميل نحو العرض الأمريكي.
وتراهن بوينغ على مزيج من القوة النارية الهائلة والذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة لتقديمه في بولندا. وإذا نجحت في إقناع وارسو، قد يُحدث "الثنائي الذهبي" F-15EX + MQ-28 تحولًا في موازين القوة الجوية في شرق أوروبا، مانحًا بولندا أداة ردع مرنة أمام روسيا.
وحتى ذلك الحين، تبقى المنافسة محتدمة مع يوروفايتر تايفون الأوروبية، في انتظار القرار البولندي الذي قد يرسم ملامح سماء المنطقة لعقد كامل.
