حذر تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية من خطورة تسليم مفاتيح السلطة لشخص واحد تزامنًا مع الخلاف المتنامي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصديقه المقرب، السابق، إيلون ماسك؛ إذ هددت خصومة ملياردير بفصل الولايات المتحدة عن محطة الفضاء الدولية وتعقيد الدفاع الوطني.
وبحسب الصحيفة، بعد عام من المديح والتعبير عن الحب المتبادل، فجر ماسك وترامب شراكتهما السياسية بشكل دراماتيكي هذا الأسبوع؛ حيث هذا الانفصال العلني، من بين أحداث أخرى، اتهام أغنى رجل في العالم لرئيس الولايات المتحدة بالارتباط بمجرم جنسي سيئ السمعة.
وفي حين تبادل ماسك وترامب الإهانات، وأصدرا تهديدات بعواقب وخيمة، أشار ترامب إلى أنه يستطيع إلغاء جميع عقود ماسك الحكومية ؛ في خطوة قد يكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على شركات ملياردير التكنولوجيا، بل أيضًا على الوكالات الفيدرالية التي أصبحت تعتمد عليها.
ومن جانبه، رد ماسك بإعلانه أنه سيبدأ بتفكيك مركبة سبيس إكس دراغون الفضائية التي تعتمد عليها ناسا في مهام النقل، على الرغم من أنه تراجع عن القرار لاحقًا.
وبينما اتسمت الحلقة الحالية بطابع تلفزيون الواقع المثير، كشف الصراع بين ترامب وماسك مجددًا عن خطر وضع سلع عامة رئيسية في أيدي شركات خاصة يسيطر عليها مليارديرات متقلبون.
وكما سلط الضوء على كيف أن شيئًا مثل السفر إلى الفضاء، الذي كان في يوم من الأيام مشروعًا وطنيًا جماعيًا مرموقًا، يمكن أن يُحرف مساره بالكامل تقريبًا بسبب نزوات عاطفية لشخص واحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن شراكة ماسك وترامب أثارت بالفعل شهورًا من القلق بشأن الفساد ودعوات للتحقيق في استغلال الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا لمنصبه الحكومي لصالح شركاته.
وفي حين سلط هذا الانفصال الضوء على خطر آخر يتمثل في علاقات ماسك الوثيقة بالحكومة، حيث يمكن أن تصبح الخدمات التي يقدمها الآن أضرارًا جانبية في النزاعات الشخصية، تبقى عشرات المليارات من الدولارات معلقة في ميزان صراعهما.
وذهبت الصحيفة إلى أنه في حال انتهى شجار ماسك وترامب بتعطيل الخدمات الحكومية أو تحويلها إلى نفوذ سياسي، فلن يكون ذلك دون سابق إنذار؛ بدليل رفض ماسك في عام 2023 السماح لأوكرانيا باستخدام ستارلينك في شبه جزيرة القرم لشن هجوم مفاجئ ضد القوات الروسية.
ورغم أن ماسك استفز الحكومات الأجنبية وتصرف كوسيط عالمي غير مسؤول، استمرت الولايات المتحدة، على النقيض من ذلك، في منحه عقودًا وزيادة اعتمادها على شركاته، حيث أضحت العمليات الفضائية على وجه الخصوص مرادفة عمليًا لاسم ماسك.
وخلُصت إلى أنه في حين أثار الاعتماد الكبير على ماسك وخصخصة الخدمات الحكومية انتقادات من هيئات مراقبة الأخلاقيات وبعض خبراء صناعة الطيران والدفاع، لكن الأمر يبدو محفوفًا بالمخاطر بشكل خاص الآن بعد أن هدد ماسك باحتجاز بعض الخدمات رهينة.
وعلى الرغم من أن ماسك شنّ حملة شرسة ضد البيروقراطية والمحاكم والهيئات التنظيمية باعتبارها عوائق أمام إنجاز الأمور، لكن هذه العوائق تُشكّل أيضًا حصنًا منيعًا ضد نفس نوع السلطة الشخصية غير الخاضعة للمساءلة والنزوات المتقلبة التي أظهرها هو وترامب خلال صدامهما.
