logo
العالم

مارين لوبان تُسرّع خطة الخلافة.. بارديلّا في قلب السباق الرئاسي 2027

مارين لوبان وفي الخلفية جوردان بارديلاالمصدر: رويترز

في لحظة فارقة تهزّ المشهد الفرنسي، بدأت مارين لوبان زعيمة "التجمّع الوطني" تمهّد الطريق — علنًا هذه المرة — أمام الرجل الذي ربّته سياسيًا ليكون "وريثها" جوردان بارديلّا.

وهذا القرار هو الأهم في مسيرة لوبان خلال أربعة عقود من قيادة اليمين المتطرف، بعد سلسلة من الضربات القضائية التي تهدد بإنهاء طموحها الرئاسي نهائيًا.

فالسباق نحو قصر الإليزيه عام 2027 يتغير أمام أعين الفرنسيين، ومعه تتبدل قواعد اللعبة داخل الحزب الذي كان يحمل اسم "لوبان" منذ تأسيسه. فهل يشهد الفرنسيون نهاية عصر وبداية آخر، مع عملية خلافة انطلقت رسميًا داخل اليمين المتطرف؟

اعترفت لوبان لأحد أبرز مساعديها، في نهاية الربيع الماضي، بأن عالمها السياسي ينهار من تحت قدميها.

ففي تلك الفترة، كانت "المرشحة الطبيعية" لمعسكرها في الانتخابات الرئاسية المقبلة تواجه صدمة كبرى: محكمة باريس أدانتها بتهم اختلاس أموال عامة، وحكمت عليها بخمس سنوات من عدم الأهلية للترشح، مع التنفيذ الفوري.

يروي هذا المساعد لصحيفة "لوفيغارو": قالت لي إن وضعها الشخصي لا يهمّ، وأنها مستعدة بالفعل لعدم قدرتها على الترشح"، كانت حزينة وخائفة في آن واحد؛ فالمستقبل الذي يتشكل لعائلة اليمين القومي يبدو مذهلًا: للمرة الأولى منذ أربعين عامًا، قد يُمثَّل الحزب الذي ارتبط باسم "لوبان" بمرشح لا يحمل هذا الاسم.

أخبار ذات علاقة

مارين لوبان

قرار جديد من المجلس الدستوري ضد لوبان يهدد طموحها الرئاسي

بدء عملية الخلافة 

هذا الأسبوع، أطلقت لوبان عملية الخلافة بنفسها، على مرحلتين، أولًا عبر مجلة "كوزور"، حيث قالت إنها ستعلن قرارها من الترشح بعد صدور حكم الاستئناف — المقرر بين 13 يناير و12 فبراير — حتى لا "تُعرقل" ترشح جوردان بارديلّا إذا بقيت غير مؤهلة قانونيًا لخوض السباق.

ثم كررت الموقف على إذاعة "RTL" وأشارت إلى أنه بمجرد أن تصدر محكمة الاستئناف حكمها "لن أسمح للوقت بالضياع. أنا حريصة على وصول أفكارنا إلى السلطة، وإذا تم منعي من الترشح ثم ألغت محكمة النقض القرار بعد أشهر، فسيكون قد فات الأوان لإطلاق حملة انتخابية".

وفي حال عجزها عن الترشح، فإن "وضع بارديلّا على المسار" سيكون بالنسبة إليها "أمرًا بديهيًا"، مضيفة "سيكون الأمر صعبًا للغاية، لكنني أعتقد أن هذا القرار يفرض نفسه… لمصلحة البلاد".

خطة كانت جاهزة منذ زمن

تعود لوبان اليوم إلى خطتها الأصلية التي وُضعت مباشرة بعد صدمة الحكم الأول، فقد كشف لوفيغارو في حينه أنها تتصور "انتقالًا" رسميًا عبر مؤتمر ضخم في خريف 2026، تنقل خلاله الشعلة إلى بارديلّا، وتزكيه كمرشح رئاسي، وتمنحه الوقت الكافي لقيادة الحملة.

لكن هذا السيناريو المبكر أثار اضطرابًا داخل الحزب؛ فقد فضّل أنصارها أن تركّز على الدفاع عن نفسها، بدل تصور مستقبل للتجمع الوطني بدونها.

طموحات، وتوترات، وحسابات

مرت الخطة بمراحل مضطربة، حيث شهدت العلاقة بين لوبان وبارديلّا توترات، خاصة بعد غلاف مجلة "فالور أكتويل" الذي بدا وكأنه يدفع الأخير مباشرة نحو سباق 2027.

كما أن لوبان ومحيطها ألمحوا لفترة إلى احتمال "مرشحة الأمر الواقع" في حال الدعوة لانتخابات مبكرة — تشريعية أو رئاسية — لكن فشل استراتيجية إسقاط حكومة سباستيان لوكورنو أسقط هذا السيناريو.

أخبار ذات علاقة

من جلسة للجمعية الوطنية الفرنسية

اليسار يصوت لصالح لوبان.. ضريبة الثروة توحد الخصوم في البرلمان الفرنسي

القضاء يحدد مصير لوبان

التقويم القضائي يمسك بزمام الأمور في مسيرة لوبان، ورغم إصرارها على براءتها في جلسات الاستئناف بعد شهرين، فإن الضربات القانونية تتوالى:

مجلس الدولة أكد إقالتها التلقائية من منصبها المحلي في با-دو-كاليه، ورفض سابقًا إعادة تسجيلها في القوائم الانتخابية، كما رفض إحالة ملفها إلى المجلس الدستوري، مع ذلك، يقول أحد أصدقاء العائلة بثقة: "لا تنسوا أن عائلة لوبان محظوظة دائمًا… لديهم بركة"، وفق تعبيره.

فخر لوبان الأكبر.. بارديلّا

رغم كل شيء، لا تريد لوبان المخاطرة بـ"إنجازها السياسي الأكبر": إيجاد وريث سياسي مثالي هو جوردان بارديلّا. فقد قالت عام 2023: "هذا أكبر مصدر فخر لديّ"، فاختيارها له رئيسًا للحكومة المستقبلية كان مبنيًا على سلسلة اختبارات أثبت فيها جدارته:

أولها، قيادة حملة الانتخابات الأوروبية عام 2019، وتولي رئاسة الحزب بالإنابة خلال انتخابات 2022 وسط منافسة إريك زيمور، ثم فوزه برئاسة التجمع الوطني.

كانت لوبان تتصور مستقبلًا يصل فيه بارديلّا للرئاسة، لكن ليس قبل 2032 أو حتى 2037. أما اليوم، فقد تقدمت ساعة الحسم سنوات إلى الأمام. وكما تقول دائمًا: "الحياة أكثر إدهاشًا مما نعتقد".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC