قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إنه كان يخشى من مقتل المرشد علي خامنئي، أعلى سلطة في البلاد، مشبهًا إياها بـ"عمود الخيمة" الذي يحفظ وحدة إيران ويمنع تفككها في مواجهة الأزمات.
واعتبر بزشكيان خلال حضوره في جلسة للبرلمان أن الاختلافات بين المسؤولين أمر طبيعي، لكن وجود القائد (خامنئي) هو الذي يحسم الخلافات ويضع الكلمة الفصل، مؤكدًا أنه خلال الحرب لم يكن يخشى على نفسه بقدر ما كان يخاف من أن يصيب مكروه المرشد، لأن ذلك بحسب تعبيره "كان سيقود إلى صراعات داخلية حادة دون حاجة لتدخل إسرائيل".
وأكد أن "أعداء إيران، من الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، يسعون لإثارة توترات اجتماعية داخل البلاد تمهيدًا لزعزعة الاستقرار"، مشددًا على أن الحكومة لن تسمح بتحقيق هذه الأهداف.
وقال بزشكيان "في وقت الحرب لم أشعر بالخوف مما سيحل بي"، مؤكدًا أن "وحدة القيادة والشعب هي أساس صمود إيران في وجه الضغوط".
وأضاف الرئيس الإيراني أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تراجع رضا المواطنين عن أداء الحكومة، داعيًا المسؤولين إلى "العمل الحقيقي لكسب رضا الشعب"، ومشددًا على أن "من لا يستطيع خدمة الناس عليه أن يبتعد، ولا يجوز التعامل مع المواطنين بتعالٍ أو مظهرية".
وفي الشأن الاقتصادي، أعلن بزشكيان أن الحكومة تعمل على جذب المستثمرين وحلّ مشكلاتهم وتعزيز التعاون المشترك، مؤكدًا أن العقوبات والحرب تسببتا بخسائر كبيرة وصعّبتا تدفق الاستثمارات الأجنبية، لكنه أشار إلى أن "هذه الحقائق لا تستدعي الخلاف بل التعاون".
كما دعا إلى ترشيد استهلاك الطاقة، قائلًا: "إذا قمنا بتوفير 10% من استهلاك الطاقة، يمكننا حفظ نحو 900 ألف برميل من النفط والغاز يوميًا".
وتابع أن تقليص حجم الحكومة ودمج مؤسساتها ضرورة وطنية، مضيفًا: "لا يمكننا أن نحكم والشعب جائع، ومعيشة المواطنين هي الأولوية المطلقة في عملنا".
وأكد بزشكيان أن ميزانية هذا العام يجب أن تُصمَّم لتحسين الوضع المعيشي، موضحًا أن الحكومة تعقد جلسات أسبوعية لمتابعة هذا الملف، "لأن واجبنا أن لا يحكم أحد بينما يعاني الناس من الجوع".
وفيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية، أشار الرئيس الإيراني إلى أن حكومته "أطلقت مع الجيران أعلى مستويات التفاهم والتبادل، وتعمل على تطويرها باستمرار"، مضيفًا أن الحكومة ركبت أكثر من 1800 ميغاواط من الألواح الشمسية، وستضيف ما بين 7 و8 آلاف ميغاواط حتى نهاية العام.
وختم بزشكيان حديثه بالقول "لن أقبل أن تبقى إيران ضعيفة أو متأخرة عن الآخرين، وسنواصل العمل للحفاظ على قوتها ومكانتها".
