الأوروبيون يقترحون قيادة "قوة متعددة الجنسيات" في أوكرانيا

logo
العالم

زلزال سياسي في كييف.. من يحكم أوكرانيا بعد إقالة "رجل الظل"؟

رئيس ديوان الرئيس الأوكراني الأسبق أندري يرماك

جاءت إقالة أندري يرماك، الذراع الأقوى للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لتفجّر ما يشبه الزلزال السياسي في كييف، وتفتح الباب أمام أسئلة جوهرية حول مستقبل الحكم في البلاد، وفق صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

يرماك، الذي تحوّل خلال السنوات الماضية من محامٍ مغمور ومنتج أفلام من الدرجة الثانية إلى "رجل الظل" وصاحب النفوذ الأكبر داخل مؤسسة الرئاسة، كان يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الحاكم الفعلي الثاني لأوكرانيا، أو "شبه رئيس".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

حذر من "فضيحة يرماك".. ترامب يرى فرصة جيدة لاتفاق حول أوكرانيا (فيديو)

ومع خروجه من المشهد على خلفية فضيحة فساد بقيمة 100 مليون دولار، تعود الساحة السياسية الأوكرانية إلى حالة غليان، وتتعزّز مطالب المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

الكاردينال الأخضر وتأثيره في السلطة

ووفقا لـ "بوليتيكو" يمثّل خروج يرماك من منصبه كرئيس ديوان زيلينسكي تحولًا زلزاليًا في أوكرانيا، إذ يفتح الباب أمام معركة شرسة حول كيفية إدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة.

حصل يرماك، الملقب بـ"الكاردينال الأخضر"؛ نظرًا لملابسه العسكرية الطابع، على نفوذ ضخم داخل دائرة الحكم، بعدما أصبح أقرب مستشاري الرئيس وأكثرهم تأثيرًا، حتى اعتبره كثيرون بمثابة "شبه رئيس" يتولى إدارة الدولة من خلف الستار.

وستستغل المعارضة الأوكرانية إقالته على خلفية فضيحة الفساد لتعزيز مطالبها المتواصلة منذ الحرب الروسية الشاملة قبل نحو أربع سنوات، والمتمثلة في تشكيل حكومة وحدة وطنية في كييف. ومن المؤكد أن رحيله سيمنح هذه التيارات دفعة إضافية.

غياب "المنتج" أمام التحديات الخارجية

ولا شك أن زيلينسكي سيشعر بفقدان محاميه السابق المعروف بصلابته. فقد اعتاد كثير من المعلقين الأوكرانيين وصف العلاقة بين الرجلين بأنها ثنائية حاكمة، يلعب فيها يرماك دور المنتج، بينما يحتفظ الرئيس بدور البطولة.

غير أن الرئيس سيجد نفسه الآن من دون "منتجه" في لحظة حرجة، بينما يستعد لخوض مفاوضات شائكة مع الولايات المتحدة بشأن "خطة السلام" المثيرة للجدل التي يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، في وقت بدأ فيه الشتاء وبدأت قوات الكرملين محاولة توسيع مكاسبها في جبهات دونباس القاتمة.

استياء داخلي وخارجي من تركّز السلطة

ورغم ذلك، لن يحظى يرماك بكثير من الحزن على رحيله. فقد أثار تركّز السلطة بين يديه غضبًا متزايدًا داخل أوكرانيا، بل وامتد ذلك الاستياء إلى بعض الحلفاء الغربيين.

وبشكل غير مفاجئ، رحّب سياسيون معارضون ومسؤولون سابقون كثيرًا ما اشتبكوا مع يرماك بخبر إقالته، معربين عن أملهم بأن تمثّل هذه الخطوة بداية تغيير حقيقي في طريقة حكم زيلينسكي، وانتقاله إلى نمط أكثر انفتاحًا وابتعادًا عن الإدارة المحكمة من الدائرة الضيقة للرئاسة.

ردود فعل المسؤولين والمعارضة

وقال أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين السابقين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته "حتى لا يبدو وكأنه يحتفل بسقوط يرماك": "لم أعتقد يومًا أنه سيغادر منصبه فعلًا".

وكان منتقدو يرماك قد أشاروا أيضًا إلى محاولة زيلينسكي في الصيف الماضي والتي أُجهضت لاحقًا للحد من استقلالية الهيئات الأوكرانية لمكافحة الفساد، وهي خطوة عزّزت المخاوف من محاولة تعزيز قبضة السلطة التنفيذية على مؤسسات يفترض أن تراقب الرئيس. 

أخبار ذات علاقة

أندريه يرماك وفولوديمير زيلينسكي

إقالة يرماك.. هل خسر زيلينسكي أقوى أوراقه في مفاوضات إنهاء الحرب؟

وبالنسبة للنائبة المعارضة ليسيا فاسيلينكو، فإن رحيل يرماك "يظهر أن لا تسامح مع الفساد، وأن الرئيس يستمع إلى مخاوف الناس". بينما رأى آخرون في خروجه "نسمة هواء جديد"، لكن نوابًا معارضين آخرين شككوا في قدرة زيلينسكي على استثمار اللحظة لفتح المجال أمام عملية سياسية أكثر شمولًا.

وقالت نائبة رئيس الوزراء السابقة إيفانا كليمبوش تسينتسادزي لـ "بوليتيكو" إنها غير متأكدة من أن هذا الحدث سيغير طريقة حكم الرئيس، وأضافت: "هذا هو السؤال الأساسي: يجب أن تعود طريقة الحكم إلى الدستور، ويجب أن يستعيد البرلمان دوره".

وتابعت: "هذا يعني أن على الرئيس أن يوافق على الحوار مع جميع الكتل، وأن نعيد النظر في علاقة البرلمان بالرئاسة، وأن نشكّل حكومة وحدة وطنية حقيقية تكون مسؤولة أمام البرلمان لا أمام مكتب الرئيس".

استقالة يرماك بين الضغط واليأس

من جانبها، قالت الصحفية الأوكرانية والمستشارة السابقة لزيلينسكي، والتي تحولت لاحقًا إلى منتقدة له، يوليا مندل، إن استقالة يرماك جاءت نتيجة "رد فعل يائس على ضغوط لا تُحتمل".

وأضافت أن "زيلينسكي لم يُعِد بديلًا حقيقيًا؛ لأنه لم يكن يتصور أن الأمور ستصل إلى هذا الحد، لكن الضغط كان هائلًا لدرجة حتمت عليه اتخاذ خيار بسيط: إما هو أو يرماك. وقد اختار نفسه"، ورغم ذلك، تشكّ مندل في حدوث تغيير فعلي. وقالت محذرة: "قد يظل يرماك دمية تتحرك من خلف الستار".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC