بي.بي.سي: تعيين لامي نائبا جديدا لرئيس وزراء بريطانيا

logo
العالم

زيارة كارني للبيت الأبيض.. الوضع لا يزال متوتراً بين ترامب وكندا

زيارة كارني للبيت الأبيض.. الوضع لا يزال متوتراً بين ترامب وكندا
دونالد ترامب ومارك كارنيالمصدر: رويترز
06 مايو 2025، 11:16 م

هذه هي الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الكندي الجديد للعاصمة واشنطن، وهي تأتي في أعقاب أزمة سياسية ساخنة شابت علاقات البلدين الجارين والحليفين التاريخيين مباشرة بعد انتخابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر الماضي.

مارك كارني، الفائز في انتخابات مبكرة شهدتها كندا قبل أيام قليلة، كان أكثر الأصوات الكندية حدة في ردوده على تصريحات ترامب طيلة فترة خلافته المؤقتة لسلفه، قبل أن يقع اختيار الحزب الليبرالي عليه ليكون واجهة الحزب في الدخول إلى الانتخابات النيابية المبكرة التي أعادت كارني مجددًا إلى منصب رئيس الحكومة الكندية، بعد أن حقق الليبراليون الأغلبية في انتخابات الشهر الماضي.

 

 

داخل المكتب البيضاوي، وفي حضور مراسلي البيت الأبيض، تحدث ترامب وضيفه الكندي بتباين كان واضحًا للعلن حول الرؤية لمستقبل العلاقة بين البلدين، وكلاهما كان يردد تلك القناعة السابقة التي قيلت طيلة الشهور الماضية، مع اختلاف بسيط حرص الطرفان على إظهاره من خلال محاولة إضفاء الصفة الودية على النقاش العلني.

الرئيس ترامب، وبعد أن رحب بضيفه، جدد تصريحه القديم بقوله وعلى مسمع من كارني إنه لن يتخلى أبدًا عن حلمه في ضم كندا إلى الولايات المتحدة، وأن المواطنين الكنديين سيستفيدون من هذا القرار، وأضاف بصفته مطورًا عقاريًا أن "من الأفضل ألا تكون هناك حدود بيننا".

الضيف الكندي لم ينتظر طويلًا ليرد على مضيفه، وبالتصميم نفسه، مؤكدًا أن "كندا ليست للبيع، ولن تكون أبدًا كذلك على الإطلاق، وحتى من منظور عقاري بعض الأماكن ليست للبيع نهائيًا، ومنها هذا البيت الأبيض الذي نجلس فيه، لكننا نطمح إلى استكمال الشراكة بيننا كما فعلنا في الماضي".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب ومارك كارني

"كندا لن تكون أبدا للبيع".. كارني يواجه ترامب في البيت الأبيض

 

من جهته، عاد ترامب للتعليق على تصريح ضيفه، قائلًا: "سيكون من الأفضل ألا نقول نهائيًا"، وهو الأمر الذي رد عليه سريعًا المسؤول الكندي بأن "رؤية الكنديين واضحة فيما يخص موقف انضمام بلادهم للولايات المتحدة، وهو موقف لم يتغير مع كامل الاحترام، ونحن أكبر شريك تجاري لأمريكا ونتطلع للوصول إلى اتفاق".

المسؤول الكندي تحدث عن تفاصيل إضافية حاول من خلالها دعم وجهة نظره، بقوله إن 50% من السيارات التي تباع في الأسواق الكندية هي من صناعة أمريكية، مؤكدًا أن "كندا ليست كأي مكان آخر بالنسبة لأمريكا".

في هذه اللحظة، تدخل الرئيس ترامب فيما كان يبدو أنه محاولة لتلطيف الأجواء، ليقول إن الخلاف بينه وضيفه ودي، ولن نناقشه حتى يأتي شخص آخر لمناقشته، معيدًا الإشارة إلى قوله إنه "لا يجب القول إن كندا لن تنضم نهائيًا للولايات المتحدة".

فضّل ترامب إنهاء النقاش العلني قبل أن يطلب من مراسلي البيت الأبيض مغادرة المكتب البيضاوي، بقوله إنه سأل رئيس الوزراء الكندي السابق قبل مغادرة منصبه: "ماذا سيحدث لكندا في حال فرضت الولايات المتحدة عليها رسومًا جمركية بنسبة 25%؟"، ليرد على سؤال ترامب أن "الأمر ستكون فيه نهاية كندا".

عاد ترامب مرة أخرى للحديث عن الدعم المالي الكبير المقدم سنويًا من قبل الولايات المتحدة لجارتها المباشرة، بما يعادل 200 مليار دولار سنويًا، مقتطعة من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.

أخبار ذات علاقة

مارك كارني

كندا ترفع السقف.. كارني يستخدم لغة "غير معهودة" مع ترامب

 

أجواء غير ودية وسقف توقعات متدنٍ

منذ إعلان البيت الأبيض عن هذه الزيارة، والحديث هنا في واشنطن لا يتوقف عن طبيعة اللقاء بين رجلين لطالما تبادلا التصريحات والتصريحات المضادة بصورة حادة أحيانًا وعلنية، عن مناسبة انضمام كندا إلى الولايات المتحدة، أو كما يقول ترامب "الولاية الواحدة والخمسين على خريطة البلاد".

كارني، من جهته، والذي جاء لرئاسة الوزارة خلفًا لسلفه تيودورو، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه دفع الثمن السياسي لأزمة تصريحات ترامب، لأنها قيلت بعد لقائه بالرئيس ترامب الذي كان حينها الرئيس المنتخب بمقر إقامته العائلية في ولاية فلوريدا.

جاء كارني بعدها ليمارس الوظيفة بصفة مؤقتة، لكنه حاول أن يظهر للكنديين في تلك المرحلة الصرامة اللازمة في التعامل مع التصريحات الآتية من البيت الأبيض بعد وصول الرئيس ترامب، بل وأكثر من ذلك جعل من خطاب الردود الصارمة على ترامب مطيته السياسية لتعزيز حظوظ الليبراليين في الانتخابات المبكرة التي شهدتها كندا الشهر الماضي.

نجح كارني في تحقيق حشد شعبي كبير للجناح الليبرالي، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من خسارة الأغلبية النيابية قبل تصريحات ترامب على خلفية أزمة الأسعار ومستوى التضخم في البلاد، لكن كارني جعل من إحياء الشعور الوطني للكنديين في مواجهة تصريحات ترامب القاطرة التي قاد بها حزبه، ومكنه قبل أيام من الاستمرار في الحكم لولاية جديدة، وأكثر من ذلك نجح في تقديم نفسه كواجهة وطنية للكنديين الرافضين لخطاب ترامب، الذين يجدون فيه تقليلًا من شأن كندا ومن حجم شراكتها النوعية مع الولايات المتحدة.

الكنديون غاضبون

وتقول استطلاعات الرأي في كندا إن نسبة العداء للولايات المتحدة ارتفعت إلى مستويات قياسية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بسبب التصريحات المتكررة من قبل الرئيس ترامب عن ضم كندا.

 

 

الكنديون وخلال حملة الانتخابات النيابية المبكرة أظهروا اصطفافًا كبيرًا خلف الخطاب الذي يعزز شعورهم بالانتماء الوطني، كما أظهروا في أسواقهم تفضيلًا تجاريًا للمنتجات المحلية على حساب المواد المستوردة من الأسواق الأمريكية، ونظموا حملات وطنية لمقاطعتها وتركها حبيسة الأدراج، تعبيرًا منهم عن الاستياء الذي يشعرون به تجاه خطابات ترامب.

يعتقد الكنديون أن هذه التصريحات التي تصدر عن الرئيس ترامب تمثل مساسًا مباشرًا بفخرهم الوطني، لأنهم يرون فيها تقليلًا من شأن بلادهم، الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة، التي لطالما كانت شريكًا تاريخيًا وحليفًا أساسيًا للولايات المتحدة في جميع الأزمات وفي الحروب كافة التي خاضتها أمريكا، وكان آخرها في حربي العراق وأفغانستان.

أخبار ذات علاقة

 رئيس الوزراء الكندي مارك كارني

كارني يعد بأكبر تحول في اقتصاد كندا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC