logo
العالم

بدلاً من النووي.. هل تلجأ إيران إلى "القنبلة القذرة"؟

بدلاً من النووي.. هل تلجأ إيران إلى "القنبلة القذرة"؟
"قنبلة قذرة"المصدر: منصة إكس
09 يوليو 2025، 6:23 ص

حذّر مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، من أن إيران قادرة على تعويض عدم امتلاكها للسلاح النووي، بصنع "قنابل قذرة"، وهي سلاح إشعاعي يمكن نشره على مساحات واسعة.

وكان المسؤول السابق في البنتاغون، مايكل روبين، وهو أيضاً زميل بارز حالياً في معهد أمريكان إنتربرايز، قد أكد في مقابلة مع إذاعة NPR قبل أيام، أن طهران قادرة "بسهولة" على صنع قنبلة تحتوي على اليورانيوم، لكنه استدرك أن "استخدامها قد لا يكون منطقياً".

لكن تقريراً لمجلة "فورين بوليسي" باستناد إلى خبراء، أكد أن إيران ربما تلجأ لهذا "الخيار الانتحاري" في مواجهتها مع إسرائيل، وضرب مساحات واسعة من مناطقها الحضرية.

أخبار ذات علاقة

وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت

وزير ألماني: النووي الإيراني ليس خطراً على إسرائيل فقط بل على أوروبا

 وقالت المجلة الأمريكية إن هناك تقارير مؤكدة تشير إلى "امتلاك إيران بالفعل ما يكفي من المواد النووية لصنع سلاح إشعاعي يُعرف بالقنبلة القذرة".

ذعر وخيار أخير

وتُعرّف المجلة "القنبلة القذرة" بأنها "جهاز لنشر الإشعاع يتكون من مادة متفجرة قياسية، مثل الديناميت، إلى جانب مادة مشعة، مثل السيزيوم-137، المستخدم عادة في علاج السرطان، والكوبالت-60، المستخدم في التصوير الشعاعي الصناعي، وغيرها من المواد المستخدمة في إيران، كما هو الحال في معظم الدول الحديثة، للاستخدامات الطبية والصناعية".

وسيُثير استخدام مثل هذا السلاح ذعراً واسع النطاق، لكن خبراء قالوا إن تهوّر إيران باستخدامه سيُصنفها "دولة منبوذة"، ربما حتى بين حلفائها، بما في ذلك موسكو وبكين. وقال أندرياس كريج، المحاضر الكبير في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، إن قيام طهران ببناء ونشر مثل هذه الصواريخ سيكون بمثابة "انتحار استراتيجي".

لكن تقييماً آخر، يؤكد أنه إذا تصاعدت الهجمات لتشمل تهديداً بتغيير النظام أو تعريض حياة المرشد الأعلى، علي خامنئي، للخطر من الممكن أن يرى الاستراتيجيون الإيرانيون أن من المجدي بناء "قنبلة قذرة"، وسيكون بناء تلك القنبلة بسيطاً بدمج اليورانيوم عالي التخصيب مع المتفجرات التقليدية.

وعندها، ستحتاج إيران إلى تحديد كيفية نشر القنبلة؛ إذ يشير بعض الخبراء إلى أن إيران قد تستخدم مثل هذه القنبلة ضدها عبر وكلائها في الأراضي الفلسطينية أو تنقلها إلى الولايات المتحدة من خلال شبكة حزب الله في دول أمريكا اللاتينية، أو إلى أوروبا من خلال حاويات الشحن أو حتى عبر الطرق البرية عبر شرق البلقان.

ولا تُصنّف القنبلة القذرة كسلاح دمار شامل، لكن قدرتها على إحداث فوضى هائلة، إذ يقول الخبراء إن مدى الضرر يعتمد على كمية المتفجرات التقليدية التي تحتويها، وليس على المواد المشعة، لأن الانفجار نفسه لا ينشطر، لكن يصعب قياس الرعب النفسي الناتج عن انتشار المواد المشعة، وفق "فورين بوليسي".

 

ورأى بافل بودفيغ، الباحث الأول في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، أنه إذا فُجّرت هذه القنبلة، فستكون لها آثار قنبلة تقليدية، والتي قد تكون بالغة الخطورة بالطبع، لكن النشاط الإشعاعي سيكون على مساحة صغيرة جداً ولن يُسبب إصابات، لكنه نوّه بمخاطر أخرى مثل التلوث وإشاعة الذعر.

بين النووي والإشعاعي

تُحدث القنبلة النووية انفجاراً أقوى بملايين المرات من انفجار القنبلة القذرة، ويمكن لسحابة الإشعاع المنبعثة من القنبلة النووية أن تنتشر على مساحة عشرات إلى مئات الأميال المربعة، بينما يمكن أن ينتشر إشعاع القنبلة القذرة على بُعد بضعة مبان أو أميال من الانفجار، وفقاً لهيئة التنظيم النووي الأمريكية.

وأكدت ماريون ميسمر، الخبيرة في سياسات الأسلحة النووية في تشاتام هاوس، أن "القنبلة القذرة ليست سلاح دمار شامل"، مشيرة إلى أن السلاح النووي يزعزع الاستقرار ويطلق العنان للدمار، أما النشاط الإشعاعي فيه أعلى كثيرا من مجرد نثر بعض المواد المشعة، كما هو الحال في القنبلة القذرة. 

وأضافت "إن نطاق وحجم أسلحة الدمار الشامل أكبر كثيرا - سواء كانت أسلحة نووية أو بيولوجية أو كيميائية".

وقال الخبراء إن الحديث عن إمكانية صنع إيران لقنبلة قذرة واستخدامها يُسبب المزيد من التوتر ويوسع، دون قصد، نفوذ النظام الإيراني، الذي أضعفته الهجمات الإسرائيلية الأمريكية، لكنهم رأوا أن نشر مثل هذا السلاح سيُلحق ضرراً كبيراً بسمعة إيران وسياستها وعسكريتها، التي تُقدم نفسها كدولة عاقلة وصالحة تُقاتل من أجل حقوقها السيادية فقط.

وقالت ميسمر: "إيران قادرة على صنع قنبلة قذرة، لكن سؤالي هو: لماذا نفترض أنها تريد ذلك؟". وأضافت أن إيران تدرس خياراتها حالياً، ومن المرجح أن تتجه نحو برنامج سري لبناء رادع نووي، بدلاً من سلاح مرتبط بالجماعات الإرهابية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC