قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
كشف تقرير عما سمّاه "إستراتيجية الفشل" الأمريكية في إفريقيا والتي أسهمت على مدى سنوات في تزايد عدد الجماعات الإرهابية في القارة، وتصاعد الهجمات، مع اتساع نفوذ تنظيم داعش.
وبحسب تقرير لموقع "ذا إنترسبت"، فإن جهود الجيش الأمريكي "الفاشلة" في مكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية على مدار العقد الماضي، أدت أيضًا إلى تداعيات كارثية في زعزعة الاستقرار وكوارث إنسانية، تسببت بها "حروب سرية" غير موفقة.
كما لفت التقرير إلى "انقلابات نفذها متدربون أمريكيون"، أسهمت في تأزيم جهود الأمن في القارة التي شهدت أيضًا انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل حلفاء واشنطن، ومجازر وإعدامات من قبل قوات الشركاء، ومقتل مدنيين في غارات بطائرات دون طيار، و"سلسلة من الإخفاقات والفشل الأخرى" .
ويستند تقرير "ذا إنترسبت" إلى تقييم للبنتاغون للسنوات العشر الماضية من الجهود العسكرية الأمركيية في القارة، والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أعداد القتلى بعمليات التنظيمات الإرهابية، حيث عانت المناطق التي شهدت أكبر قدر من التدخل الأمريكي، كالصومال ومنطقة الساحل، من أسوأ النتائج.
وقٌتل نحو 155 ألفًا في هجمات مرتبطة بالجماعات الإسلامية المسلحة خلال العقد الماضي، بحسب التقرير الذي أكد أن الصومال ومنطقة الساحل هما الأكثر تأثرًا بنحو 49 ألف قتيل.
وتقول ستيفاني سافيل، مديرة مشروع تكاليف الحرب في جامعة براون، إن الإستراتيجية الأمريكية بعد هجمات الـ11 من سبتمبر، أدّت إلى زيادة العنف في القارة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قدّمت عشرات الملايين من الدولارات من الأسلحة والتدريب لحكومات دول، مثل: بوركينا فاسو والنيجر، اللتين تشهدان اليوم أسوأ ارتفاع في وفيات العنف.
وتضيف: "في تلك السنوات الأولى الحاسمة، استغلت تلك الحكومات ضخّ التمويل العسكري الأمريكي والأسلحة والتدريب لاستهداف الفئات المهمّشة داخل حدودها؛ ما فاقم دائرة العنف التي نشهدها الآن تُلحق خسائر بشرية فادحة".
وترفض القيادة الأمريكية في إفريقيا التعليق على التقرير رغم "اعترافها بمضمونه" وفق ما ذكر "ذا إنترسبت"، الذي نقل عن مركز إفريقيا، أن العام الماضي شهد توسعًا لافتًا في نشاط الجماعات الإرهابية التي قضمت المزيد من أراضي القارة، لتقدّر الآن مساحة الأراضي المأهولة بالسكان الخارجة عن سيطرة الحكومات بنحو 950 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يعادل مساحة تنزانيا.
ومع توسع الجماعات المسلحة في نطاق نفوذها، دفع الأفارقة ثمنًا باهظًا، إذ زادت نسبة الوفيات 60% منذ 2023، مقارنة بالوفيات بين عامي 2020 و2022، وفقًا للتقرير.
وبحسب "ذا إنترسبت"، فإن هذه "الإحصاءات القاتمة لا تعكس الحجم الحقيقي ونطاق إخفاقات الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب"، بل إن قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، الجنرال مايكل لانغلي، أقرّ في تصريحات مؤخرًا أن منطقة الساحل في غرب أفريقيا أصبحت الآن "بؤرة الإرهاب"، وأن أخطر التهديدات الإرهابية التي تواجه الولايات المتحدة "للأسف، هنا في القارة الأفريقية".
وفي المقابل، تشير كاثرين إبرايت، المستشارة القانونية في مركز برينان للعدالة وأحد أبرز الخبراء في السلطات القانونية المسؤولة عن الجهود العسكرية السرية في إفريقيا، إلى أن الولايات المتحدة واصلت مضاعفة إنفاقها العسكري والمالي دون تقييم فاعلية مبادراتها في مكافحة الإرهاب.
وتعتقد إبرايت أن "الرقابة الكونجرسية والشعبية على الجهود العسكرية في إفريقيا كانت محدودة للغاية؛ ما حال دون تحديد مدى فاعليتها الإستراتيجية، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع أرجأت كثيرًا الامتثال لقانون يُلزمها بمراقبة وتقييم عملها مع القوات الشريكة.