logo
العالم

روسيا تشعل حرب الشتاء.. موسكو تستهدف عصب الدفاع الأوكراني وتتمدّد ميدانيًا

جنود من روسيا يستعدون لإطلاق مسيّراتالمصدر: twz

تشهد الساحة العسكرية الأوكرانية تصعيدًا ملحوظًا، حيث كثّفت  روسيا ضغطها الهجومي محققة مكاسب ميدانية مهمة. 

تتنوع العمليات بين الهجمات البرية، والاستخدام المكثف للطائرات المسيرة، والاستراتيجية البحرية غير التقليدية المعروفة باسم "أسطول الظل"، ما يضع كييف أمام تحديات متشابكة على عدة جبهات، بحسب صحيفة "أوراسيا ريفيو".

تصاعد العمليات البرية الروسية

شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في وتيرة الاشتباكات، حيث رصدت بعض الأيام ما بين 200 و300 مواجهات تكتيكية على طول جبهات القتال. 

وفقًا لتحليلات الميدان، استولت روسيا على نحو 90% من الأراضي الأوكرانية التي كانت تخضع لسيطرة كييف خلال نوفمبر مقارنة بأكتوبر.

أخبار ذات علاقة

جانب من اجتماع بوتين وويتكوف

"لا تفاهم حتى الآن".. روسيا تنتظر الرد الأمريكي على محادثات بوتين وويتكوف

تحملت جبهتا بوكروفسك وكوستيانتينيفكا العبء الأكبر، فيما أعلن الجانب الروسي سيطرته على بوكروفسك، بينما يشير الوضع في ميرنوهراد القريبة إلى احتمالية سقوطها قريبًا، بعد تمكن وحدات المشاة الروسية من اختراق الدفاعات الأوكرانية باستخدام الضباب وظروف الشتاء القاسية. 

وتشهد مناطق أخرى مثل زابوريزهيا وليمان وكوبيانسك تقدمًا مستمرًا للجيش الروسي، مع تركيز على تدمير البنية التحتية المضادة للطائرات المسيّرة لتعطيل خطوط الإمداد الأوكرانية.

على الجانب الآخر، واصلت القوات الأوكرانية شنّ هجمات جوية عميقة، مستهدفة مواقع روسية وحتى منشآت في الشيشان، ما يعكس قدرة كييف على الرد بالرغم من الضغط العسكري الكبير على الأرض.

الأسطول الروسي الخفي 

برز "أسطول الظل" الروسي كأداة حيوية للكرملين لتجاوز العقوبات الغربية، من خلال نقل النفط الخام والمنتجات البترولية عبر سفن مسجلة في ولايات قضائية ضعيفة التنفيذ.

في 28 نوفمبر، استخدمت أوكرانيا طائرات سطحية مسيّرة من طراز "سي بيبي" لضرب ناقلتي نفط روسيتين، "كايروس" و"فيرات"، في البحر الأسود، ما أدى إلى أضرار هيكلية كبيرة وأبرز دور الأسطول في تمويل الحرب الروسية.

أخبار ذات علاقة

صوفيا ليسكون

أوكرانيا تجرد متسابقة للغطس من ألقابها بعد تغيير ولائها إلى روسيا

تُظهر الصور الاستخباراتية أن هذه السفن قادرة على نقل بضائع بقيمة نحو 70 مليون دولار، مع استمرار عمليات التحايل على العقوبات عبر تعطيل إشارات التعريف ومناورات النقل بين السفن. 

وقد أثارت الحوادث البحرية السابقة في بحر البلطيق قلقًا أوروبيًا، بما في ذلك تحقيقات حول قطع كابلات بحرية حيوية، ما يعكس قدرة روسيا على مزج العمليات التجارية مع التخريب الاستراتيجي.

تؤكد الضربات الأوكرانية على أهمية إعادة تقييم الدور البحري في الصراع، وإمكانية اعتماد كييف استراتيجيات هجومية بحرية أكثر عدوانية لتعطيل الإمدادات الروسية وحماية مصالحها الاقتصادية.

التهديدات الجوية

شهدت الأيام الأخيرة تطوير روسيا لطائرات هجومية بدون طيار من طراز "جيران-2"، مزودة بصواريخ جو-جو من نوع R-60، قادرة على استهداف المقاتلات وحركة الطيران المدني.

يشكل هذا تطورًا نوعيًا مقارنة بالطائرات المسيّرة "شاهد" السابقة، التي كانت تُستخدم فقط كذخائر عابرة، ويعزز من قدرة روسيا على تنفيذ عمليات مضللة عبر "رايات كاذبة" لإلقاء اللوم على الأطراف الأخرى في أي حادث جوي.

أخبار ذات علاقة

تدريبات سابقة للناتو

خبراء: الناتو يراجع قواعد الاشتباك تحسباً لهجمات روسيا "الهجينة"

يمثل هذا التحديث تهديدًا حقيقيًا لأمن الطيران الأوروبي ويستدعي تعزيز المراقبة الجوية والتخطيط الاستراتيجي من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. 

إضافة إلى ذلك، يفتح المجال أمام سيناريوهات هجينة حيث تمزج روسيا بين العمليات البرية والبحرية والجوية لتعظيم الضغط على كييف مع الحفاظ على قدرة الرد المحدودة للغرب.

يبرز التقرير أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة من التعقيد، مع استغلال روسيا لكل الموارد الميدانية واللوجستية والتكنولوجية المتاحة، بينما تواصل كييف استخدام أساليب هجومية مبتكرة على الأرض والبحر والجو. 

كما تؤكد هذه التطورات أن الصراع بعيد عن الاستقرار، وأن التحولات التكتيكية الأخيرة قد تحدد ملامح الجبهات المقبلة، مع تأثيرات محتملة على الأمن الإقليمي والدولي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC